للرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيرتان، السيرة الذاتية من الموسوعات تقول إنه الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية ورجل أعمال وملياردير، وشخصية تلفزيونية ومؤلف ورئيس منظمة ترامب. وحين بدأ حياته العملية حصرها في الفنادق والكازينوهات والمشاريع العديدة في المجمعات السكنية وانتقل بعدها إلى التوسع في صناعة الطيران. لم تكن وسائل الإعلام مهتمة به حينها، لكن الأخبار التي نقلت عنه في أوائل التسعينيات كانت تغطي مشاكله المالية، وبضع فضائح عائلية. أما السيرة الذاتية لترامب منذ 20 يناير 2017 فمخيفة بما في الكلمة من معنى.
في الصفحة الأولى، نجد مقاطعة اقتصادية لإيران وسوريا وروسيا وكوريا الشمالية ثم فنزويلا، وإن كنا لا نمانع في القسوة لإسقاط الأنظمة المارقة في طهران وغيرها، لكن تلك المقاطعة تبدو وكأنها حرب إعلامية، فالاستثناءات لطهران أعطتها مجالاً لبيع وتهريب نفطها، هذا غير الدول التي استثنيت من المنع، ومثلها كوريا الشمالية التي مازالت في غيها النووي.
الصفحة الثانية، تتمثل بحربه التجارية مع الصين، وهو ما يخصنا، فنحن شركاء تجاريون للصين في طريق الحرير، كما نعاني من ضريبة الألمنيوم الأمريكية. ونخشى أن تتحول الحرب إلى الأسلوب الأمريكي الجديد وهو إن لم تكن معي فأنت ضدي. وقد دخلت هذه الحرب منعرجات خطيرة أدت إلى ركود اقتصادي صيني، أعقبها ارتخاء للقبضة الأمريكية وانتعاش للاقتصاد الصيني.
الصفحة الثالثة، استخدامه الدولار كسلاح، وقد شاهدنا ذلك عندما عاقب تركيا نتيجة احتجاز القس الأمريكي أندرو برونسون الذي أفرج عنه في تركيا بعد عامين من الاحتجاز بتهمة التعاون مع فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني، لكن بعد أن حطم العملة التركية، وتم التراجع وكأن شيئاً لم يكن حال إطلاق سراح القس.
الصفحة الرابعة، من سيرة ترامب وهي المؤلمة، هي أنه جعل زيارته الأولى خارج أمريكا كرئيس، لدول الخليج العربي، وللرياض صاحبة المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية، لكنه عاد –بعد أشهر قليلة ليأمر بنقل السفارة الأمريكية للقدس ثم ليعلن عن صفقة القرن مكافئاً إسرائيل بما لا تستحق.
الصفحة الخامسة، صفحة لا إنسانية، تمثلت في التعامل مع المهاجرين بطريقة لا إنسانيةـ إذ تم فصل الأطفال عن أهلهم ثم أمر ببناء حائط بين الأطفال في أمريكا وأهلهم في المكسيك، وكأن جيرانه وحوش تهم بالانقضاض على الأمريكان.
الصفحة السادسة، نرى فيها العالم وقد تراجع من مرحلة الردع النووي إلى الرعب النووي، وكأننا في منتصف الحرب الباردة بعد انسحابه من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، وأمره بتحديث الترسانة النووية الأمريكية لعدم التزام الروس بالاتفاقية، ومأخذنا على هذا هو أن سياسة حافة الهاوية قد تنفع مع إيران وفنزويلا، لكن ليس مع بوتين الروسي المدجج بالنووي، فأين ذهبت الدبلوماسية؟!
* اختلاج النبض:
السيد الرئيس دونالد ترامب نحن من حلفاء واشنطن، ولا نريد إلاّ أن نفهم، فقد أتعبتنا التحولات.
{{ article.visit_count }}
في الصفحة الأولى، نجد مقاطعة اقتصادية لإيران وسوريا وروسيا وكوريا الشمالية ثم فنزويلا، وإن كنا لا نمانع في القسوة لإسقاط الأنظمة المارقة في طهران وغيرها، لكن تلك المقاطعة تبدو وكأنها حرب إعلامية، فالاستثناءات لطهران أعطتها مجالاً لبيع وتهريب نفطها، هذا غير الدول التي استثنيت من المنع، ومثلها كوريا الشمالية التي مازالت في غيها النووي.
الصفحة الثانية، تتمثل بحربه التجارية مع الصين، وهو ما يخصنا، فنحن شركاء تجاريون للصين في طريق الحرير، كما نعاني من ضريبة الألمنيوم الأمريكية. ونخشى أن تتحول الحرب إلى الأسلوب الأمريكي الجديد وهو إن لم تكن معي فأنت ضدي. وقد دخلت هذه الحرب منعرجات خطيرة أدت إلى ركود اقتصادي صيني، أعقبها ارتخاء للقبضة الأمريكية وانتعاش للاقتصاد الصيني.
الصفحة الثالثة، استخدامه الدولار كسلاح، وقد شاهدنا ذلك عندما عاقب تركيا نتيجة احتجاز القس الأمريكي أندرو برونسون الذي أفرج عنه في تركيا بعد عامين من الاحتجاز بتهمة التعاون مع فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني، لكن بعد أن حطم العملة التركية، وتم التراجع وكأن شيئاً لم يكن حال إطلاق سراح القس.
الصفحة الرابعة، من سيرة ترامب وهي المؤلمة، هي أنه جعل زيارته الأولى خارج أمريكا كرئيس، لدول الخليج العربي، وللرياض صاحبة المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية، لكنه عاد –بعد أشهر قليلة ليأمر بنقل السفارة الأمريكية للقدس ثم ليعلن عن صفقة القرن مكافئاً إسرائيل بما لا تستحق.
الصفحة الخامسة، صفحة لا إنسانية، تمثلت في التعامل مع المهاجرين بطريقة لا إنسانيةـ إذ تم فصل الأطفال عن أهلهم ثم أمر ببناء حائط بين الأطفال في أمريكا وأهلهم في المكسيك، وكأن جيرانه وحوش تهم بالانقضاض على الأمريكان.
الصفحة السادسة، نرى فيها العالم وقد تراجع من مرحلة الردع النووي إلى الرعب النووي، وكأننا في منتصف الحرب الباردة بعد انسحابه من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، وأمره بتحديث الترسانة النووية الأمريكية لعدم التزام الروس بالاتفاقية، ومأخذنا على هذا هو أن سياسة حافة الهاوية قد تنفع مع إيران وفنزويلا، لكن ليس مع بوتين الروسي المدجج بالنووي، فأين ذهبت الدبلوماسية؟!
* اختلاج النبض:
السيد الرئيس دونالد ترامب نحن من حلفاء واشنطن، ولا نريد إلاّ أن نفهم، فقد أتعبتنا التحولات.