عندما تسأل أحداً عن أمر أو سبب ما في الخليج العربي يقول لك باستحياء «وزارة الداخلية»، ووزارة الداخلية هنا هي زوجة الرجل أو من يدير أموره الداخلية، وهي المتحكم الرئيسي في حياته وأوامرها مطاعة وإلاَّ فيغامر بعدم الطاعة لتسود عيشته، طبعاً أقدم لهذا بمنطق الرجل تحديداً في بلادنا الخليجية.
وفي كل دول العالم يفترض أن تكون وزارة الداخلية ورجالها هم الحافظين لأرواح وممتلكات الناس بعد الله سبحانه وتعالى، عبر أهداف عدة تتضمن المحافظة على النظام والأمن العام والآداب العامة، وحماية الأرواح والأعراض والأموال والحريات، وعلى الأخص منع الجرائم وضبطها، وتكفل الطمأنينة والأمن للمواطنين وذلك بالتعاون والتنسيق مع هيئات وأجهزة الدولة بالاستناد إلى الدستور والقانون. لكن الداخلية في دول غير مستقرة تمثل الرعب والخوف، حيث تسمى تلك الدول بالدول البوليسية، ويقول التاريخ أن أول وزارة داخلية في الوطن العربي في العصر الحديث هي وزارة الداخلية المصرية التي بدأت عام 1805 عندما أنشأ محمد علي باشا ديوان باسم ديوان الوالي لضبط الأمن في القاهرة، وفي 25 فبراير 1857 عرف ما يسمى نظارة الداخلية، ثم تحولت إلى وزارة ورأسها أول وزير داخلية وهو تحسين باشا رشدي. ومنذ مائة وأربعة عشر عاماً لم يتولَّ منصب وزير الداخلية في الوطن العربي إلا الرجال، وإن لم يمنع ذلك النساء من رئاسة أقسام مهمة في وزارات الداخلية الخليجية، بل إن الكثيرات منهم حصلن على رتب عسكرية عليا ونفذن مهام عالية المسؤولية باقتدار يجعلنا نشكر وزارة الداخلية على إتاحة الفرصة أمام بنات حواء.
قبل يومين حمل إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري تشكيلته الوزارية، لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، في القصر الجمهوري، بعد نحو 9 أشهر من التكليف، وكان فيها مفاجأة غير مسبوقة بتعيين امرأة في منصب وزير الداخلية، وهي السيدة ريا الحسن، ليكون لبنان بذلك كما عودنا قد سبق الدول العربية بتعيين امرأة في هذا المنصب، وتصبح «الحسن» أول وزيرة للداخلية على مستوى العرب. وفي العادة يتم في الوطن العربي تعيين وزير الداخلية من الضباط القدماء، لكن السيدة ريا لم تكن ضابطاً بل تسلسلت في وظائف عديدة مرموقة، وهي ليست جديدة على منصب «الوزير». ريا الحسن من مواليد عام 1967، وهي متزوّجة، ولديها ثلاث بنات، وحاصلة على الشهادة الجامعية في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن الأمريكية، وذلك عام 1990.
* اختلاج النبض:
حين شغلت ريا الحسن عام 2009 منصب وزيرة المالية اللبنانية، تندر ظرفاء لبنان وقتها، بأن جيوب اللبنانيين في يد سيدة. الآن لا مناص لهم إلا التندر بأن من يحفظ جيوب اللبنانيين من الحرامية هي سيدة، ولكنها سيدة أثبتت تفوقها لتنال ما لم ينله غيرها. وفي بلادنا الخليجية هناك الكثير من الكفؤات اللواتي نتوقع لهن مستقبلاً مشرقاً.
وفي كل دول العالم يفترض أن تكون وزارة الداخلية ورجالها هم الحافظين لأرواح وممتلكات الناس بعد الله سبحانه وتعالى، عبر أهداف عدة تتضمن المحافظة على النظام والأمن العام والآداب العامة، وحماية الأرواح والأعراض والأموال والحريات، وعلى الأخص منع الجرائم وضبطها، وتكفل الطمأنينة والأمن للمواطنين وذلك بالتعاون والتنسيق مع هيئات وأجهزة الدولة بالاستناد إلى الدستور والقانون. لكن الداخلية في دول غير مستقرة تمثل الرعب والخوف، حيث تسمى تلك الدول بالدول البوليسية، ويقول التاريخ أن أول وزارة داخلية في الوطن العربي في العصر الحديث هي وزارة الداخلية المصرية التي بدأت عام 1805 عندما أنشأ محمد علي باشا ديوان باسم ديوان الوالي لضبط الأمن في القاهرة، وفي 25 فبراير 1857 عرف ما يسمى نظارة الداخلية، ثم تحولت إلى وزارة ورأسها أول وزير داخلية وهو تحسين باشا رشدي. ومنذ مائة وأربعة عشر عاماً لم يتولَّ منصب وزير الداخلية في الوطن العربي إلا الرجال، وإن لم يمنع ذلك النساء من رئاسة أقسام مهمة في وزارات الداخلية الخليجية، بل إن الكثيرات منهم حصلن على رتب عسكرية عليا ونفذن مهام عالية المسؤولية باقتدار يجعلنا نشكر وزارة الداخلية على إتاحة الفرصة أمام بنات حواء.
قبل يومين حمل إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري تشكيلته الوزارية، لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، في القصر الجمهوري، بعد نحو 9 أشهر من التكليف، وكان فيها مفاجأة غير مسبوقة بتعيين امرأة في منصب وزير الداخلية، وهي السيدة ريا الحسن، ليكون لبنان بذلك كما عودنا قد سبق الدول العربية بتعيين امرأة في هذا المنصب، وتصبح «الحسن» أول وزيرة للداخلية على مستوى العرب. وفي العادة يتم في الوطن العربي تعيين وزير الداخلية من الضباط القدماء، لكن السيدة ريا لم تكن ضابطاً بل تسلسلت في وظائف عديدة مرموقة، وهي ليست جديدة على منصب «الوزير». ريا الحسن من مواليد عام 1967، وهي متزوّجة، ولديها ثلاث بنات، وحاصلة على الشهادة الجامعية في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن الأمريكية، وذلك عام 1990.
* اختلاج النبض:
حين شغلت ريا الحسن عام 2009 منصب وزيرة المالية اللبنانية، تندر ظرفاء لبنان وقتها، بأن جيوب اللبنانيين في يد سيدة. الآن لا مناص لهم إلا التندر بأن من يحفظ جيوب اللبنانيين من الحرامية هي سيدة، ولكنها سيدة أثبتت تفوقها لتنال ما لم ينله غيرها. وفي بلادنا الخليجية هناك الكثير من الكفؤات اللواتي نتوقع لهن مستقبلاً مشرقاً.