يمضي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مساره الجديد متحدياً واشنطن وطهران، ومصمماً على أن يكون له دور بارز في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، خاصة وأنه خصم أمريكا منذ وقت طويل وفي نفس الوقت معارض بارز للنفوذ الإيراني في العراق، لكنه لن يصبح رئيساً للوزراء، ليس لأن إيران لا تريده وتقف حجر عثرة أمام حصول تكتله على المنصب، بل إنها قبل الانتخابات أعلنت صراحة أنها لن تسمح لكتلة الصدر بحكم حليفها الوثيق العراق، ولكن لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات. إلا أن فوز كتلته «سائرون» المتحالفة مع شيوعيي العراق، تضعه في موقف قوي خلال المفاوضات، وذلك بعد حصول كتلته «سائرون» التي يتزعمها على 54 مقعداً برلمانياً بزيادة 12 مقعداً عن «ائتلاف النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي الذي حصل بدوره على 42 مقعداً برلمانياً، بينما سبقته كتلة «الفتح» بزعامة قائد ميليشيات «بدر» هادي العامري، بنحو 5 مقاعد لتحصد 47 مقعداً في البرلمان القادم، في حين حل ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في المرتبة الرابعة وبخسارة نحو 63 مقعداً عن المجلس السابق، حيث حصد المالكي 26 مقعداً برلمانياً، إضافة إلى أنه حصد هو شخصياً أصوات أكثر من مائة ألف عراقي. في الوقت ذاته، حصدت اللوائح السنية نحو 35 مقعداً، فيما حصل الأكراد على أكثر من 50 مقعداً.
ويرسم اللقاء الأخير الذي جمع زعيم التيار الصدري برئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان فوز كتلة الصدر بالانتخابات البرلمانية، ملامح الائتلاف الجديد الذي يجري تشكيله، فيما تشير التحليلات إلى احتمال أن يضم الائتلاف زعيم الكتلة الوطنية إياد علاوي، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، لا سيما وأن العبادي يحظى حتى الآن بصفة «المرشح التوافقي».
وسوف يكون الائتلاف الجديد ضربة لكل من واشنطن وطهران على حد سواء، خاصة وأن الأخيرة كان لها تأثير مباشر في اختيار رئيس الحكومة العراقية في السابق، لا سيما وأن الصدر موضع إشكال لكل من أمريكا وإيران على حد سواء. والأولى لن تنسى «جيش المهدي» الذي أسسه الصدر وخاض معارك دامية ضد القوات الأمريكية في النجف في أغسطس 2004، أدت إلى مقتل نحو ألف من أنصاره، لذلك اعتبرته واشنطن من أكبر التهديدات التي تعوق استقرار العراق. والثانية لا تنسى المواقف العدائية لسليل آل الصدر المعروفين بزعامتهم الدينية ذات الاحترام الواسع في الشارع الشيعي العراقي، وآخر تلك المواقف كانت استدارته وزيارته لكل من السعودية والإمارات.
لذلك سارع هادي العامري زعيم كتلة «الفتح» الموالية لإيران، إلى لقاء الصدر في حين وصف الأخير اللقاء بأنه «يأتي في إطار مشاورات شاملة حول تشكيل الحكومة»، خاصة وأن كتلة «الفتح» بزعامة العامري حلت في المرتبة الثانية فيما يرأس الأخير ميليشيات «بدر» المسلحة والتي تنضوي ضمن ميليشيات «الحشد الشعبي»، حيث يعد أحد أقوى الشخصيات في العراق، كما أنه يحتفظ بعلاقات قوية مع إيران منذ عقود وقبل سقوط نظام صدام حسين في 2003، حيث استمر في قتال الأخير لنحو عقدين من طهران.
وقبل لقاء العامري بالصدر، سارعت إيران إلى إرسال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إلى العراق، لإجراء لقاءات واجتماعات مع ساسة بغداد من أجل حثهم على تشكيل حكومة جديدة تنال رضا «ولاية الفقيه» في إيران، في حين أن سليماني أبدى اعتراضه خلال الاجتماعات على التحالف مع «سائرون» وقائمة عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وإذا كانت إيران متمسكة بالحفاظ على نفوذها في العراق، أحد أكبر حلفائها في الشرق الأوسط، من خلال تشكيل حكومة تحافظ على مصالح طهران، إلا أنه بإصرارها على إزاحة الصدر فهي تفجر صراعاً شيعياً شيعياً، بين من تدعمهم، ومن يدعمون الصدر، وبالتالي تحدث إيران شرخاً في الشارع الشيعي العراقي، لا سيما وأن الصدر كان واضحاً بعد إعلان نتائج الانتخابات من أنه لن يتعاون مع كل من هادي العامري وخصمه اللدود نوري المالكي، حيث أكد الصدر أنه لن يتحالف إلا مع حيدر العبادي والأكراد والسنة، وشدد الصدر على أنه «غير مستعد لتقديم تنازلات لإيران عبر تشكيل ائتلاف مع حليفيها العامري والمالكي». وإذا كانت واشنطن وطهران تلقيان بثقلهما في المعترك العراقي لتحديد من يقود الحكم في العراق، إلا أن خلافهما الرئيس حول الاتفاق النووي سيؤثر على توافقهما بشأن عراب الحكومة الجديدة.
ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات الماراثونية لتشكيل الحكومة في العراق لعدة أشهر، نظراً لعدم فوز أي كتلة انتخابية بأغلبية مطلقة، بيد أن الدستور العراقي يلزم بتشكيل الحكومة في غضون 90 يوماً من إعلان النتائج الرسمية.
* وقفة:
إيران تفجر صراعاً شيعياً شيعياً بإصرارها على إزاحة الصدر من المشهد السياسي العراقي فيما يصر «العراب الجديد» على التحالف مع السنة والأكراد والعبادي بمواجهة خصومه حلفاء طهران المالكي والعامري!!
ويرسم اللقاء الأخير الذي جمع زعيم التيار الصدري برئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان فوز كتلة الصدر بالانتخابات البرلمانية، ملامح الائتلاف الجديد الذي يجري تشكيله، فيما تشير التحليلات إلى احتمال أن يضم الائتلاف زعيم الكتلة الوطنية إياد علاوي، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، لا سيما وأن العبادي يحظى حتى الآن بصفة «المرشح التوافقي».
وسوف يكون الائتلاف الجديد ضربة لكل من واشنطن وطهران على حد سواء، خاصة وأن الأخيرة كان لها تأثير مباشر في اختيار رئيس الحكومة العراقية في السابق، لا سيما وأن الصدر موضع إشكال لكل من أمريكا وإيران على حد سواء. والأولى لن تنسى «جيش المهدي» الذي أسسه الصدر وخاض معارك دامية ضد القوات الأمريكية في النجف في أغسطس 2004، أدت إلى مقتل نحو ألف من أنصاره، لذلك اعتبرته واشنطن من أكبر التهديدات التي تعوق استقرار العراق. والثانية لا تنسى المواقف العدائية لسليل آل الصدر المعروفين بزعامتهم الدينية ذات الاحترام الواسع في الشارع الشيعي العراقي، وآخر تلك المواقف كانت استدارته وزيارته لكل من السعودية والإمارات.
لذلك سارع هادي العامري زعيم كتلة «الفتح» الموالية لإيران، إلى لقاء الصدر في حين وصف الأخير اللقاء بأنه «يأتي في إطار مشاورات شاملة حول تشكيل الحكومة»، خاصة وأن كتلة «الفتح» بزعامة العامري حلت في المرتبة الثانية فيما يرأس الأخير ميليشيات «بدر» المسلحة والتي تنضوي ضمن ميليشيات «الحشد الشعبي»، حيث يعد أحد أقوى الشخصيات في العراق، كما أنه يحتفظ بعلاقات قوية مع إيران منذ عقود وقبل سقوط نظام صدام حسين في 2003، حيث استمر في قتال الأخير لنحو عقدين من طهران.
وقبل لقاء العامري بالصدر، سارعت إيران إلى إرسال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إلى العراق، لإجراء لقاءات واجتماعات مع ساسة بغداد من أجل حثهم على تشكيل حكومة جديدة تنال رضا «ولاية الفقيه» في إيران، في حين أن سليماني أبدى اعتراضه خلال الاجتماعات على التحالف مع «سائرون» وقائمة عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وإذا كانت إيران متمسكة بالحفاظ على نفوذها في العراق، أحد أكبر حلفائها في الشرق الأوسط، من خلال تشكيل حكومة تحافظ على مصالح طهران، إلا أنه بإصرارها على إزاحة الصدر فهي تفجر صراعاً شيعياً شيعياً، بين من تدعمهم، ومن يدعمون الصدر، وبالتالي تحدث إيران شرخاً في الشارع الشيعي العراقي، لا سيما وأن الصدر كان واضحاً بعد إعلان نتائج الانتخابات من أنه لن يتعاون مع كل من هادي العامري وخصمه اللدود نوري المالكي، حيث أكد الصدر أنه لن يتحالف إلا مع حيدر العبادي والأكراد والسنة، وشدد الصدر على أنه «غير مستعد لتقديم تنازلات لإيران عبر تشكيل ائتلاف مع حليفيها العامري والمالكي». وإذا كانت واشنطن وطهران تلقيان بثقلهما في المعترك العراقي لتحديد من يقود الحكم في العراق، إلا أن خلافهما الرئيس حول الاتفاق النووي سيؤثر على توافقهما بشأن عراب الحكومة الجديدة.
ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات الماراثونية لتشكيل الحكومة في العراق لعدة أشهر، نظراً لعدم فوز أي كتلة انتخابية بأغلبية مطلقة، بيد أن الدستور العراقي يلزم بتشكيل الحكومة في غضون 90 يوماً من إعلان النتائج الرسمية.
* وقفة:
إيران تفجر صراعاً شيعياً شيعياً بإصرارها على إزاحة الصدر من المشهد السياسي العراقي فيما يصر «العراب الجديد» على التحالف مع السنة والأكراد والعبادي بمواجهة خصومه حلفاء طهران المالكي والعامري!!