تم تحديد 12 مايو 2018 موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب في العراق لدورته الرابعة وفق مرسوم جمهوري عراقي، إلى هنا انتهى الدور العراقي في الانتخابات. يأتي دور اللاعب الإقليمي صاحب الجوار السيئ ليبدأ بعملية ما أسميها في مقال اليوم بـ«إقصاء الكفاءات وتقريب الولاءات».
كيف سيكون السيناريو المحتمل يا ترى؟ لن تهدأ إيران في الأيام القادمة حتى تثبت كراسي أصحاب الولاء من أذنابها ووكلائها في العراق لكي يصبح الطريق معبداً من طهران إلى بغداد، فبعدما أصدرت مراجع دينية في جنوب العراق فتاوى سابقة تنص على تحريم الزوجة إذا لم تشارك في التصويت للسياسيين الموالين لإيران! لم تذكر الفتوى السابقة شرط الولاء؟ لكن انظر إلى المرشحين تعرف من سيرهم الذاتية ماذا أقصد! لا يوجد في طابور الترشيح إلا هم ولا ينبغي أن يرشح غيرهم، ولن يظهر منافسٌ يزاحمهم لذا الطبخة أراها تنضج في قدر إيراني وبمقادير إيرانية من جديد.
فتوى هذا العام لا تختلف عن فتوى الانتخابات في الدورة التشريعية الثالثة قبل أربع سنوات، حيث ذكرت المرجعية في بيان لها نشر قبل أسبوع على موقعها الرسمي جاء فيه: لا بدّ أيضاً من التجنّب عن تشتيت الأصوات وتعريضها للضياع مع مطالبة بزخم من الرجال والنساء اللواتي مازلن طبعاً على ذمم أزواجهن وفق الفتوى السابقة في الدورة النيابية الثانية للبرلمان للمشاركة بقوة! بما يثبت أن الولاءات الإيرانية يجب ألا تزحزح من المشهد السياسي العراقي مهما كلف الأمر!
كانت إيران تستخدم أساليب بدائية في إقناع الناخبين في العراق تبدأ بـ«يا أيها البرلماني الموالي «أخبر المواطن العراقي بأنك وكيل الله في الأرض» ولا تنتهي بـ«تحريم الزواج إن ثبت عدم المشاركة»». كل هذه الرسائل الإعلامية البدائية تمت هندستها على أساس طائفي مقيت، أما من لا يقتنع بهذا جعل إيران تلجأ إلى تعليم تلاميذها في العراق طرقاً جديدة قد تكون عصرية هذه المرة منها: «سفرات سياحية للناخبين إلى شمال العراق مع رجاء من المرشد السياحي على متن الحافلة لانتخاب السيد النائب الموالي لإيران»، أو تحضير السلة الرمضانية لأن موعد الانتخابات سيحل قبل شهر رمضان المبارك بثلاثة أو أربعة أيام أو ربما تكون الدعاية الأقوى والتي قد لا تقاوم «انتخبني وزواجك على حسابي».
لم ندخل في تأثير إيران على الانتخابات العراقية بعد، فكل ما ذكرته أعلاه هي أساليب بدائية غير مزعجة تستخدمها إيران بلطف عبر قنوات القوى الناعمة والخشنة في المحافظات العراقية تبدأ بالمراجع ودور العبادة وتستمر عبر قنواتها المعتادة كالعزف على مقتل الحسين رضي الله عنه. وإن انتخابات 2018 سيتم فيها والله أعلم محاكمة رموز الزمرة المجرمة التي قتلت سيد الشهداء كما هو موثق في مقطع فيديو تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر محكمة عراقية تقضي بـ«إعدام الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك بتهمة قتل زيد بن علي».
في 15 ديسمبر 2005 نشرت صحيفة «البيان» الإماراتية خبراً عن وكالة الوطنية العراقية للأنباء «إن قوات حرس الحدود العراقية ضبطت في منطقة بدرة القريبة من الحدود الإيرانية شاحنة صهريج لنقل الوقود وفيها حاوية تحمل آلاف الأوراق الانتخابية المزورة قادمة من إيران»، وأضاف «أن الصهريج يحمل لوحات مرورية إيرانية وأن سائقه إيراني واعترف بأن شاحنته ليست الوحيدة، وأن هناك ثلاثاً أخرى دخلت إلى الأراضي العراقية عبر مناطق الشلامجة وكفري وخانقين».
ليس هذا وحسب، إيران تعمل في العراق بجدية أكبر هذه المرة، لا سيما بعدما اتهم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إيران بمحاولة التأثير والتدخل في الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في مايو المقبل، جاء ذلك في تصريح له بتاريخ 6 مارس 2018. فمعلومات الولايات المتحدة الاستخبارية دفعت بوزير دفاعها إلى هذا التصريح وإلا ما هي المناسبة؟!
المتابع لخارطة التحالفات السياسية في العراق، يجد أن حزب الدعوة الإسلامية المصمم في إيران قرر المشاركة بقائمتين منفصلتين واحدة للعبادي والأخرى للمالكي، فإن سقط صوت من سلة الأول تلقفته سلة الثاني، وهكذا تكون الأصوات تحت مسمى واحد قطعاً.
أما «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، وهو حزب طهراني بامتياز، يدخل تحت جناح العبادي، لأن أكثر السراق فيه خرجت رائحتهم إلى العلن، ولا بد من مناورة في خارطة التحالف. أما كتلة الاستقامة، فيتزعمها المعتزل السياسي على حد قوله مقتدى الصدر، الذي أعلن خوض الانتخابات البرلمانية عائداً بعد الاعتزال بقائمة منفردة ستندمج لا محالة مع المكون المدعوم إيرانياً خشية التفريط بالأصوات والشتات كما نصت عليه مخاوف المرجعية، كما أن أنباء رشحت مؤخراً عن تحالفه مع الحزب الشيوعي العراقي الذي كان والد مقتدى الصدر يرد عليهم ويتهمهم بالإلحاد ليتغير اسم الكيان إلى «ثائرون»، يا لأعاجيب 2018؟ أما ائتلاف الفتح، فيضم الحشد الشعبي ومنظمة بدر الإيرانية بقيادة هادي العامري، وجماعة عصائب أهل الحق الإيرانية بزعامة قيس الخزعلي.
لا تتعب نفسك! أي صوت يتشتت في الانتخابات القادمة بين الأسماء والكيانات والتجمعات والائتلافات يجمع في فتوى إيرانية واحدة، فلا تغرنك بهرجة الأسماء فكل القطيع السياسي سيأتي مهرولاً إلى حظيرة الطاعة إن بدأت إيران «الراعي» بالصفير.. لك الله يا عراق.
كيف سيكون السيناريو المحتمل يا ترى؟ لن تهدأ إيران في الأيام القادمة حتى تثبت كراسي أصحاب الولاء من أذنابها ووكلائها في العراق لكي يصبح الطريق معبداً من طهران إلى بغداد، فبعدما أصدرت مراجع دينية في جنوب العراق فتاوى سابقة تنص على تحريم الزوجة إذا لم تشارك في التصويت للسياسيين الموالين لإيران! لم تذكر الفتوى السابقة شرط الولاء؟ لكن انظر إلى المرشحين تعرف من سيرهم الذاتية ماذا أقصد! لا يوجد في طابور الترشيح إلا هم ولا ينبغي أن يرشح غيرهم، ولن يظهر منافسٌ يزاحمهم لذا الطبخة أراها تنضج في قدر إيراني وبمقادير إيرانية من جديد.
فتوى هذا العام لا تختلف عن فتوى الانتخابات في الدورة التشريعية الثالثة قبل أربع سنوات، حيث ذكرت المرجعية في بيان لها نشر قبل أسبوع على موقعها الرسمي جاء فيه: لا بدّ أيضاً من التجنّب عن تشتيت الأصوات وتعريضها للضياع مع مطالبة بزخم من الرجال والنساء اللواتي مازلن طبعاً على ذمم أزواجهن وفق الفتوى السابقة في الدورة النيابية الثانية للبرلمان للمشاركة بقوة! بما يثبت أن الولاءات الإيرانية يجب ألا تزحزح من المشهد السياسي العراقي مهما كلف الأمر!
كانت إيران تستخدم أساليب بدائية في إقناع الناخبين في العراق تبدأ بـ«يا أيها البرلماني الموالي «أخبر المواطن العراقي بأنك وكيل الله في الأرض» ولا تنتهي بـ«تحريم الزواج إن ثبت عدم المشاركة»». كل هذه الرسائل الإعلامية البدائية تمت هندستها على أساس طائفي مقيت، أما من لا يقتنع بهذا جعل إيران تلجأ إلى تعليم تلاميذها في العراق طرقاً جديدة قد تكون عصرية هذه المرة منها: «سفرات سياحية للناخبين إلى شمال العراق مع رجاء من المرشد السياحي على متن الحافلة لانتخاب السيد النائب الموالي لإيران»، أو تحضير السلة الرمضانية لأن موعد الانتخابات سيحل قبل شهر رمضان المبارك بثلاثة أو أربعة أيام أو ربما تكون الدعاية الأقوى والتي قد لا تقاوم «انتخبني وزواجك على حسابي».
لم ندخل في تأثير إيران على الانتخابات العراقية بعد، فكل ما ذكرته أعلاه هي أساليب بدائية غير مزعجة تستخدمها إيران بلطف عبر قنوات القوى الناعمة والخشنة في المحافظات العراقية تبدأ بالمراجع ودور العبادة وتستمر عبر قنواتها المعتادة كالعزف على مقتل الحسين رضي الله عنه. وإن انتخابات 2018 سيتم فيها والله أعلم محاكمة رموز الزمرة المجرمة التي قتلت سيد الشهداء كما هو موثق في مقطع فيديو تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر محكمة عراقية تقضي بـ«إعدام الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك بتهمة قتل زيد بن علي».
في 15 ديسمبر 2005 نشرت صحيفة «البيان» الإماراتية خبراً عن وكالة الوطنية العراقية للأنباء «إن قوات حرس الحدود العراقية ضبطت في منطقة بدرة القريبة من الحدود الإيرانية شاحنة صهريج لنقل الوقود وفيها حاوية تحمل آلاف الأوراق الانتخابية المزورة قادمة من إيران»، وأضاف «أن الصهريج يحمل لوحات مرورية إيرانية وأن سائقه إيراني واعترف بأن شاحنته ليست الوحيدة، وأن هناك ثلاثاً أخرى دخلت إلى الأراضي العراقية عبر مناطق الشلامجة وكفري وخانقين».
ليس هذا وحسب، إيران تعمل في العراق بجدية أكبر هذه المرة، لا سيما بعدما اتهم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إيران بمحاولة التأثير والتدخل في الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في مايو المقبل، جاء ذلك في تصريح له بتاريخ 6 مارس 2018. فمعلومات الولايات المتحدة الاستخبارية دفعت بوزير دفاعها إلى هذا التصريح وإلا ما هي المناسبة؟!
المتابع لخارطة التحالفات السياسية في العراق، يجد أن حزب الدعوة الإسلامية المصمم في إيران قرر المشاركة بقائمتين منفصلتين واحدة للعبادي والأخرى للمالكي، فإن سقط صوت من سلة الأول تلقفته سلة الثاني، وهكذا تكون الأصوات تحت مسمى واحد قطعاً.
أما «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، وهو حزب طهراني بامتياز، يدخل تحت جناح العبادي، لأن أكثر السراق فيه خرجت رائحتهم إلى العلن، ولا بد من مناورة في خارطة التحالف. أما كتلة الاستقامة، فيتزعمها المعتزل السياسي على حد قوله مقتدى الصدر، الذي أعلن خوض الانتخابات البرلمانية عائداً بعد الاعتزال بقائمة منفردة ستندمج لا محالة مع المكون المدعوم إيرانياً خشية التفريط بالأصوات والشتات كما نصت عليه مخاوف المرجعية، كما أن أنباء رشحت مؤخراً عن تحالفه مع الحزب الشيوعي العراقي الذي كان والد مقتدى الصدر يرد عليهم ويتهمهم بالإلحاد ليتغير اسم الكيان إلى «ثائرون»، يا لأعاجيب 2018؟ أما ائتلاف الفتح، فيضم الحشد الشعبي ومنظمة بدر الإيرانية بقيادة هادي العامري، وجماعة عصائب أهل الحق الإيرانية بزعامة قيس الخزعلي.
لا تتعب نفسك! أي صوت يتشتت في الانتخابات القادمة بين الأسماء والكيانات والتجمعات والائتلافات يجمع في فتوى إيرانية واحدة، فلا تغرنك بهرجة الأسماء فكل القطيع السياسي سيأتي مهرولاً إلى حظيرة الطاعة إن بدأت إيران «الراعي» بالصفير.. لك الله يا عراق.