باتت المسؤولية على عاتق نواب 2018 للمجالس النيابية والبلدية أعظم الآن من الأيام التي سبقت الإعلان عن الترشح من انتخابات ومناظرات والتسويق عن البرامج الانتخابية، فقد جاءت لحظة الجد والعمل بعدما أسدل الستار على العرس الانتخابي بنجاح ساحق في المنافسة على الجولة الثانية، حيث أصبح أعضاء النواب مع الشعب البحريني على أرض الواقع ويتجذر التلاحم من الآن لأربع سنوات قادمة نرجو فيها أن تكون أعواماً مثمرة وعطاء مستمراً لا ينقطع بفضل التمكين السياسي للقبة البرلمانية، وذلك ما يستحقه الشعب البحريني لما بذل من طاقة كبيرة وعلق آماله على مترشحي 2018، الذين نالوا شرف الجلوس تحت القبة البرلمانية بمنة من الله ومن ثم بفضل أصوات الشعب الذي ساند مرشحيه حتى آخر لحظة وساهم في نجاح العملية الانتخابية بجداره نفخر بها على همته وهاجسه وحبه لهذه الأرض الطيبة.

سجل التاريخ البحريني تنوعاً جميلاً لتركيبة أعضاء النواب في 2018 هذه المرة، لم يشهد المجتمع البحريني لها نظير كما المرات السابقة، لحرص الشعب البحريني على أن يكون أكثر اكتراثاً في الاختيار وأكثر إدراكاً بأهمية الاختيار المناسب للمترشحين للمجلسين النيابي والبلدي، «كوكتيل» 2018 حيث تمكنت ست سيدات من الوصول إلى المجلس النيابي وأربع سيدات للمجلس البلدي، وبلوغ عدد كبير من الشباب البحريني للقبة البرلمانية مع اكتفاء الشعب البحريني بالسماح لثلاثة نواب سابقين بأن يصلوا مرة أخرى إلى مقاعد المجلس النيابي بعدما أعد الشعب البحريني عدته لبث رسائل هامة لنواب 2014 ونواب 2018 بأن الشعب هو المحرك لنجاحهم أو إخفاقهم بعدما سئم من بعض نواب 2014 من وعودهم الواهية في رفع المستوى المعيشي للمواطن كما هو مقدر له أن ينعم بخيرات البلد، وبذلك أصبح صوت الشعب يحمل سلاحاً مهماً في تقديم أو تأخير مترشحيه للفوز في الانتخابات، حيث أصر أن يكون مصدر قوة لكل من يستهين بحاجة المواطن أو يستغل طيبته بوعود لا تنفذ.

أيضاً أثبتت المرأة البحرينية أنها أهل لثقة المجتمع، لذلك حظيت بعشرة مقاعد في المجالس النيابية والبلدية بعدما أحرزت تقدماً واضحاً أثبتت للعالم من خلاله بعدم حاجتها لـ«الكوتا» حتى تمثل البرلمان البحريني، كان كل ما عليها هو أن تسوق لنفسها ولعطائها وتبين أنها على قدر المسؤولية في عملية صنع القرار في المجال السياسي. أيضاً حظي الشباب بشعبية واسعة، وانتصارهم في الانتخابات البرلمانية هو الصورة التي يجب أن تعكس لشباب متحمس يستخدم أدوات التغيير لبحرين المستقبل، كل الآمال معلقة ببرلمان بحريني حريص على تماسك المجتمع والحفاظ على مكتسبات الوطن، يسبق ذلك احترام حاجة المواطن بأن يعيش الحياة الكريمة الموعودة بموارد هذه الأرض الكثيرة والمتنوعة التي يجب أن تكون بأيدٍ أمينة.

* كلمة من القلب:

صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظها الله، وهي تدلي بصوتها للمرة الثانية في جولة الإعادة للانتخابات النيابية والبلدية 2018، فإنها بذلك تؤكد حرص سموها على نجاح العلمية الديمقراطية ونقل صورة إيجابية لقائدة ملهمة ليست للنساء فقط وإنما لجميع شرائح المجتمع بأن الواجب الوطني هو نداء ينبع من الداخل من أجل البحرين والأجيال القادمة.