تجتهد في شراء الديكور الرمضاني المبتكر وترمي مبلغاً وقدره على زينة الطاولات والإضاءات المبتكرة من كل نوع وأيضاً التوزيعات الرمضانية للغبقة على الحضور وهدايا المسابقات، حيث لا بد أن تكون بعض الهدايا قيمة ومن علامات تجارية معروفة حتى يحرص الجميع على الحضور والتفاعل، كما تشرع في ابتكار تصاميم بطاقات الدعوة فتلجأ لمحل يعد لها التصاميم والشعارات بمبلغ وقدره أيضاً!
ومع موجة تطور الغبقات والتنافس على الأفكار الغريبة والمبتكرة التي فيها ورغبتها أن تكون غبقتها الرمضانية مميزة أكثر من بقية صديقاتها، تشرع في استضافة فرقة شعبية لتطرب الحاضرين بأجمل الفنون التراثية التي تتناسب مع الأجواء الرمضانية، وأيضاً الاتفاق مع أحد محلات الحلويات والضيافة على استئجار عربة مليئة بالآيسكريم والحلويات والأطباق المختلفة وعاملتين للضيافة، كذلك الاتفاق مع أحد المطاعم على توفير «بوفيه» الغبقة، كما تهتم بتسخير الفناء الخارجي لمنزلها والحديقة بجعله منطقة خاصة للأطفال حيث توفر لهم عدة ألعاب، واستئجار مقدم لفقرات ألعاب الأطفال وجوائز للمسابقات وهدايا وعربات الأطعمة والحلويات والبوب كورن!!!
وبعد أن تنتهي من وضع هذه الخطة، هي لم تهمل فستان الغبقة المميز الذي سترتديه والذي كلفها مبلغ يتجاوز الـ150 ديناراً فأكثر والحذاء والحقيبة الرمضانية، حيث لا بد أن يكونوا «طقم» ووفق تصميم رمضاني خاص، والاهتمام بشراء طقم ذهب جديد يتماشى مع أحدث تصاميم وحركات موضة الماركات المشهورة لهذه السنة!!
هل تتصورون أن هناك من يفعل كل هذا وأكثر خلال شهر رمضان لتنظيم غبقة رمضانية لا تتجاوز بالكثير ثلاث ساعات، وفي كل سنة تزداد الأفكار والابتكارات بين النساء حتى وصلنا إلى وضع بتنا نرى فيه حتى توزيعات مصاحف القرآن الكريم وسجادات الصلاة والمسابيح وكتيبات الأدعية بألوان وكتابات وإهداءات وتصاميم مبتكرة؟
هي فعلت كل هذا وأكثر ومستعدة لفعل أكثر من ذلك في سبيل تلبية رغبة داخلية بنفسها في إشباع حاجاتها من نيل المدح والثناء على هذا التنظيم الأكثر من رائع والدقيق في كل شيء، وكم يطربها المديح الذي تستمع إليه من الناس وهم يخبرونها دائماً أنهم لا يستطيعون في كل رمضان تفويت غبقتها المميزة المليئة بالعطايا!
تفعل كل هذا وهي في نفس الوقت تعلم الوضع المالي الحرج لبعض أقاربها، تعلم أن بعضهم في منتصف الشهر يكون رصيدهم بالبنك أقل من ثلاثين ديناراً!!! القروض التي قصفت ظهرهم، والالتزامات العائلية لأسرة تتكون من 6 أشخاص وأطفال صغار يحتاجون للكثير من المصاريف ويمرضون باستمرار بسبب تغير الجو أنهكتهم، وتعرف أن هناك منهم من هو عاطل عن العمل ولا يملك حتى شراء حاجات العيد، وهناك من هو محروم حتى من الإحساس بأجواء رمضان والعيد كبقية الناس، ورغم ذلك تهتم بالمظاهر أمام الناس أكثر من الاهتمام بمساعدة ومعاونة ممن هم من لحمها ودمها!!
هي تدرك أن المبلغ الذي سترميه ليلة واحدة فقط في مظاهر البذخ لحفلة غبقة رمضانية قد يرمى فيها نصف الأكل ولا يؤكل، والزينة التي أنفقت عليها مبالغ طائلة ستوضع لمدة ثلاث ساعات ثم ترمى، وبالنهاية حتى الأشخاص الذين سيحضرون حفلة الغبقة قد لا يكون جميعهم بالأصل يحبونها بصدق إنما هم يحضرون لأجل «وناستهم» فقط ومصلحتهم!
أمثالها كثر، يرمون مبلغاً زهيداً لا يزيد عن العشرين ديناراً عندما يطلب منهم مساعدة فقير أو محتاج أو المساهمة في دعم حالة إنسانية، لكنهم مستعدون بنفس الوقت لرمي أضعاف المبلغ في سبيل تعزيز مكانتهم ووجاهتهم عند الآخرين، متناسين أن الوجاهة الحقيقية تكون يوم الحساب عندما يكونون أغنى الناس بالحسنات وأثقلهم بالموازين وأعلاهم في الدرجات!
لم يكرم الله هؤلاء أمام التبذير هذا وعدم حمده على نعمته وبذلها في أبواب الخير الكثيرة، استلهام معنى أن توفر هذه المبالغ في سبيل دعم من هم يقبعون في خانة «الأرحام»، فإسعاد من هم من لحمهم ودمهم أفضل من إسعاد معارفهم وأصدقائهم، والأقربون أولى بالمعروف! لم يفكروا في تفقد من حولهم من جيران وأقارب، ولم يخطر على بالهم يوماً أن يقسموا مبلغ الأطعمة والحلويات وموائد الغبقات هذه بتخصيص مبلغ بسيط يجزأ ليصرف بشكل يومي لإطعامهم طيلة أيام شهر رمضان!
الله طمس على قلوبهم نعمة استشعار أن أبواب الرحمة تفتح في رمضان وأبواب المغفرة كذلك والعتق من النار، ولعل دعوة ممن أدخلت على قلوبهم السعادة أفضل بكثير من كلمات المديح والمجاملة التي تسمعها ممن يحرصون على حضور غبقة البهرجة والشكليات!
فضل الصدقة في رمضان كبير، فالصدقة في هذا الشهر المبارك تفتح سعة الرزق للمتصدق، فكيف إذا اجتمعت الصدقة مع الصيام؟ هل من الصعب توفير كل هذه المبالغ لإسعاد أكثر من عائلة محتاجة، البعض سيقول الكلمة المعروفة «ساعة لربك وساعة لقلبك!» بمعنى نحن نخرج الصدقات ولكن بنفس الوقت لا مانع من ترفيه أنفسنا وإسعادها، فالنفسية تحتاج للمرح أيضاً، وهذا كلام سليم فيما لو تم تخصيص مبلغ عادي لغبقة بسيطة غير مكلفة وبعيداً عن التبذير ومظاهر الكماليات التي لا حاجة لها وتخصيص المبلغ الأكبر للخير في رمضان والصدقات لا العكس! تخصيص مبالغ صغيرة للصدقات ومبالغ فلكية للمظاهر وولائم الغبقات والسهرات!
ماذا يضر لو أن مبلغ الغبقة المخصص كل عام خصص بالكامل لأجل غبقة للفقراء والمساكين، أي تخصيص صدقات للفقراء والمساكين يومياً بقيمة ميزانية الغبقة كاملة!
{{ article.visit_count }}
ومع موجة تطور الغبقات والتنافس على الأفكار الغريبة والمبتكرة التي فيها ورغبتها أن تكون غبقتها الرمضانية مميزة أكثر من بقية صديقاتها، تشرع في استضافة فرقة شعبية لتطرب الحاضرين بأجمل الفنون التراثية التي تتناسب مع الأجواء الرمضانية، وأيضاً الاتفاق مع أحد محلات الحلويات والضيافة على استئجار عربة مليئة بالآيسكريم والحلويات والأطباق المختلفة وعاملتين للضيافة، كذلك الاتفاق مع أحد المطاعم على توفير «بوفيه» الغبقة، كما تهتم بتسخير الفناء الخارجي لمنزلها والحديقة بجعله منطقة خاصة للأطفال حيث توفر لهم عدة ألعاب، واستئجار مقدم لفقرات ألعاب الأطفال وجوائز للمسابقات وهدايا وعربات الأطعمة والحلويات والبوب كورن!!!
وبعد أن تنتهي من وضع هذه الخطة، هي لم تهمل فستان الغبقة المميز الذي سترتديه والذي كلفها مبلغ يتجاوز الـ150 ديناراً فأكثر والحذاء والحقيبة الرمضانية، حيث لا بد أن يكونوا «طقم» ووفق تصميم رمضاني خاص، والاهتمام بشراء طقم ذهب جديد يتماشى مع أحدث تصاميم وحركات موضة الماركات المشهورة لهذه السنة!!
هل تتصورون أن هناك من يفعل كل هذا وأكثر خلال شهر رمضان لتنظيم غبقة رمضانية لا تتجاوز بالكثير ثلاث ساعات، وفي كل سنة تزداد الأفكار والابتكارات بين النساء حتى وصلنا إلى وضع بتنا نرى فيه حتى توزيعات مصاحف القرآن الكريم وسجادات الصلاة والمسابيح وكتيبات الأدعية بألوان وكتابات وإهداءات وتصاميم مبتكرة؟
هي فعلت كل هذا وأكثر ومستعدة لفعل أكثر من ذلك في سبيل تلبية رغبة داخلية بنفسها في إشباع حاجاتها من نيل المدح والثناء على هذا التنظيم الأكثر من رائع والدقيق في كل شيء، وكم يطربها المديح الذي تستمع إليه من الناس وهم يخبرونها دائماً أنهم لا يستطيعون في كل رمضان تفويت غبقتها المميزة المليئة بالعطايا!
تفعل كل هذا وهي في نفس الوقت تعلم الوضع المالي الحرج لبعض أقاربها، تعلم أن بعضهم في منتصف الشهر يكون رصيدهم بالبنك أقل من ثلاثين ديناراً!!! القروض التي قصفت ظهرهم، والالتزامات العائلية لأسرة تتكون من 6 أشخاص وأطفال صغار يحتاجون للكثير من المصاريف ويمرضون باستمرار بسبب تغير الجو أنهكتهم، وتعرف أن هناك منهم من هو عاطل عن العمل ولا يملك حتى شراء حاجات العيد، وهناك من هو محروم حتى من الإحساس بأجواء رمضان والعيد كبقية الناس، ورغم ذلك تهتم بالمظاهر أمام الناس أكثر من الاهتمام بمساعدة ومعاونة ممن هم من لحمها ودمها!!
هي تدرك أن المبلغ الذي سترميه ليلة واحدة فقط في مظاهر البذخ لحفلة غبقة رمضانية قد يرمى فيها نصف الأكل ولا يؤكل، والزينة التي أنفقت عليها مبالغ طائلة ستوضع لمدة ثلاث ساعات ثم ترمى، وبالنهاية حتى الأشخاص الذين سيحضرون حفلة الغبقة قد لا يكون جميعهم بالأصل يحبونها بصدق إنما هم يحضرون لأجل «وناستهم» فقط ومصلحتهم!
أمثالها كثر، يرمون مبلغاً زهيداً لا يزيد عن العشرين ديناراً عندما يطلب منهم مساعدة فقير أو محتاج أو المساهمة في دعم حالة إنسانية، لكنهم مستعدون بنفس الوقت لرمي أضعاف المبلغ في سبيل تعزيز مكانتهم ووجاهتهم عند الآخرين، متناسين أن الوجاهة الحقيقية تكون يوم الحساب عندما يكونون أغنى الناس بالحسنات وأثقلهم بالموازين وأعلاهم في الدرجات!
لم يكرم الله هؤلاء أمام التبذير هذا وعدم حمده على نعمته وبذلها في أبواب الخير الكثيرة، استلهام معنى أن توفر هذه المبالغ في سبيل دعم من هم يقبعون في خانة «الأرحام»، فإسعاد من هم من لحمهم ودمهم أفضل من إسعاد معارفهم وأصدقائهم، والأقربون أولى بالمعروف! لم يفكروا في تفقد من حولهم من جيران وأقارب، ولم يخطر على بالهم يوماً أن يقسموا مبلغ الأطعمة والحلويات وموائد الغبقات هذه بتخصيص مبلغ بسيط يجزأ ليصرف بشكل يومي لإطعامهم طيلة أيام شهر رمضان!
الله طمس على قلوبهم نعمة استشعار أن أبواب الرحمة تفتح في رمضان وأبواب المغفرة كذلك والعتق من النار، ولعل دعوة ممن أدخلت على قلوبهم السعادة أفضل بكثير من كلمات المديح والمجاملة التي تسمعها ممن يحرصون على حضور غبقة البهرجة والشكليات!
فضل الصدقة في رمضان كبير، فالصدقة في هذا الشهر المبارك تفتح سعة الرزق للمتصدق، فكيف إذا اجتمعت الصدقة مع الصيام؟ هل من الصعب توفير كل هذه المبالغ لإسعاد أكثر من عائلة محتاجة، البعض سيقول الكلمة المعروفة «ساعة لربك وساعة لقلبك!» بمعنى نحن نخرج الصدقات ولكن بنفس الوقت لا مانع من ترفيه أنفسنا وإسعادها، فالنفسية تحتاج للمرح أيضاً، وهذا كلام سليم فيما لو تم تخصيص مبلغ عادي لغبقة بسيطة غير مكلفة وبعيداً عن التبذير ومظاهر الكماليات التي لا حاجة لها وتخصيص المبلغ الأكبر للخير في رمضان والصدقات لا العكس! تخصيص مبالغ صغيرة للصدقات ومبالغ فلكية للمظاهر وولائم الغبقات والسهرات!
ماذا يضر لو أن مبلغ الغبقة المخصص كل عام خصص بالكامل لأجل غبقة للفقراء والمساكين، أي تخصيص صدقات للفقراء والمساكين يومياً بقيمة ميزانية الغبقة كاملة!