تحتفل السلطنة كل عام في الثامن عشر من نوفمبر بذكرى العيد الوطني للسلطنة لتكون هذه الذكرى وما فيها من مظاهر الاحتفال وقفة سنوية لكل العمانيين للتأمل فيما تحقق من منجزات يفتخر بها المواطن العماني على كافة المستويات ويرسم آمال الانطلاق نحو آفاق المستقبل والرقي والازدهار.
وتأتي احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين هذا العام وهي تستذكر ميلاد النهضة المباركة الحديثة وقد حققت على مدى ما يقارب نصف قرن الآمال والطموحات لبناء دولة عصرية حديثة على الصعيد المؤسسي تزهو بعظمة عمان إنساناً وحضارة وتاريخاً. فالنجاحات التي حققتها مسيرة النهضة الحديثة والإنجازات التي شهدتها في جميع مجالات الحياة وفي كل بقعة من هذه الأرض الطيبةهي شواخص شاهدة على الرؤية الواضحة والقيادة المستنيرة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وعزيمة شعب مخلص ومتفان لوطنه وقائده حتى غدت عمان تتبوأ مكانة عالمية مرموقة بين الأمم، وما تقارير المنظمات الدولية والإقليمية والمراكز المتقدمة التي حققتها السلطنة في جهودها التنموية المستدامة إلا دليلاً على ما توليه حكومة السلطنة من اهتمامات في مواصلة مسيرتها التنموية المباركة في شتى المجالات وإعلاء المزيد من الشواهد والمنجزات الحضارية التي يسعد بها المواطن العماني والمقيم على أرض عمان الطيبة وتسهم في استدامة آمنه واستقراره ورفاهيته ورخائه.
أما على الصعيد الخارجي فقد كانت المبادئ الحكيمة للسياسة العمانية التي رسمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم – حفظه الله ورعاه – ثابتة وراسخة تقوم على بناء جسور التعاون والثقة والمصداقية المرتكزة على الصراحة والوضوح في التعامل مع كل الأشقاء والأصدقاء في مختلف المواقف والتطورات والالتزام بمبادئ محددة وواضحة ومعلنة في علاقاتها مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما كان له الأثر الإيجابي والملموس في التعامل مع مختلف القضايا، وحفظ لعمان مكانتها ودورها الإيجابي وجعل منها مشاركاً ومساهماً فاعلاً في كل جهد خير لصالح شعوب المنطقة والعالم من حولها بفضل نهج السلام الذي أخطته لنفسها والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة ومبدأ الحوار والمفاوضات لحل الخلافات وتسويتها بالطرق السليمة على أساس الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لذلك حظيت السلطنة بتقدير العالم لما تقوم به من جهود فاعلة ومساهمات على مختلف الأصعدة.
ومن هذا المنطلق، تولي السلطنة اهتماماً بالغاً لعلاقاتها مع شقيقاتها في مجلس التعاون من منطلق أن هذه العلاقات هي علاقات تسمو فوق كل وصف للعلاقات تمتد جذورها منذ قديم الأزل، بما يربطها من رباط الأخوة والتاريخ والإسلام والثقافة المشتركة والمصير الواحد، وجاء إنشاء مجلس التعاون الخليجي ليزيدها عمقاً وترابطاً.
وفي هذا الإطار، تمثل العلاقات العمانية – البحرينية نموذجاً لمثل تلك العلاقات فهي علاقات أخوية تاريخية راسخة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ حيث ارتبطت حضارة «مجان»، و«دلمون»، بعلاقات تجارية أكدتها الدراسات والمكتشفات الأثرية في كلا البلدين، واستمرت تلك العلاقات والتواصل على مر تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، بل وشهدت العلاقات بين البلدين المزيد من التلاحم والتقارب في عصرنا الحاضر بفضل ما تحظى به من العناية والرعاية من عاهلي البلدين حضرة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين – حفظهما الله – والأرضية الصلبة التي تقف عليها تلك العلاقات من الود والمحبة بين الشعبين الشقيقين، وقد ترجم ذلك في حرص مسؤولي البلدين على تعزيز أواصر الأخوة وزيادة وتيرة التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية وتبادل الخبرات والزيارات بين مسؤولي البلدين ورجال الأعمال بما يزيد ويعمق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، كما تنتظم دورات اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين لتؤطر ذلك التعاون وتفتح آفاق أرحب لتعزيزه في العديد من المجالات وبما يفضي إلى مستقبل أكثر إشراقاً للشعبين الشقيقين، ولقد شهدت الدورة السادسة لاجتماعات اللجنة المشتركة التي عقدت في السلطنة خلال الفترة من 3 – 5 سبتمبر الماضي، توقيع العديد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي أضيفت إلى مذكرات التفاهم السابقة التي وقعها البلدين في اجتماعات اللجنة السابقة بالإضافة إلى الحث على تعزيز العلاقات بالعمل على تسهيل التواصل المباشر والعمل على إمكانية ربط الاتصال بين الجهات الحكومية والمؤسسات في كلا البلدين، لتسهيل الإجراءات واختصار الوقت وذلك من أجل المزيد من التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات، وكذلك تشجيع القطاع الخاص على تكثيف التعاون للاستفادة من الفرص الاستثمارية في كلا البلدين ودراسة إنشاء شراكات استثمارية مشتركة وتحديد مجالات عملها من خلال التعاون في قطاعات متعددة كالتعدين والأمن الغذائي والسياحة والتأمين والقطاع اللوجستي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين، ويؤكد مدى ما وصلت إليه هذه العلاقات من تعاون ومحبة وإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين.
* سفير سلطنة عمان لدى مملكة البحرين
{{ article.visit_count }}
وتأتي احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين هذا العام وهي تستذكر ميلاد النهضة المباركة الحديثة وقد حققت على مدى ما يقارب نصف قرن الآمال والطموحات لبناء دولة عصرية حديثة على الصعيد المؤسسي تزهو بعظمة عمان إنساناً وحضارة وتاريخاً. فالنجاحات التي حققتها مسيرة النهضة الحديثة والإنجازات التي شهدتها في جميع مجالات الحياة وفي كل بقعة من هذه الأرض الطيبةهي شواخص شاهدة على الرؤية الواضحة والقيادة المستنيرة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وعزيمة شعب مخلص ومتفان لوطنه وقائده حتى غدت عمان تتبوأ مكانة عالمية مرموقة بين الأمم، وما تقارير المنظمات الدولية والإقليمية والمراكز المتقدمة التي حققتها السلطنة في جهودها التنموية المستدامة إلا دليلاً على ما توليه حكومة السلطنة من اهتمامات في مواصلة مسيرتها التنموية المباركة في شتى المجالات وإعلاء المزيد من الشواهد والمنجزات الحضارية التي يسعد بها المواطن العماني والمقيم على أرض عمان الطيبة وتسهم في استدامة آمنه واستقراره ورفاهيته ورخائه.
أما على الصعيد الخارجي فقد كانت المبادئ الحكيمة للسياسة العمانية التي رسمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم – حفظه الله ورعاه – ثابتة وراسخة تقوم على بناء جسور التعاون والثقة والمصداقية المرتكزة على الصراحة والوضوح في التعامل مع كل الأشقاء والأصدقاء في مختلف المواقف والتطورات والالتزام بمبادئ محددة وواضحة ومعلنة في علاقاتها مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما كان له الأثر الإيجابي والملموس في التعامل مع مختلف القضايا، وحفظ لعمان مكانتها ودورها الإيجابي وجعل منها مشاركاً ومساهماً فاعلاً في كل جهد خير لصالح شعوب المنطقة والعالم من حولها بفضل نهج السلام الذي أخطته لنفسها والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة ومبدأ الحوار والمفاوضات لحل الخلافات وتسويتها بالطرق السليمة على أساس الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لذلك حظيت السلطنة بتقدير العالم لما تقوم به من جهود فاعلة ومساهمات على مختلف الأصعدة.
ومن هذا المنطلق، تولي السلطنة اهتماماً بالغاً لعلاقاتها مع شقيقاتها في مجلس التعاون من منطلق أن هذه العلاقات هي علاقات تسمو فوق كل وصف للعلاقات تمتد جذورها منذ قديم الأزل، بما يربطها من رباط الأخوة والتاريخ والإسلام والثقافة المشتركة والمصير الواحد، وجاء إنشاء مجلس التعاون الخليجي ليزيدها عمقاً وترابطاً.
وفي هذا الإطار، تمثل العلاقات العمانية – البحرينية نموذجاً لمثل تلك العلاقات فهي علاقات أخوية تاريخية راسخة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ حيث ارتبطت حضارة «مجان»، و«دلمون»، بعلاقات تجارية أكدتها الدراسات والمكتشفات الأثرية في كلا البلدين، واستمرت تلك العلاقات والتواصل على مر تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، بل وشهدت العلاقات بين البلدين المزيد من التلاحم والتقارب في عصرنا الحاضر بفضل ما تحظى به من العناية والرعاية من عاهلي البلدين حضرة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين – حفظهما الله – والأرضية الصلبة التي تقف عليها تلك العلاقات من الود والمحبة بين الشعبين الشقيقين، وقد ترجم ذلك في حرص مسؤولي البلدين على تعزيز أواصر الأخوة وزيادة وتيرة التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية وتبادل الخبرات والزيارات بين مسؤولي البلدين ورجال الأعمال بما يزيد ويعمق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، كما تنتظم دورات اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين لتؤطر ذلك التعاون وتفتح آفاق أرحب لتعزيزه في العديد من المجالات وبما يفضي إلى مستقبل أكثر إشراقاً للشعبين الشقيقين، ولقد شهدت الدورة السادسة لاجتماعات اللجنة المشتركة التي عقدت في السلطنة خلال الفترة من 3 – 5 سبتمبر الماضي، توقيع العديد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي أضيفت إلى مذكرات التفاهم السابقة التي وقعها البلدين في اجتماعات اللجنة السابقة بالإضافة إلى الحث على تعزيز العلاقات بالعمل على تسهيل التواصل المباشر والعمل على إمكانية ربط الاتصال بين الجهات الحكومية والمؤسسات في كلا البلدين، لتسهيل الإجراءات واختصار الوقت وذلك من أجل المزيد من التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات، وكذلك تشجيع القطاع الخاص على تكثيف التعاون للاستفادة من الفرص الاستثمارية في كلا البلدين ودراسة إنشاء شراكات استثمارية مشتركة وتحديد مجالات عملها من خلال التعاون في قطاعات متعددة كالتعدين والأمن الغذائي والسياحة والتأمين والقطاع اللوجستي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين، ويؤكد مدى ما وصلت إليه هذه العلاقات من تعاون ومحبة وإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين.
* سفير سلطنة عمان لدى مملكة البحرين