مفاجآت كثيرة حملتها نتائج الجولة الأولى من الانتخابات النيابية والبلدية في البحرين لعام 2018، لعل أبرزها، تصويت نحو 67 % من الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الاستحقاق النيابي، ومشاركة نحو 70 % في الاستحقاق البلدي، أي أن 244863 ناخباً بحرينياً صوتوا في الانتخابات النيابية، و255827 ناخباً بحرينياً شاركوا في الانتخابات النيابية، وفقاً للتصريحات الرسمية الصادرة فيما يتعلق بنسب المشاركة، وبالتالي فإن أكثر من ربع مليون بحريني أدلوا بأصواتهم في الاستحقاقين، من أصل نحو 365467 ناخباً، يحق لهم التصويت في الاقتراع، وهذا في حد ذاته، يعد رقماً قياسياً جديداً في سباق الانتخابات النيابية والبلدية منذ انطلاق العملية الديمقراطية في 2002.
ويخوض جولة الإعادة 108 نواب، 62 مرشحاً نيابياً، من المقرر أن يصل منهم نحو 31 فائزاً لمجلس النواب، و46 مرشحاً بلدياً، يتنافسون على 23 مقعداً بلدياً، فيما خرج من السباق، 228 مرشحاً للمجلس النيابي، و91 مرشحاً للمجالس البلدية.
ومن المشاهدات التي تستحق التوقف عندها، المشاركة غير المسبوقة للمقعدين وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة في الاستحقاقين، حيث حرصوا على تلبية «نداء الواجب»، ولم يكن التقدم في العمر، أو المرض، أو العجز البدني، عائقاً أمام مشاركتهم في الاستحقاق التاريخي للبحرين.
ولا يمكن تجاهل ظاهرة التصويت العقابي التي استخدمها ناخبون بحرينيون ضد نواب سابقين، حينما صوتوا ضدهم في الانتخابات نتيجة سوء الأداء، أو عدم قناعاتهم بما قدمه النواب السابقون في الفصول التشريعية الأربعة السابقة.
ولعل ما يرجح تلك الفرضية حصول نواب سابقين في الانتخابات الحالية على أقل من 150 صوتاً في دوائر كان التصويت فيها لمن سيخوض جولة الإعادة تفوق الـ 3 آلاف صوت!!
وهذا يدل على عدم ثقة الناخب البحريني في من مثله في الدورات السابقة، سواء في المجلس النيابي، أو في المجالس البلدية، ولذلك كانت النتيجة قاسية، والعقاب أليماً، لمن تهاون في حق الناخبين، ولم يكن على قدر الثقة التي منحها إياه الناخبون خلال السنوات السابقة. وبذلك لقن الناخب البحريني المرشحين الخاسرين درساً لن ينسوْه، وربما يكون جرس إنذار، للفائزين في الاستحقاقين، في السنوات المقبلة.
كما كان لافتاً فوز سيدتين في الجولة الأولى من الانتخابات هما، فاطمة القطري، وفوزية زينل، بينما تخوض 9 سيدات جولة الإعادة، حيث من المحتمل فوز 8 سيدات بـ 8 مقاعد، وفي تلك الحالة سوف يصبح للسيدات نحو 10 مقاعد من أصل 40 مقعداً، وبذلك يكون نصيب المرأة البحرينية من المقاعد النيابية، بين مقعدين إلى 10 مقاعد، ليس بينهن أية ممثلة من المحرق، وإذا تحقق الاحتمال الأخير سوف يكون ربع مجلس نواب 2018، من السيدات، في سابقة تاريخية تحسب للبحرين بين دول خليجية.
ولم يكن مفاجئاً فوز النائب عادل العسومي بالمقعد النيابي عن الدائرة الأولى في محافظة العاصمة، للمرة الرابعة على التوالي، حيث حصد نحو 3182 صوتاً بنسبة 75.21 %، حيث يحتفظ بمقعده النيابي للمرة الرابعة، منذ عام 2006، فيما يحظى العسومي بشعبية كبيرة، الأمر الذي عزاه، مراقبون ومحللون، إلى تواصل النائب مع أهالي دائرته، وقدرته على الجمع بين دوره التشريعي في مجلس النواب، إضافة إلى الدور الخدمي الذي يقدمه لأهالي دائرته. واستطاع النائب عيسى الكوهجي عن الدائرة الرابعة بمحافظة المحرق، أن يحتفظ بمقعده النيابي، ويحقق الفوز بنسبة 57.41 % على منافسيه.
وفيما يتعلق بمنافسة الجمعيات السياسية على المقاعد النيابية والبلدية، تبدو جمعية الأصالة الأقرب إلى حصد مقاعد أكثر من نظيراتها من الجمعيات السياسية الأخرى، لاسيما بعد فوز مرشحها أحمد الأنصاري، في الدائرة الثالثة بالمحافظة الجنوبية، فيما يخوض جولة الإعادة، مرشحيها، علي أحمد زايد، في الدائرة الرابعة بالمحافظة الجنوبية، فيما وعبدالرزاق حطاب، في الدائرة السادسة بالمحافظة الجنوبية، وفقاً لما تداولته وسائل إعلام محلية، بينما خرج من السباق كل من حسن محمد طيب العلوي، في الدائرة التاسعة بالمحافظة الشمالية، وعلي يعقوب المقلة، في الدائرة السابعة بمحافظة المحرق، حيث خسرت الجمعية مقعدها الحالي في الدائرة، بخروج علي المقلة من السباق الانتخابي، فيما من المقرر أن تجرى جولة الإعادة بين عمار قمبر، ود. يوسف عبدالغفار، وربما تصب النتيجة في تلك الدائرة في صالح جمعية المنبر الوطني الإسلامي، التي خسرت مقعدها في خامسة المحرق، بخروج إبراهيم بوجيري، بينما يخوض محمد العمادي، مرشح الجمعية، ونائبها في مجلس 2014، جولة الإعادة في الدائرة العاشرة بالمحافظة الشمالية لتواصل الجمعية تأخرها، في حصد المقاعد، منذ أن كانت تحظى بنصيب الأسد بالمقاعد بين الجمعيات السياسية مجتمعة منذ انطلاق التجربة الديمقراطية بدءاً من انتخابات مجلس 2002، حيث تقلص عدد مقاعدها شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى مرشح وحيد يتنافس على مقعد وحيد. وتعود جمعية المنبر التقدمي إلى الظهور مجدداً في مجلس نواب 2018، بفوز مرشحها عبدالنبي سلمان، بينما تخوض إيمان شويطر مرشحة الجمعية، جولة الإعادة ضد علي إسحاقي بحصولها على 1731 صوتاً أي نحو ربع أصوات الناخبين الذين صوتوا في الدائرة. وسقط مرشح تجمع الوحدة الوطنية محمد الحوسني في الدائرة الثالثة بالمحافظة الجنوبية، بينما يخوض عبدالله الذوادي جولة الإعادة في الدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية، حيث حصل على 26.35 % من الأصوات.
ويخوض علي العطيش عن جمعية الرابطة الإسلامية جولة الإعادة في الدائرة السادسة في محافظة العاصمة، حيث حل ثانياً، بعد معصومة عبدالرحيم بحصوله على 22.82 % من الأصوات. ولا بد أن نأخذ في الاعتبار أن هناك بيانات رسمية صدرت عن جمعيات سياسية بشأن مرشحيها في الاستحقاقين، بينما تحدثت تقارير صحافية عن دعم تلك الجمعيات لمرشحين يمكن اعتبارهم مقربين من توجهات تلك الجمعيات.
* وقفة:
لن تخلوَ الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية السبت المقبل من مفاجآت كبيرة لاسيما وأن الناخب البحريني أثبت جدارته بالمشاركة الإيجابية في الاستحقاق الديمقراطي وقدرته على معاقبة من لا يصلح لتمثيله في المجلس النيابي والمجالس البلدية!!
ويخوض جولة الإعادة 108 نواب، 62 مرشحاً نيابياً، من المقرر أن يصل منهم نحو 31 فائزاً لمجلس النواب، و46 مرشحاً بلدياً، يتنافسون على 23 مقعداً بلدياً، فيما خرج من السباق، 228 مرشحاً للمجلس النيابي، و91 مرشحاً للمجالس البلدية.
ومن المشاهدات التي تستحق التوقف عندها، المشاركة غير المسبوقة للمقعدين وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة في الاستحقاقين، حيث حرصوا على تلبية «نداء الواجب»، ولم يكن التقدم في العمر، أو المرض، أو العجز البدني، عائقاً أمام مشاركتهم في الاستحقاق التاريخي للبحرين.
ولا يمكن تجاهل ظاهرة التصويت العقابي التي استخدمها ناخبون بحرينيون ضد نواب سابقين، حينما صوتوا ضدهم في الانتخابات نتيجة سوء الأداء، أو عدم قناعاتهم بما قدمه النواب السابقون في الفصول التشريعية الأربعة السابقة.
ولعل ما يرجح تلك الفرضية حصول نواب سابقين في الانتخابات الحالية على أقل من 150 صوتاً في دوائر كان التصويت فيها لمن سيخوض جولة الإعادة تفوق الـ 3 آلاف صوت!!
وهذا يدل على عدم ثقة الناخب البحريني في من مثله في الدورات السابقة، سواء في المجلس النيابي، أو في المجالس البلدية، ولذلك كانت النتيجة قاسية، والعقاب أليماً، لمن تهاون في حق الناخبين، ولم يكن على قدر الثقة التي منحها إياه الناخبون خلال السنوات السابقة. وبذلك لقن الناخب البحريني المرشحين الخاسرين درساً لن ينسوْه، وربما يكون جرس إنذار، للفائزين في الاستحقاقين، في السنوات المقبلة.
كما كان لافتاً فوز سيدتين في الجولة الأولى من الانتخابات هما، فاطمة القطري، وفوزية زينل، بينما تخوض 9 سيدات جولة الإعادة، حيث من المحتمل فوز 8 سيدات بـ 8 مقاعد، وفي تلك الحالة سوف يصبح للسيدات نحو 10 مقاعد من أصل 40 مقعداً، وبذلك يكون نصيب المرأة البحرينية من المقاعد النيابية، بين مقعدين إلى 10 مقاعد، ليس بينهن أية ممثلة من المحرق، وإذا تحقق الاحتمال الأخير سوف يكون ربع مجلس نواب 2018، من السيدات، في سابقة تاريخية تحسب للبحرين بين دول خليجية.
ولم يكن مفاجئاً فوز النائب عادل العسومي بالمقعد النيابي عن الدائرة الأولى في محافظة العاصمة، للمرة الرابعة على التوالي، حيث حصد نحو 3182 صوتاً بنسبة 75.21 %، حيث يحتفظ بمقعده النيابي للمرة الرابعة، منذ عام 2006، فيما يحظى العسومي بشعبية كبيرة، الأمر الذي عزاه، مراقبون ومحللون، إلى تواصل النائب مع أهالي دائرته، وقدرته على الجمع بين دوره التشريعي في مجلس النواب، إضافة إلى الدور الخدمي الذي يقدمه لأهالي دائرته. واستطاع النائب عيسى الكوهجي عن الدائرة الرابعة بمحافظة المحرق، أن يحتفظ بمقعده النيابي، ويحقق الفوز بنسبة 57.41 % على منافسيه.
وفيما يتعلق بمنافسة الجمعيات السياسية على المقاعد النيابية والبلدية، تبدو جمعية الأصالة الأقرب إلى حصد مقاعد أكثر من نظيراتها من الجمعيات السياسية الأخرى، لاسيما بعد فوز مرشحها أحمد الأنصاري، في الدائرة الثالثة بالمحافظة الجنوبية، فيما يخوض جولة الإعادة، مرشحيها، علي أحمد زايد، في الدائرة الرابعة بالمحافظة الجنوبية، فيما وعبدالرزاق حطاب، في الدائرة السادسة بالمحافظة الجنوبية، وفقاً لما تداولته وسائل إعلام محلية، بينما خرج من السباق كل من حسن محمد طيب العلوي، في الدائرة التاسعة بالمحافظة الشمالية، وعلي يعقوب المقلة، في الدائرة السابعة بمحافظة المحرق، حيث خسرت الجمعية مقعدها الحالي في الدائرة، بخروج علي المقلة من السباق الانتخابي، فيما من المقرر أن تجرى جولة الإعادة بين عمار قمبر، ود. يوسف عبدالغفار، وربما تصب النتيجة في تلك الدائرة في صالح جمعية المنبر الوطني الإسلامي، التي خسرت مقعدها في خامسة المحرق، بخروج إبراهيم بوجيري، بينما يخوض محمد العمادي، مرشح الجمعية، ونائبها في مجلس 2014، جولة الإعادة في الدائرة العاشرة بالمحافظة الشمالية لتواصل الجمعية تأخرها، في حصد المقاعد، منذ أن كانت تحظى بنصيب الأسد بالمقاعد بين الجمعيات السياسية مجتمعة منذ انطلاق التجربة الديمقراطية بدءاً من انتخابات مجلس 2002، حيث تقلص عدد مقاعدها شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى مرشح وحيد يتنافس على مقعد وحيد. وتعود جمعية المنبر التقدمي إلى الظهور مجدداً في مجلس نواب 2018، بفوز مرشحها عبدالنبي سلمان، بينما تخوض إيمان شويطر مرشحة الجمعية، جولة الإعادة ضد علي إسحاقي بحصولها على 1731 صوتاً أي نحو ربع أصوات الناخبين الذين صوتوا في الدائرة. وسقط مرشح تجمع الوحدة الوطنية محمد الحوسني في الدائرة الثالثة بالمحافظة الجنوبية، بينما يخوض عبدالله الذوادي جولة الإعادة في الدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية، حيث حصل على 26.35 % من الأصوات.
ويخوض علي العطيش عن جمعية الرابطة الإسلامية جولة الإعادة في الدائرة السادسة في محافظة العاصمة، حيث حل ثانياً، بعد معصومة عبدالرحيم بحصوله على 22.82 % من الأصوات. ولا بد أن نأخذ في الاعتبار أن هناك بيانات رسمية صدرت عن جمعيات سياسية بشأن مرشحيها في الاستحقاقين، بينما تحدثت تقارير صحافية عن دعم تلك الجمعيات لمرشحين يمكن اعتبارهم مقربين من توجهات تلك الجمعيات.
* وقفة:
لن تخلوَ الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية السبت المقبل من مفاجآت كبيرة لاسيما وأن الناخب البحريني أثبت جدارته بالمشاركة الإيجابية في الاستحقاق الديمقراطي وقدرته على معاقبة من لا يصلح لتمثيله في المجلس النيابي والمجالس البلدية!!