مع اقتراب «الجد» فيما يخص الانتخابات النيابية والبلدية القادمة يتساءل الكثير من المواطنين عن الآلية التي من خلالها يمكن معرفة المترشح الكفاءة من المترشح «الجمبازي» والكذَّاب، ولأن البعض لا يعرف هذه المعايير أو قد يختلط عليه الأمر بسبب حجم الترشح وأعداد المترشحين الكبيرة في هذه المرحلة وعدم معرفته لهم، فإننا نؤكد على أهمية التريث حتى يتبين «الخيط الأبيض من الخيط الأسود»، بمعنى، أنه يجب معرفة من سيدخل غمار الترشح ومن سينسحب، كما أننا في حاجة لمراقبة كل تصريحات هؤلاء المترشحين حتى النهاية لمعرفة ما يملكه كل منهم في مجاله وما ينضحه من إمكانيات.

اليوم تبدو الأمور متشابكة بعض الشيء لكنها سهلة في اقتناص المترشح الواثق من برنامجه الانتخابي والمترشح المفلس، فقراءة أولية في البرنامج أو سماع أي تصريح من جانب المترشح سيكشف لك مدى قوته أو ضعفه من باب «المرْء مخبوء تحت لسانِه»، فالمسألة في كثير من الأحيان لا تحتاج إلى جهد أو عبقرية كبيرة لاكتشاف المترشح وما هي حقيقة إمكانياته.

بالنسبة إلى المترشحين الذين سبق أن فازوا في الانتخابات النيابية والبلدية السابقة فصاروا نواباً أو بلديين فسيكون اكتشاف أمرهم في غاية السُّهولة، فإنجازاتهم الفعلية هي التي ستشهد عليهم ولا شيء غير ذلك، أمَّا من فشل في تحقيق أي إنجاز أو كانت وعوده كلها أكاذيب فهذا لا ينبغي الاقتراب من خيمته الانتخابية فضلاً عن اختياره نائباً يوم الاقتراع الأخير.

أمَّا بالنسبة للمترشحين الجدد فإننا ننصح الجميع بالإنصات والإصغاء لهم ولما يقولونه على مواقع التواصل الاجتماعي وما يصرحون به للصحف المحلية للكشف عن مدى قدراتهم في مجال عملهم الجديد، كما ينبغي التعرف على مسيرتهم الشخصية بدقة بالغة ومدى نزاهة كل منهم على الصعيد السياسي والاجتماعي والمالي، إضافة لقراءة برنامجهم الانتخابي بعناية ومعرفة ما إذا كانوا هم من وضعوه أم سرقوه أو استأجروا أحداً غيرهم ليكتبه ويصوغه نيابة عنهم من الألف حتى الياء.

اليوم هناك الكثير من الأدوات التي من خلالها يمكن كشف تحايل وكذب «وجمبزة» الكثير من المترشحين، سواء ممن كانوا نواباً أو بلديين سابقين أو مترشحين لأول مرة أو أنهم ترشحوا في السابق لكن لم يحالفهم الحظ، بل ربما تساعدنا فطرتنا كشف كل ذلك من أول تصريح للمترشح نفسه، فكل ما علينا سوى استخدام ذكائنا وقدرتنا على التحليل واستعمال بعض الأدوات السهلة لكشف من يمكن أن نسلّمه أمانة وحاضر ومستقبل هذا الوطن أو من نبعده عنه.