* رحل سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله وطيب ثراه، بعد حياة حافلة بالإنجازات والعطاء وخدمة الدين والوطن في شتى المجالات التي ترأسها، وكان آخرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.. يشهد لسمو الشيخ عبدالله رحمه الله حرصه على الرعاية المستمرة ودعم البرامج القرآنية في وطننا الحبيب، حيث حرص على حضور أغلب احتفالات مسابقات القرآن الكريم داعماً ومشجعاً لأبناء الوطن لحفظ كتاب الله الكريم. كما كان حريصاً على حضور افتتاح أي مسجد جديد والاحتفالات التي تقام بالمناسبات الدينية، حيث كان يرتقي المنبر ويلقي كلمة بصوته المميز. هذا ما سيبقى للمرء بعد رحيله.. بصماته الخيرية وعلاقته مع الآخرين وحرصه على التواصل والحضور.. رحمه الله وغفر له وجزاه خير الجزاء على ما قدم خدمة لدينه ووطنه وأهله.* لكل من يناجي ربه ويبكي ويسأله الحاجات في الخلوات في هذه الأيام المباركة.. قصة مؤثرة بينه وبين مولاه.. وآمال وهموم يسأل المولى الكريم أن يفرجها عنه ويبدله خيراً منها.. هذا ما تلاحظه أحياناً وأنت تصلي هذه الأيام في صلاتي التراويح والقيام في المساجد، فتشدك الأعين الباكية والأيدي المرفوعة التي ظلت مرفوعة لفترة تناجي المولى القدير.. هكذا هو رمضان يرقق القلوب ويجعل النفوس في واحة من الطمأنينة والاستقرار.. فيا رب العالمين.. فرج عن كل مهموم ومكروب ومحزون.. وأبدل حياته سعادة وفرجاً وسروراً.* تنصدم في بعض الأحيان بمواقف حياتية غريبة من بعض الناس الذين كنت تعتقد أنهم يبادلونك شعور الخير في أيام الحياة.. ولطيبة قلبك وصفاء نيتك.. اعتقدت أن الأمور تسير على ما يرام.. وأن وتيرة العلاقات ستسير كغيرها بلا منغصات، وإن مرت في بعض الأحيان بحالات من التوتر لأسباب ما.. ولكن تتفاجأ في نهاية المطاف بأسلوب عنيف وبهجوم لاذع لأسباب تافهة، الأمر الذي قد يؤدي إلى احتقان في العلاقات وتغير النفوس.. وما أود قوله لمثل هذه الصور المؤلمة.. «حسبي الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير».. فلا يضيرك أي شيء ما دام المولى الكريم مطلع على السرائر والضمائر، ويعرف نيتك الخالصة.. فالحياة مليئة بمثل هذه الشواهد..* أغبط الدكتور عبدالله السميط ابن شيخ دعاة الخير الراحل د. عبدالرحمن السميط رحمه الله، على أسلوبه الرائع وأسلوب جمعية العون المباشر في دولة الكويت الشقيقة في كسب ثقة الناس وأسلوبها الفذ في استعراض المشروعات الإنسانية في شتى أنحاء المعمورة، وهو المنهج الذي يتبعه في أيام العشر الأخير من رمضان في دعم مشروع في كل ليلة من ليالي العشر، يتنافس الناس في التبرع الإلكتروني في نفس الليلة وفي وقت قياسي يصل أحياناً إلى نصف ساعة. كم نحن في مسيس الحاجة إلى هذه الروح الخيرية النشطة في عمل الخير.. فجزاه الله خيراً ونفع به وجعل ما يقوم به وفريق عمله في موازين حسناتهم وصدقة جارية لوالده رحمه الله وغفر له.* مهما عودت نفسك أن تكون تلك النفس المريحة التي لا تلتفت للشخصيات السلبية والمتحكمة في أحيان كثيرة، والتي لا هم لها إلا الاصطياد في الماء العكر.. فإنك في بعض الأحيان ستضطر مرغماً أن تعيد حساباتك معها.. لأنك مهما أعطيتها وقدمت لها وجعلتها في مقدمة الركب.. ستكون هي كما هي.. تنتقدك عندما تكون بعيدة عن مواقع العمل.. وترفعك عندما تقرب منها.. بمعنى «أنا وبس».. نعم تضطر أن تعيد الحسابات حتى تحافظ على «راحة القلب» ويكون معك في ميدان الخير والعطاء فرسان الخير الذين نذروا حياتهم لعمل الخير والإخلاص في العمل.. والعمل معهم كما يقال «مريح جداً بلا تكلف».. إن أردت شيئاً هبوا إليك وقدموا المعونة وقالوا «إحنا قدها».. يتعاملون مع مختلف الأمور تعامل «الإيجابية» ونظراتهم البيضاوية تجعل لهم مكانة كبيرة في نفسك.. وإن مرت عليهم حادثة.. لم يفسروها على أهوائهم.. ولم يتكلموا من وراء الجدران ومع أقرانهم.. بل هبوا إليك يمسكون بيدك ويشدون من أزرك حتى وإن لم يكونوا معك في بدايات الانطلاق.. لإيمانهم العميق أن فعل الخير لا يحده حد.. فلا يعدون أنفسهم غرباء.. بل هم من أهل الدار.. ولا يصطنعون أي حاجز وهمي يحول بينهم وبين نجاح العمل بصورة كلية. أولئك الذين يهمهم نجاح منظومة العطاء، ويتهافتون لأي أسلوب ناجح يدفعهم لتحقيق الغايات.* من روائع شهر الخير أنه يجمعك بأحباب تشتاق إلى رؤيتهم، وحالت ظروف الأيام الاجتماع بهم.. لذا فإنك تتمنى أن تكون الحياة كلها رمضان.. لما فيه من الخير والجود وجمع القلوب المتعطشة للطاعات.. أولئك الذين يشجعونك على الطاعة، ويعيدوا إلى ذهنك تلك الصور الجميلة التي جمعتك بهم في يوم ما.. نحتاج لصفحة جديدة في العلاقات التي تجمعنا مع نحب.. فهم الأثر في حياتنا.. وهم «الدعاء الخالص» الذي سنرى أثره في الدنيا والآخرة.. «ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم».* علمتني الأيام أن أحافظ على عمل الخير وعلى ديمومة العطاء فيما اعتدته في أيام حياتي الماضية، حتى وإن حال دونها حائل كتب لي ربي الأجر كما قد قمت بها فعلاً بإذن الله.. فمهما تغيرت الظروف وتقدمت الأعمار فستظل أنت كما أنت.. لا تغيرك حوادث الأيام.. فهذا هو «الأصيل» الذي نسميه.. يحافظ على أي ميدان خير عمل به.. أو طاعة كان يؤديها مع أصحابه منذ الصغر.. فالتزم بها.. وباتت ضمن أركان حياته لا يتنازل عنها إطلاقاً..* ومضة أمل:جدد رسالتك في الحياة.. وقدم الخير وانشره.. فلا تدري فلعل متعطش للتغيير.. قرأ كلماتك.. أو سمع معزوفتك الفريدة.. أو انتبه إلى صنيعك.. فساهمت في تغيير جذري في حياته.. فلا تستصغر الفعل وإن كان صغيراً.. رسالتك هي من تزيد من دعوات المخلصين لك في حياتك القصيرة.. وبعد رحيلك يوماً ما.. اللهم اجعلنا خيراً مما يظنون ولا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما لا يعلمون.