آل سعود الكرام عرب نشامى بدو لا يهمهم إن سكنوا القصور أو الخيام، إن ركبوا الطائرات أو الجمال، فهذه الماديات بالنسبة لهم متغيرات تتغير مع الزمن، أما الثوابت فتظل ساكنة في وجدانهم الشريعة الإسلامية والوعود والعهود هي ثوابت لا تتبدل مع تحضر وتقدم الأمم، ربما لا تفقه بعض الدول بمعادلة الثوابت والمتغيرات لأنها تؤمن بمعادلة واحدة الغاية تبرر الوسيلة، وأن الثابت مع الوقت يصبح متغيراً والمتغير سلاح تستخدمه في الوقت الذي تحتاج إليه، ولكن شتان بين من ينظر إلى الوطن العربي بأنه يحتاج إلى ترميم ومن ينظر إليه بأنه يحتاج إلى تفكيك، وبين هذا وذاك يبقى وعد المملكة العربية السعودية بأن تنهض بالوطن العربي والإسلامي.
لايزال العالم الغربي والدول الداعمة للإرهاب يشن حربا إعلامية ضروساً ضد المملكة العربية السعودية وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ توليه ولاية العهد، إلا أن مقتل الصحافي السعودي - عن طريق الخطإ - في قنصلية بلاده في تركيا اختصرت جميع الطرق لمحاربة المملكة وولي العهد السعودي بسهولة، فالمشهد السياسي يوحي بأن مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي جاء بطريقة ممنهجة ومدروسة للوصول إلى غاية مطلوبة ألا وهي رفع أعلام الحرب ضد دولة لطالما كانت لها أدوار واضحة في التصدي لأجندات كانت تترصد لانكسار الوطن العربي وأبت إلا أن تكون السد المنيع الثابت ضد هذه المحاولات المدروسة التي تبحث دوما على شرخ صغير تظهر من خلاله لتحدث بعد ذلك شرخاً أكبر في الوطن العربي والإسلامي، لتكون المملكة العربية السعودية هي الجسر يعبر من فوقه أو من خلاله أعداء الوطن العربي والإسلامي حاملين عتاد الكذب والافتراء والتخوين عليها.
المملكة العربية السعودية تعمل جادة من أجل الوطن العربي حتى تصل دولنا إلى مرحلة التميز والتقدم وأن يكون لكل دولة من الدول العربية استقلاليتها التامة تتمتع بحقوقها وتنعم بمواردها وخيراتها، فرؤية المملكة العربية السعودية الاقتصادية 2030 رؤيا جادة وواضحة منذ الإعلان عنها، وهذا يجعلنا نتفاءل في تحقيقها لأن الخير الذي سيعم على المملكة لا شك في أنه سوف يعم على الوطن العربية فالمملكة هي البنية الاقتصادية الثابتة للدول العربية فما قصدتها دولة إلا وكانت المملكة هي المعين والسند والعضيد في كل أزمة، وقوتها وثباتها بين الدول الكبرى هي قوتنا وثابتنا أيضا وهذا بالطبع ما تخشاه بعض الدول التي تنظر إلى المملكة بأنها ستقود العالم خلال السنوات القادمة، بالطبع هذا المشهد القادم يؤرق حلم هذه الدول التي عكفت عليه طوال عشرات السنين الماضية في تقسيم الوطن العربي واستغلال موارده وخيراته وعبودية شعوبه.
حقيقة، إن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بعثر أوراق هذه الدول وداس على مخططهم بدا في التصدي لقوى الإرهاب الذي يصدره النظام القطري في المنطقة ومحاربة الحوثيين في اليمن ومساندة بعض الدول لرفع اقتصادها مثل البحرين والأردن ما جعل هذه الدول تدور حول نفسها ترتقب اللحظة التي تدخل من خلالها لمحاربة المملكة والإطاحة بمكانتها عن طريق سلاح الإعلام، نعم استطاعت هذه الدول أن تستخدم جميع أدواتها ضد المملكة ولكنها لم تستطع ان تهز من قوتها وقرارتها المحلية والإقليمية والدولية لأنها بالنسبة للمملكة ثوابت لا تتبدل والدليل بأنها حققت الكثير من صفقات دولية في مبادرة مستقبل الاستثمار بينما تخلف البعض عن الحضور بسبب تباكيها المصطنع على مقتل مواطن سعودي تستخدمه هذه الدول للتشهير بالمملكة، ولكنها مع الوقت ستدرك بانها فوتت مليارات في قضية باتت منتهية.
على هذه الدول أن ترضخ لحقيقة واحدة هي أن المملكة العربية السعودية لا يمكن مساومتها والشواهد عديدة ولكن عليها أن تتودد لها لأنها ستنهض وستقود العالم بإذن الله تعالى.