في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للضغط على البحرين من خلال إصدار تقارير وبيانات تحثها فيها على احترام حقوق الإنسان، وكان آخرها التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان في العالم في 2017، تمارس واشنطن انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج على حد سواء، بل إن جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل الأمريكي لا تقل جرماً وانتهاكاً عن تلك التي ارتكبتها القوات الأمريكية في الخارج خاصة في اليابان والعراق وأفغانستان وباكستان والصومال وليبيا واليمن، لا سيما وقد كشفت الحكومة الأمريكية قبل 3 سنوات النقاب جزئياً عن غاراتها التي تشنها طائرات دون طيار بذريعة مكافحة الإرهاب، واعترفت بقتل 116 مدنياً بالخطأ في ضربات خارج مناطق الحروب والنزاعات الكبرى بين يناير 2009 وديسمبر 2015.
وفي الوقت الذي توجه فيه واشنطن سهام نقدها إلى طريقة تعامل قوات الأمن في الدول التي تواجه احتجاجات وتظاهرات يتزعمها مثيرو شغب داعية إلى شعارات رنانة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب تطالب فيها بـ«ضبط النفس واحترام حق التجمع والتعبير السلمي»، لا تتردد قوات الأمن الأمريكية في قمع الاحتجاجات والتظاهرات التي تشعر أنها تؤثر بشكل سلبي على أمن واستقرار الأمة الأمريكية، وليس أدل على ما نقول مما كشفته صحيفتا «الغارديان» بنسختها الأمريكية، و«واشنطن بوست» من خلال تعداد ورصد للصحيفتين عن مقتل 1130 مدنياً على يد الشرطة الأمريكية خلال عام 2015، حيث تنوعت أساليب التصفية بين قتل بالرصاص أو صعق بالكهرباء أو دهس بسيارات الشرطة أو خلال التوقيف، أي أن الشرطة الأمريكية تقتل 3 مدنيين يومياً، وبالتالي فهي تقوم بتصفية مدني واحد على الأقل كل 8 ساعات!!
ومن ثم لا تتردد الشرطة الأمريكية في تصفية أي مدني تشك في أنه قد يضر بأمن واستقرار الأمة الأمريكية في تجاهل واضح لعبارة «ضبط النفس في التعامل مع أشخاص يشكلون خطراً على الأمن»!!
والقتلى تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات، الأولى، من كانوا يحملون سلاحاً ويشكلون تهديداً، والثانية، من اعتبروا يعانون من مشاكل نفسية، والثالثة، من حاولوا الهرب خلال محاولة توقيفهم.
الأمريكيون السود الذين يشكلون 6% من السكان الأمريكيين، لم يسلموا من عنف الأمن الأمريكي، حيث إنهم يمثلون 40% من الأشخاص غير المسلحين الذين قتلتهم الشرطة. وخلال العامين الماضيين أثارت أساليب العنف التي يعتمدها رجال الشرطة مع السود بوجه خاص، احتجاجات حاشدة، في الولايات والمدن الأمريكية كما حدث في نيويورك وفيرغسون وبالتيمور وشيكاغو. ولعل أبرز الاحتجاجات التي وقعت كانت في شيكاغو، مع نشر فيديو يظهر فيه شرطي أبيض يقتل فتى أسود بدم بارد بـ16 رصاصة خلال 14 ثانية فقط!! والحادثة الأخرى التي أثارت الكثير من الجدل، تصفية الشرطة الأمريكية لمصاب بالشلل ومقعد على كرسي متحرك في الشارع بـ7 رصاصات، لأنه لم يمتثل لأوامرها ويرفع يديه في ويلمنغتون بولاية ديلاوير!!
أما فيما يتعلق بانتهاكات حقوق اللاجئين والمهاجرين، فقد شهدت كندا موجة من اللاجئين الذين يعبرون الحدود من الولايات المتحدة بطرق غير قانونية، ويقول حقوقيون إن أعداد هؤلاء اللاجئين ترتفع مع تزايد الخوف من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه اللاجئين والمهاجرين، خاصة أنهم يخشون ترحيلهم من الولايات المتحدة لبلدانهم الأصلية، أو يشعرون بأنهم لن يحصلوا على جلسة لجوء عادلة، وبالتالي فإن «أيقونة الديمقراطية» لم تعد بلداً آمناً للاجئين!!
انتهاكات حقوق المسلمين في أمريكا قضية كبيرة شائكة مثيرة للجدل، وبحسب دراسة أجراها مركز «بيو» الأمريكي، قال ما يقرب من نصف المسلمين الذين يعيشون في أمريكا إنهم تعرضوا للتمييز، فيما تحدث 75% ممن شملتهم الدراسة عن الكثير من التمييز ضد المسلمين، بينما رأى 74% منهم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «غير ودود» تجاه المسلمين. وقد كشفت دراسة أخرى أن معدلات جرائم الكراهية ضد الأقليات في أمريكا ارتفعت في عهد ترامب.
وفي معتقل غوانتنامو، انتهاكات أمريكية يندى لها الجبين، حيث يرمز إلى التاريخ الأسود للانتهاكات الأمريكية باللباس البرتقالي والأكياس السوداء فوق الرؤوس، وبالتالي سيظل يترك إرثاً ساماً لحقوق الإنسان.
لا شك في أن ذلك المعتقل الواقع في خليج غوانتنامو جنوب شرق كوبا، والذي بني في قاعدة بحرية تمتد على أرض مساحتها 116 كلم مربع استأجرتها الولايات المتحدة من كوبا بموجب اتفاقية أمريكية كوبية وقعت في 1903، يلطخ سمعة واشنطن بشأن حقوق الإنسان، خاصة وأنه موصوم بوسائل الاستجواب القاسية وطرق التعذيب المختلفة التي وصلت إلى حد الإيهام بالغرق. وقد مر على غوانتنامو مئات المعتقلين الذين أطلقت عليهم واشنطن مصطلح «المقاتلين الأعداء» حيث يعد ببساطة المعتقل رمزاً للتجاوزات الأمريكية في سياسة «الحرب على الإرهاب» التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
أما عن انتهاكات وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أيه»، حول العالم، فحدث ولا حرج، ويكفي أن نعلم أن 54 دولة حول العالم تستضيف سجوناً سرية أو ساعدت في نقل أو تعذيب أشخاص يشتبه في كونهم «إرهابيين» بعد أحداث 11 سبتمبر 2011، حيث تشرف الاستخبارات الأمريكية بنفسها على عملية تسليم المعتقلين وتعذيبهم في السجون السوداء. وأكملت الاستخبارات الأمريكية مسلسل انتهاكاتها لحقوق الإنسان بتطبيق برنامج «بريزم» الذي يعد أضخم برنامج تجسس حول العالم يمكن الاستخبارات الأمريكية من الدخول إلى أنظمة كبرى شركات الإنترنت وجلب أية معلومات تحتاجها عن أي مستخدم لتلك الشركات وبدون أية عقبات، وكأنها أبواب خلفية للحكومة الأمريكية في أنظمتها ومن أهم تلك الشركات العالمية، «مايكروسوفت»، و«ياهو»، و«غوغل»، و«فيسبوك»، و«بالتوك»، و«يوتيوب»، و«سكايب»، و«أيه أو إل»، و«آبل»، «دروب بوكس».
* وقفة:
عجباً لواشنطن.. تنتقد حقوق الإنسان في البحرين بينما الشرطة الأمريكية تقتل مدنياً كل 8 ساعات ولا تتورع عن تصفية مشلول أو طفل أو فتى أعزل إذا شكت بأنه يهدد أمن الأمة الأمريكية!!
{{ article.visit_count }}
وفي الوقت الذي توجه فيه واشنطن سهام نقدها إلى طريقة تعامل قوات الأمن في الدول التي تواجه احتجاجات وتظاهرات يتزعمها مثيرو شغب داعية إلى شعارات رنانة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب تطالب فيها بـ«ضبط النفس واحترام حق التجمع والتعبير السلمي»، لا تتردد قوات الأمن الأمريكية في قمع الاحتجاجات والتظاهرات التي تشعر أنها تؤثر بشكل سلبي على أمن واستقرار الأمة الأمريكية، وليس أدل على ما نقول مما كشفته صحيفتا «الغارديان» بنسختها الأمريكية، و«واشنطن بوست» من خلال تعداد ورصد للصحيفتين عن مقتل 1130 مدنياً على يد الشرطة الأمريكية خلال عام 2015، حيث تنوعت أساليب التصفية بين قتل بالرصاص أو صعق بالكهرباء أو دهس بسيارات الشرطة أو خلال التوقيف، أي أن الشرطة الأمريكية تقتل 3 مدنيين يومياً، وبالتالي فهي تقوم بتصفية مدني واحد على الأقل كل 8 ساعات!!
ومن ثم لا تتردد الشرطة الأمريكية في تصفية أي مدني تشك في أنه قد يضر بأمن واستقرار الأمة الأمريكية في تجاهل واضح لعبارة «ضبط النفس في التعامل مع أشخاص يشكلون خطراً على الأمن»!!
والقتلى تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات، الأولى، من كانوا يحملون سلاحاً ويشكلون تهديداً، والثانية، من اعتبروا يعانون من مشاكل نفسية، والثالثة، من حاولوا الهرب خلال محاولة توقيفهم.
الأمريكيون السود الذين يشكلون 6% من السكان الأمريكيين، لم يسلموا من عنف الأمن الأمريكي، حيث إنهم يمثلون 40% من الأشخاص غير المسلحين الذين قتلتهم الشرطة. وخلال العامين الماضيين أثارت أساليب العنف التي يعتمدها رجال الشرطة مع السود بوجه خاص، احتجاجات حاشدة، في الولايات والمدن الأمريكية كما حدث في نيويورك وفيرغسون وبالتيمور وشيكاغو. ولعل أبرز الاحتجاجات التي وقعت كانت في شيكاغو، مع نشر فيديو يظهر فيه شرطي أبيض يقتل فتى أسود بدم بارد بـ16 رصاصة خلال 14 ثانية فقط!! والحادثة الأخرى التي أثارت الكثير من الجدل، تصفية الشرطة الأمريكية لمصاب بالشلل ومقعد على كرسي متحرك في الشارع بـ7 رصاصات، لأنه لم يمتثل لأوامرها ويرفع يديه في ويلمنغتون بولاية ديلاوير!!
أما فيما يتعلق بانتهاكات حقوق اللاجئين والمهاجرين، فقد شهدت كندا موجة من اللاجئين الذين يعبرون الحدود من الولايات المتحدة بطرق غير قانونية، ويقول حقوقيون إن أعداد هؤلاء اللاجئين ترتفع مع تزايد الخوف من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه اللاجئين والمهاجرين، خاصة أنهم يخشون ترحيلهم من الولايات المتحدة لبلدانهم الأصلية، أو يشعرون بأنهم لن يحصلوا على جلسة لجوء عادلة، وبالتالي فإن «أيقونة الديمقراطية» لم تعد بلداً آمناً للاجئين!!
انتهاكات حقوق المسلمين في أمريكا قضية كبيرة شائكة مثيرة للجدل، وبحسب دراسة أجراها مركز «بيو» الأمريكي، قال ما يقرب من نصف المسلمين الذين يعيشون في أمريكا إنهم تعرضوا للتمييز، فيما تحدث 75% ممن شملتهم الدراسة عن الكثير من التمييز ضد المسلمين، بينما رأى 74% منهم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «غير ودود» تجاه المسلمين. وقد كشفت دراسة أخرى أن معدلات جرائم الكراهية ضد الأقليات في أمريكا ارتفعت في عهد ترامب.
وفي معتقل غوانتنامو، انتهاكات أمريكية يندى لها الجبين، حيث يرمز إلى التاريخ الأسود للانتهاكات الأمريكية باللباس البرتقالي والأكياس السوداء فوق الرؤوس، وبالتالي سيظل يترك إرثاً ساماً لحقوق الإنسان.
لا شك في أن ذلك المعتقل الواقع في خليج غوانتنامو جنوب شرق كوبا، والذي بني في قاعدة بحرية تمتد على أرض مساحتها 116 كلم مربع استأجرتها الولايات المتحدة من كوبا بموجب اتفاقية أمريكية كوبية وقعت في 1903، يلطخ سمعة واشنطن بشأن حقوق الإنسان، خاصة وأنه موصوم بوسائل الاستجواب القاسية وطرق التعذيب المختلفة التي وصلت إلى حد الإيهام بالغرق. وقد مر على غوانتنامو مئات المعتقلين الذين أطلقت عليهم واشنطن مصطلح «المقاتلين الأعداء» حيث يعد ببساطة المعتقل رمزاً للتجاوزات الأمريكية في سياسة «الحرب على الإرهاب» التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
أما عن انتهاكات وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أيه»، حول العالم، فحدث ولا حرج، ويكفي أن نعلم أن 54 دولة حول العالم تستضيف سجوناً سرية أو ساعدت في نقل أو تعذيب أشخاص يشتبه في كونهم «إرهابيين» بعد أحداث 11 سبتمبر 2011، حيث تشرف الاستخبارات الأمريكية بنفسها على عملية تسليم المعتقلين وتعذيبهم في السجون السوداء. وأكملت الاستخبارات الأمريكية مسلسل انتهاكاتها لحقوق الإنسان بتطبيق برنامج «بريزم» الذي يعد أضخم برنامج تجسس حول العالم يمكن الاستخبارات الأمريكية من الدخول إلى أنظمة كبرى شركات الإنترنت وجلب أية معلومات تحتاجها عن أي مستخدم لتلك الشركات وبدون أية عقبات، وكأنها أبواب خلفية للحكومة الأمريكية في أنظمتها ومن أهم تلك الشركات العالمية، «مايكروسوفت»، و«ياهو»، و«غوغل»، و«فيسبوك»، و«بالتوك»، و«يوتيوب»، و«سكايب»، و«أيه أو إل»، و«آبل»، «دروب بوكس».
* وقفة:
عجباً لواشنطن.. تنتقد حقوق الإنسان في البحرين بينما الشرطة الأمريكية تقتل مدنياً كل 8 ساعات ولا تتورع عن تصفية مشلول أو طفل أو فتى أعزل إذا شكت بأنه يهدد أمن الأمة الأمريكية!!