دائماً ما نطالب بإصلاح المجتمع، ولسان أناس كثيرين يردد هذه المطالبة، ويلقون بالمسؤولية الكاملة وبشكل مباشر على الحكومات والأنظمة، باعتبار أن الإصلاح مسؤوليتها ويبدأ من عندها.
صحيح أن الدول والأنظمة هي التي تمثل منطلقات عمليات الإصلاح والتصحيح، باعتبار أن بيدها منح الضوء الأخضر لبدء هذه العمليات من عدمها، وأنه بيدها تدشين الدعوة نحو التغيير والتعديل والتصحيح، مطلقة شارة البداية، أو بيدها عدم تحريك أي شيء وإبقاء الحال على ما هو عليه، لكن الفارق في الموضوع يكمن هنا في تحديد «من أين يبدأ الإصلاح، وممن؟!».
إن كان الإصلاح يأتي من إرادة عليا، فإن العملية تكون بالضرورة سهلة التطبيق، لأن التوجه العام لا بد وأن يتسق مع الرؤية العليا، لكن المشكلة تكون حينما لا يكون الأفراد مؤمنين بالإصلاح كأفعال وليس كشعارات، هنا لن تجد تطبيقاً سهلاً أبداً!
أقول ذلك لأن المشاهدات لدينا تكشف بأن الجميع أو الغالبية يعلنون دعمهم للإصلاح، بل مفردة الإصلاح تكون حاضرة دائماً في التصريحات والتنظيرات، لكن للأسف الأفعال تكشف واقعاً خطيراً، وتبين بأن هناك كثيرين ضد الإصلاح، وضد التطوير والتجديد، وذلك عبر ممارسات وأفعال وتصرفات وسلوكيات تكشف تكريساً مخيفاً للسلوكات الخاطئة والممارسات الفاسدة والتناقضات التي تكشف حقيقة الفرد.
لذا دائماً نقول إن الإصلاح يجب أن يكون نابعاً من الفرد نفسه، بحيث يكون مؤمناً به، ويعتبره أساساً يبني عليه مبادئه وقيمه، فيكون أولاً إنساناً سوياً، يحرص على البناء والتطوير والتصحيح، يحارب في المقابل كل فعل بشع، يحارب الكذب والفساد والظلم والتجاوزات الأخلاقية والمهنية.
مشكلتنا أن البعض يظن أنه سيكون من ضمن شريحة المصلحين الذي يؤمنون بتوجهات الدولة، ومن تتسق رؤيتهم مع الرؤية الإصلاحية لرأس الدولة، طالما أنهم يذكرون كلمة الإصلاح في كل تصريح أو خطاب، طالما أنهم يضمنون الكلمة في شعاراتهم ويوردونها في اجتماعاتهم وينظرون على الناس باستخدامها، في حين أفعالهم تقول العكس.
الإصلاح ليست كلمة سامية المضامين تحتاج لتطريز كلامي لغوي في الأقوال والإعلام والإعلانات، بل هي كلمة لا تكون لها قوة إلا حينما تستمدها من الأفعال التي تترجمها، حين يتجسد الإيمان بها في الفرد نفسه، لتكون بالنسبة لديه منهاج حياة وعمل.
كم شخص ضلل المجتمع وهو يستخدم كلمة الإصلاح؟! كم من مفسد إداري ومستهتر مالي دمر قطاعات وأفراداً وهو يغلف ممارساته الخاطئة بشعارات الإصلاح؟! وكم من شخص عطل مسيرة التنمية وعمليات التطوير لأنه بأفعاله حجر عثرة وأكبر عائق للإصلاح، رغم أن الكلمة لا تسقط عن لسانه؟!
تعبنا ونحن نقول «أفعال وليست أقوال»، المجتمعات التي تعيش على ترديد الشعارات فقط، مجتمعات لا تتطور، لأن الكلام بلا أفعال لا يبني إلا الوهم!
الإصلاح قد يكون إرادة دولة، لكن حتى يتحقق لا بد وأن يكون إيماناً لدى كل فرد، بالأخص من هم في مواقع المسؤولية.
{{ article.visit_count }}
صحيح أن الدول والأنظمة هي التي تمثل منطلقات عمليات الإصلاح والتصحيح، باعتبار أن بيدها منح الضوء الأخضر لبدء هذه العمليات من عدمها، وأنه بيدها تدشين الدعوة نحو التغيير والتعديل والتصحيح، مطلقة شارة البداية، أو بيدها عدم تحريك أي شيء وإبقاء الحال على ما هو عليه، لكن الفارق في الموضوع يكمن هنا في تحديد «من أين يبدأ الإصلاح، وممن؟!».
إن كان الإصلاح يأتي من إرادة عليا، فإن العملية تكون بالضرورة سهلة التطبيق، لأن التوجه العام لا بد وأن يتسق مع الرؤية العليا، لكن المشكلة تكون حينما لا يكون الأفراد مؤمنين بالإصلاح كأفعال وليس كشعارات، هنا لن تجد تطبيقاً سهلاً أبداً!
أقول ذلك لأن المشاهدات لدينا تكشف بأن الجميع أو الغالبية يعلنون دعمهم للإصلاح، بل مفردة الإصلاح تكون حاضرة دائماً في التصريحات والتنظيرات، لكن للأسف الأفعال تكشف واقعاً خطيراً، وتبين بأن هناك كثيرين ضد الإصلاح، وضد التطوير والتجديد، وذلك عبر ممارسات وأفعال وتصرفات وسلوكيات تكشف تكريساً مخيفاً للسلوكات الخاطئة والممارسات الفاسدة والتناقضات التي تكشف حقيقة الفرد.
لذا دائماً نقول إن الإصلاح يجب أن يكون نابعاً من الفرد نفسه، بحيث يكون مؤمناً به، ويعتبره أساساً يبني عليه مبادئه وقيمه، فيكون أولاً إنساناً سوياً، يحرص على البناء والتطوير والتصحيح، يحارب في المقابل كل فعل بشع، يحارب الكذب والفساد والظلم والتجاوزات الأخلاقية والمهنية.
مشكلتنا أن البعض يظن أنه سيكون من ضمن شريحة المصلحين الذي يؤمنون بتوجهات الدولة، ومن تتسق رؤيتهم مع الرؤية الإصلاحية لرأس الدولة، طالما أنهم يذكرون كلمة الإصلاح في كل تصريح أو خطاب، طالما أنهم يضمنون الكلمة في شعاراتهم ويوردونها في اجتماعاتهم وينظرون على الناس باستخدامها، في حين أفعالهم تقول العكس.
الإصلاح ليست كلمة سامية المضامين تحتاج لتطريز كلامي لغوي في الأقوال والإعلام والإعلانات، بل هي كلمة لا تكون لها قوة إلا حينما تستمدها من الأفعال التي تترجمها، حين يتجسد الإيمان بها في الفرد نفسه، لتكون بالنسبة لديه منهاج حياة وعمل.
كم شخص ضلل المجتمع وهو يستخدم كلمة الإصلاح؟! كم من مفسد إداري ومستهتر مالي دمر قطاعات وأفراداً وهو يغلف ممارساته الخاطئة بشعارات الإصلاح؟! وكم من شخص عطل مسيرة التنمية وعمليات التطوير لأنه بأفعاله حجر عثرة وأكبر عائق للإصلاح، رغم أن الكلمة لا تسقط عن لسانه؟!
تعبنا ونحن نقول «أفعال وليست أقوال»، المجتمعات التي تعيش على ترديد الشعارات فقط، مجتمعات لا تتطور، لأن الكلام بلا أفعال لا يبني إلا الوهم!
الإصلاح قد يكون إرادة دولة، لكن حتى يتحقق لا بد وأن يكون إيماناً لدى كل فرد، بالأخص من هم في مواقع المسؤولية.