لست أتحدث عن الهواء بمفهومه المعروف، لكنني أتحدث عنه إسقاطاً لإيصال فكرة هنا، فالهواء الذي نحتاجه للحياة، هذا العنصر الذي بدونه لن يبقى أي مخلوق حياً، وحتى تحيا المخلوقات بطريقة صحية صحيحة متجنبة الإصابة بالأمراض، لا بد من أن يكون الهواء نقياً صافياً غير ملوث.
هذه هي الحقيقة المجردة، رغم القول إنه يمكن «التعايش» مع الهواء وإن كان يشوبه نوع من التلوث، فنسبة صغيرة لن تضر، لكن لو كان التلوث طاغياً، وكانت نسبة تعكير الهواء بدرجة عالية أو مطلقة، فبالتأكيد لن تجد شيئاً حياً، وإن وجدت، فلن يكون حياً بمعزل عن الأمراض.
هل يمكنك التعايش مع محيط يطغى فيه «الهواء الملوث»؟! هل يمكنك التأقلم مع هذه الأجواء؟! وهل تتوقع أن تنمو الأمور وتزدهر وتثمر إن كانت نقاوة الأجواء ونظافتها وصحيتها مفقودة تماماً؟!
أتحدث عن «الهواء الإداري»، بمجازية وصف الهواء، واعتباره الأجواء العملية التي يعمل فيها الناس، إذ بنفس الإسقاط، هل يمكن للناس أن يعملوا بدافعية، ويتطوروا ويبدعوا وينتجوا إن كان الهواء الإداري فاسداً أو ملوثاً؟!
دائماً ما أقول «لا ترتجِ الزرع في أرض بور»، وكذلك لا يمكن أن تأمل بتفتح الورود في أجواء ملوثة وأكسجين فاسد، حتى وإن كانت النباتات تستنشق ثاني أكسيد الكربون وتصدر الأكسجين بدلاً عنه، لكن جرب أن تضع النباتات في بيئة مشحونة بالكربون والغازات السامة، هل تظن بأنها قادرة على امتصاص واستنشاق كل هذه السموم وكل هذا الدخان؟!
لتكون مواقع العمل ذات مردود وإنتاجية، لابد من توفر الأرضية اللازمة لاستنهاض حماس الأفراد وخلق الدافعية لديهم، وبالتالي تتحقق الإنجازات، وتنهض هذه المواقع، ولأجل ذلك لا بد من توافر المقومات الإدارية الصحيحة، والقائمة على الإدارة الصالحة، الإدارة التي تقوم على أسس العدالة وتكافؤ الفرص وحماية حقوق وجهود الموظف، الإدارة التي تحارب الفساد الإداري والمالي، والتي ترفض صناعة الأحزاب والشللية والعصابات الإدارية، الإدارة التي تخاف الله في إدارتها للمنظومة والأفراد، والتي تتجرد من مصالحها الذاتية وتنظر للمصلحة العامة.
إن كنتم تريدون إصلاح الأجهزة كلها، فأول تفكير يجب أن ينصب على عملية قياس «نظافة الهواء»، وهل الأجواء صالحة أم فاسدة؟! وهل ما يستنشقه الموظفون هواء صحي نقي، أم هواء فاسد يتحول إلى غاز سام يقتل فيهم الطموح والأمل، ويقتل فيهم الإبداع، ويحول أحلامهم لسراب. والأهم، من هم الذين يصنعون الهواء الملوث؟! ولماذا أصلاً يصنعونه؟! ولا بد من البحث في أساليب الإدارة التي تقود لمثل هذه الأوضاع.
نريد هواء نقياً في قطاعاتنا، يساعد الكفاءات على التنفس وبالتالي على العطاء في وسط مثالي تنمو وتزدهر فيه الأمور.
وإن كنتم تريدون تشبيهها بالورود هنا، إسقاطاً على النمو والازدهار، فإننا نحتاج بالتالي لأناس يزرعون البذور الطيبة «إدارياً» والتي تنتج ثمراً طيباً بالضرورة، نريد من يؤسس لأعراف إدارية صحيحة، من يعرف كيف يفجر الطاقات لدى كافة الموظفين، من يعزز فيهم الولاء الوطني والوظيفي، لا من يجعلهم يكرهون أعمالهم، ويضعهم أمام عواصف إحباط واستياء، وعليه يتحولون لأشباح لا تأثير لها ولا رغبة تصدر منها تجاه البذل والعطاء.
لا تستخفوا بعملية التلوث التي تطال الهواء «الإدارة»، إذ كلما زاد التلوث، زاد اختناقنا، وبتنا عرضة للموت تسمماً، وللأسف هكذا بعض القطاعات، باتت بيئات طاردة قاتلة، وليست بيئات عمل محببة للبذل والعطاء، والخاسر في النهاية مسيرتنا ومشروعنا الذي به نسعى لإصلاح منظومات البلد وتطويرها، لنصل لمخرجات تخدم الوطن والمواطن.
{{ article.visit_count }}
هذه هي الحقيقة المجردة، رغم القول إنه يمكن «التعايش» مع الهواء وإن كان يشوبه نوع من التلوث، فنسبة صغيرة لن تضر، لكن لو كان التلوث طاغياً، وكانت نسبة تعكير الهواء بدرجة عالية أو مطلقة، فبالتأكيد لن تجد شيئاً حياً، وإن وجدت، فلن يكون حياً بمعزل عن الأمراض.
هل يمكنك التعايش مع محيط يطغى فيه «الهواء الملوث»؟! هل يمكنك التأقلم مع هذه الأجواء؟! وهل تتوقع أن تنمو الأمور وتزدهر وتثمر إن كانت نقاوة الأجواء ونظافتها وصحيتها مفقودة تماماً؟!
أتحدث عن «الهواء الإداري»، بمجازية وصف الهواء، واعتباره الأجواء العملية التي يعمل فيها الناس، إذ بنفس الإسقاط، هل يمكن للناس أن يعملوا بدافعية، ويتطوروا ويبدعوا وينتجوا إن كان الهواء الإداري فاسداً أو ملوثاً؟!
دائماً ما أقول «لا ترتجِ الزرع في أرض بور»، وكذلك لا يمكن أن تأمل بتفتح الورود في أجواء ملوثة وأكسجين فاسد، حتى وإن كانت النباتات تستنشق ثاني أكسيد الكربون وتصدر الأكسجين بدلاً عنه، لكن جرب أن تضع النباتات في بيئة مشحونة بالكربون والغازات السامة، هل تظن بأنها قادرة على امتصاص واستنشاق كل هذه السموم وكل هذا الدخان؟!
لتكون مواقع العمل ذات مردود وإنتاجية، لابد من توفر الأرضية اللازمة لاستنهاض حماس الأفراد وخلق الدافعية لديهم، وبالتالي تتحقق الإنجازات، وتنهض هذه المواقع، ولأجل ذلك لا بد من توافر المقومات الإدارية الصحيحة، والقائمة على الإدارة الصالحة، الإدارة التي تقوم على أسس العدالة وتكافؤ الفرص وحماية حقوق وجهود الموظف، الإدارة التي تحارب الفساد الإداري والمالي، والتي ترفض صناعة الأحزاب والشللية والعصابات الإدارية، الإدارة التي تخاف الله في إدارتها للمنظومة والأفراد، والتي تتجرد من مصالحها الذاتية وتنظر للمصلحة العامة.
إن كنتم تريدون إصلاح الأجهزة كلها، فأول تفكير يجب أن ينصب على عملية قياس «نظافة الهواء»، وهل الأجواء صالحة أم فاسدة؟! وهل ما يستنشقه الموظفون هواء صحي نقي، أم هواء فاسد يتحول إلى غاز سام يقتل فيهم الطموح والأمل، ويقتل فيهم الإبداع، ويحول أحلامهم لسراب. والأهم، من هم الذين يصنعون الهواء الملوث؟! ولماذا أصلاً يصنعونه؟! ولا بد من البحث في أساليب الإدارة التي تقود لمثل هذه الأوضاع.
نريد هواء نقياً في قطاعاتنا، يساعد الكفاءات على التنفس وبالتالي على العطاء في وسط مثالي تنمو وتزدهر فيه الأمور.
وإن كنتم تريدون تشبيهها بالورود هنا، إسقاطاً على النمو والازدهار، فإننا نحتاج بالتالي لأناس يزرعون البذور الطيبة «إدارياً» والتي تنتج ثمراً طيباً بالضرورة، نريد من يؤسس لأعراف إدارية صحيحة، من يعرف كيف يفجر الطاقات لدى كافة الموظفين، من يعزز فيهم الولاء الوطني والوظيفي، لا من يجعلهم يكرهون أعمالهم، ويضعهم أمام عواصف إحباط واستياء، وعليه يتحولون لأشباح لا تأثير لها ولا رغبة تصدر منها تجاه البذل والعطاء.
لا تستخفوا بعملية التلوث التي تطال الهواء «الإدارة»، إذ كلما زاد التلوث، زاد اختناقنا، وبتنا عرضة للموت تسمماً، وللأسف هكذا بعض القطاعات، باتت بيئات طاردة قاتلة، وليست بيئات عمل محببة للبذل والعطاء، والخاسر في النهاية مسيرتنا ومشروعنا الذي به نسعى لإصلاح منظومات البلد وتطويرها، لنصل لمخرجات تخدم الوطن والمواطن.