تكشف التصريحات الأخيرة لحركة «طالبان» في أفغانستان عن اجتماعاتها مع مسؤولين في إيران حول «مرحلة ما بعد انتهاء الاحتلال»، في إشارة إلى الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، عن العلاقة القوية بين الحركة وحكومة طهران، فيما كانت تحرص الأخيرة على نفي أي علاقة لها بالحركة، لكن شيئاً فشيئاً يتضح بشكل جلي الدور التخريبي الذي تقوم به إيران في أفغانستان من خلال «طالبان».
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت سابق، أن «مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي سيزور أفغانستان خلال الأسبوعين المقبلين»، فيما أكدت طهران في تصريح غير مسبوق أن «وفداً من طالبان زار العاصمة الإيرانية طهران حيث عقد جولة محادثات هي الثانية في غضون أيام».
والتدخل الإيراني في أفغانستان ليس بالشيء الجديد، حيث إنه من المعلوم أن طهران نسقت قبل نحو 18 عاماً مع أمريكا وأوروبا خلال الحملة التي أطاحت بحكم «طالبان» بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001.
لكن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سحب 7 آلاف جندي من أفغانستان في الأشهر المقبلة، أي نحو نصف عدد القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان والبالغة 14 ألفاً، يثير الكثير من المخاوف، سواء بالنسبة لصقور السياسة الأمريكية، أو لحمائم السياسة الأفغانية من إخلاء الساحة لإيران لتعزيز نفوذها وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، لا سيما وأن قرار ترامب يتزامن مع قراره سحب القوات الأمريكية من كامل الأراضي السورية، معلناً أن «الولايات المتحدة هزمت تنظيم «داعش» في سوريا، وأن ذلك الهدف كان المبرر الوحيد الذي جعله يحتفظ بقوات أمريكية هناك».
وأعرب مراقبون ومحللون عن خشيتهم من أن يؤدي إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، إلى تعزيز ثقة «طالبان» في قدرتها على بسط نفوذها في البلاد، وتقوية شوكتها بمواجهة حكومة كابول والرئيس أشرف غني، حيث إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيصب تلقائياً في مصلحة إيران و«طالبان»، لا سيما وأن الأخيرة ترفض عقد اجتماعات مع وفود حكومة أفغانية، بشأن إحلال السلام في البلاد.
ولعل ما يؤكد تلك التحذيرات والتخوفات، ما أعلن قبل ساعات، عن مقتل 21 عنصراً من قوات الأمن الأفغانية، على يد عناصر «طالبان» في هجمات متزامنة، نفذتها الحركة، على عاصمة ولاية ساري بول، التي تحمل الاسم نفسه، وعلى إقليم في الولاية شمال أفغانستان.
وقد كشفت تقارير غربية ومصادر أفغانية أن «الحرس الثوري الإيراني أقام في السنوات الأخيرة علاقات مع طالبان بهدف إخراج القوات الأمريكية من أفغانستان»، في حين أنه من المعلوم أن طهران تعد الداعم الرئيس لأقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، لكن يبدو أن براغماتية إيران دفعتها لتحسين علاقاتها مع «طالبان» على حساب أيديولوجيتها لا سيما وأن «طالبان» متهمة باضطهاد تلك الأقلية إبان حكم الحركة للبلاد في تسعينيات القرن الماضي.
وقد كشف فضل الرحمن خادم، مدير دائرة مكافحة الإرهاب بشرطة إقليم هرات غرب أفغانستان، عن «الدور التخريبي لإيران في بلاده، عبر ميليشيات الحرس الثوري»، التي تعد ذراع طهران في الخارج، حيث اتهمها بشكل مباشر «بتنفيذ مخططات إرهابية»، في إطار سعي طهران إلى توسيع نفوذها وتنفيذ أجندتها التوسعية في المنطقة، وهو الدور الذي تنفذه إيران، فعلياً، بسيطرتها على 4 عواصم عربية، هي، دمشق، وبيروت، وصنعاء، وبغداد، إضافة إلى تدخلاتها المباشرة في شؤون البحرين بشكل خاص، ودول الخليج، والدول العربية بشكل عام، من خلال دعمها لميليشيات طائفية مدرجة على قائمة الإرهاب.
وسارع مدير دائرة مكافحة الإرهاب بشرطة إقليم هرات، إلى تقديم دعوى قضائية ضد القنصل الإيراني في هرات محمود أفخمي رشيدي، متهماً إياه «بالتورط في هجمات إرهابية»، بينها عمليات اغتيال لشخصيات سياسية بارزة، ومنهم شقيقه، فيما كشفت وسائل إعلام أفغانية نقلاً عن فضل الرحمن خادم، أن «السلطات في كابول اعتقلت نحو 4 إيرانيين متورطين باغتيالات منذ تولي القنصل الإيراني مهامه الدبلوماسية في البلاد»، وفقاً لتصريحات خادم، فيما كشفت تقارير أفغانية أن «القنصل الإيراني في هرات متورط بنحو 80% من الهجمات التي تمت بخطط وتنسيق الحرس الثوري الإيراني».
ولم يتوقف الأمر عند الاتهامات التي طالت القنصل الإيراني في هرات، بل إن دوائر استخباراتية أفغانية عبرت عن مخاوفها من عودة فيلق «فاطميون» الأفغاني، الذي جندته ميليشيات الحرس الثوري الإيراني قبل نحو 7 سنوات للقتال إلى جانب النظام السوري، لا سيما وأن كابول وطهران تتشاركان حدوداً بطول نحو 950 كم، وسط مخاوف من تسلل عناصر من «فاطميون» إلى الداخل الأفغاني الأمر الذي يضر بالأمن القومي للبلاد، وسط شكوك تتحدث عن رغبة إيران في استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في أفغانستان من خلال مرتزقة فيلق «فاطميون».
دلائل كثيرة تؤكد الدور التخريبي الذي تقوم به إيران في أفغانستان، لعل أبرزها تهريب أسلحة إلى الأخيرة، لاستخدامها في هجمات ضد قوات حكومة كابول، وفقاً لما كشفه الجنرال نور الله قادري، قائد القوات الأفغانية غرب البلاد، وهو ما أكدته السفارة الأمريكية في كابول، في تصريحات رسمية حينما أكدت أن «ميليشيات الحرس الثوري الإيراني -ذراع طهران العسكرية خارج الحدود لتنفيذ مخططات تخريبية- تضطلع بدور رئيس في مدّ المتمردين بالعتاد والسلاح». وهذا ما دفع رئيس الوزراء الأفغاني الأسبق قلب الدين حكمتيار إلى اتهام إيران بشكل مباشر بأنها «أكثر دولة أضرت بلاده، من خلال تلاعبها بأمن أفغانستان».
* وقفة:
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يعبد الطريق أمام طهران و«طالبان» للتلاعب بأمن البلاد لا سيما وأن العلاقة القوية بين الطرفين كشفت للعلن الدور التخريبي والإرهابي لطهران في أفغانستان!!
{{ article.visit_count }}
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت سابق، أن «مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي سيزور أفغانستان خلال الأسبوعين المقبلين»، فيما أكدت طهران في تصريح غير مسبوق أن «وفداً من طالبان زار العاصمة الإيرانية طهران حيث عقد جولة محادثات هي الثانية في غضون أيام».
والتدخل الإيراني في أفغانستان ليس بالشيء الجديد، حيث إنه من المعلوم أن طهران نسقت قبل نحو 18 عاماً مع أمريكا وأوروبا خلال الحملة التي أطاحت بحكم «طالبان» بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001.
لكن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سحب 7 آلاف جندي من أفغانستان في الأشهر المقبلة، أي نحو نصف عدد القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان والبالغة 14 ألفاً، يثير الكثير من المخاوف، سواء بالنسبة لصقور السياسة الأمريكية، أو لحمائم السياسة الأفغانية من إخلاء الساحة لإيران لتعزيز نفوذها وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، لا سيما وأن قرار ترامب يتزامن مع قراره سحب القوات الأمريكية من كامل الأراضي السورية، معلناً أن «الولايات المتحدة هزمت تنظيم «داعش» في سوريا، وأن ذلك الهدف كان المبرر الوحيد الذي جعله يحتفظ بقوات أمريكية هناك».
وأعرب مراقبون ومحللون عن خشيتهم من أن يؤدي إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، إلى تعزيز ثقة «طالبان» في قدرتها على بسط نفوذها في البلاد، وتقوية شوكتها بمواجهة حكومة كابول والرئيس أشرف غني، حيث إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيصب تلقائياً في مصلحة إيران و«طالبان»، لا سيما وأن الأخيرة ترفض عقد اجتماعات مع وفود حكومة أفغانية، بشأن إحلال السلام في البلاد.
ولعل ما يؤكد تلك التحذيرات والتخوفات، ما أعلن قبل ساعات، عن مقتل 21 عنصراً من قوات الأمن الأفغانية، على يد عناصر «طالبان» في هجمات متزامنة، نفذتها الحركة، على عاصمة ولاية ساري بول، التي تحمل الاسم نفسه، وعلى إقليم في الولاية شمال أفغانستان.
وقد كشفت تقارير غربية ومصادر أفغانية أن «الحرس الثوري الإيراني أقام في السنوات الأخيرة علاقات مع طالبان بهدف إخراج القوات الأمريكية من أفغانستان»، في حين أنه من المعلوم أن طهران تعد الداعم الرئيس لأقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، لكن يبدو أن براغماتية إيران دفعتها لتحسين علاقاتها مع «طالبان» على حساب أيديولوجيتها لا سيما وأن «طالبان» متهمة باضطهاد تلك الأقلية إبان حكم الحركة للبلاد في تسعينيات القرن الماضي.
وقد كشف فضل الرحمن خادم، مدير دائرة مكافحة الإرهاب بشرطة إقليم هرات غرب أفغانستان، عن «الدور التخريبي لإيران في بلاده، عبر ميليشيات الحرس الثوري»، التي تعد ذراع طهران في الخارج، حيث اتهمها بشكل مباشر «بتنفيذ مخططات إرهابية»، في إطار سعي طهران إلى توسيع نفوذها وتنفيذ أجندتها التوسعية في المنطقة، وهو الدور الذي تنفذه إيران، فعلياً، بسيطرتها على 4 عواصم عربية، هي، دمشق، وبيروت، وصنعاء، وبغداد، إضافة إلى تدخلاتها المباشرة في شؤون البحرين بشكل خاص، ودول الخليج، والدول العربية بشكل عام، من خلال دعمها لميليشيات طائفية مدرجة على قائمة الإرهاب.
وسارع مدير دائرة مكافحة الإرهاب بشرطة إقليم هرات، إلى تقديم دعوى قضائية ضد القنصل الإيراني في هرات محمود أفخمي رشيدي، متهماً إياه «بالتورط في هجمات إرهابية»، بينها عمليات اغتيال لشخصيات سياسية بارزة، ومنهم شقيقه، فيما كشفت وسائل إعلام أفغانية نقلاً عن فضل الرحمن خادم، أن «السلطات في كابول اعتقلت نحو 4 إيرانيين متورطين باغتيالات منذ تولي القنصل الإيراني مهامه الدبلوماسية في البلاد»، وفقاً لتصريحات خادم، فيما كشفت تقارير أفغانية أن «القنصل الإيراني في هرات متورط بنحو 80% من الهجمات التي تمت بخطط وتنسيق الحرس الثوري الإيراني».
ولم يتوقف الأمر عند الاتهامات التي طالت القنصل الإيراني في هرات، بل إن دوائر استخباراتية أفغانية عبرت عن مخاوفها من عودة فيلق «فاطميون» الأفغاني، الذي جندته ميليشيات الحرس الثوري الإيراني قبل نحو 7 سنوات للقتال إلى جانب النظام السوري، لا سيما وأن كابول وطهران تتشاركان حدوداً بطول نحو 950 كم، وسط مخاوف من تسلل عناصر من «فاطميون» إلى الداخل الأفغاني الأمر الذي يضر بالأمن القومي للبلاد، وسط شكوك تتحدث عن رغبة إيران في استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في أفغانستان من خلال مرتزقة فيلق «فاطميون».
دلائل كثيرة تؤكد الدور التخريبي الذي تقوم به إيران في أفغانستان، لعل أبرزها تهريب أسلحة إلى الأخيرة، لاستخدامها في هجمات ضد قوات حكومة كابول، وفقاً لما كشفه الجنرال نور الله قادري، قائد القوات الأفغانية غرب البلاد، وهو ما أكدته السفارة الأمريكية في كابول، في تصريحات رسمية حينما أكدت أن «ميليشيات الحرس الثوري الإيراني -ذراع طهران العسكرية خارج الحدود لتنفيذ مخططات تخريبية- تضطلع بدور رئيس في مدّ المتمردين بالعتاد والسلاح». وهذا ما دفع رئيس الوزراء الأفغاني الأسبق قلب الدين حكمتيار إلى اتهام إيران بشكل مباشر بأنها «أكثر دولة أضرت بلاده، من خلال تلاعبها بأمن أفغانستان».
* وقفة:
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يعبد الطريق أمام طهران و«طالبان» للتلاعب بأمن البلاد لا سيما وأن العلاقة القوية بين الطرفين كشفت للعلن الدور التخريبي والإرهابي لطهران في أفغانستان!!