يقول الإعلامي البريطاني «نايجل بارك»: «أن تبني منزلاً مقاوماً للزلازل، خير لك بكثير من أن تصلي فوق الأنقاض»!
هذه الجملة فيها إشارة مجازية معنية بعملية «التخطيط السليم»، ولنفصلها أكثر ونقول التخطيط «الإداري» السليم.
وبالحديث عن الزلازل، لربما تكون اليابان أبلغ مثال على دولة تعاملت مع الكوارث الطبيعية التي تحصل رغماً عن الإرادة، بحيث طوعت عمليات التخطيط لتنتج عن حلول يمكنها التعامل مع الزلازل بحيث تقل الخسائر المادية والبشرية. وأغلبكم هنا أجزم بأنه مرت عليه معلومة المباني التي تميل بشكل هندسي متقن في اليابان لتواجه الزلازل.
عودة لمضمون الجملة أعلاه، إذ السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كم مرة صلينا فوق الأنقاض؟!
وتفكيك السؤال هنا باتجاه معناه، يترجمه التوصيف التالي: كم مرة وجدنا حالات من الفشل، فكان الإجراء تجاهها أننا تعاملنا بأساليب «ترقيعية» أو عبر حلول «مؤقتة» لها وقت وتموت، وتظل المشكلة بالتالي مستمرة، ما يعني أن الصلاة على أنقاض الفشل ستتكرر مرات ومرات؟!
حينما تواجه زلازل، فإنه حري بك بناء بيوتا محصنة ضد الزلازل، حتى لا تجد نفسك كل مرة تنهض من وسط الأنقاض، فزلزال صغير قد يجعل ما تبنيه ولو كان برجاً شاهقاً يسقط في ثوانٍ.
لهذا يقال بأن المؤسسات التي تبنى بشكل إداري صحيح، وتدار بأسلوب إداري قويم، هي المؤسسات التي تمتلك أساسات قوية راسخة، يصعب عليها أن تنهار لو ارتفع بناؤها حتى يلامس السحب، فنسبة تحقيق الفشل فيها تكاد تكون نسبة لا تذكر، في مقابل تحولها لتحقيق نجاحات مضطردة وإنجازات لا تتوقف.
لأنها -أي هذه المؤسسات- درست ظاهرة «الزلازل الإدارية»، وحددت أسباباً لوقوع الفشل، واتبعت سياسة ذكية تقوم على نفس المبدأ الذي ذكره الفيلسوف الصيني «كونفوشيوس»، «دراسة الماضي مهمة لمن يريد التخطيط للمستقبل»، فإنها قامت أولاً بعملية «مواجهة الذات» عبر الاعتراف بحصول أخطاء، ومن ثم تحديدها، وبعدها دراستها، وعلى إثر ذلك وضعت حلولاً ومعالجات تخطط من خلالها للمستقبل، شريطة ألا تتكرر الأخطاء، وذلك عبر إنهاء أسباب وقوع الأخطاء.
المشكلة المتأصلة لدينا، بأننا لا نعترف أولاً بالأخطاء أو الفشل، وإذا اعترفنا بوقوعها، فإننا لا نحدد أسبابها، خاصة لو كانت أسبابا بشرية، تصل بمداها لأعلى القمم الإدارية في هذا القطاع أو تلكم المؤسسة، لأن المشكلة في تحديد الأسباب لا تقف عن مجرد العلم بالأسباب، بل لأنها تتطلب خطوات أخرى لاحقة، وأهمها إبدال المسببات، سواء أكانت نتيجة عوامل بشرية، أو عوامل معنية بالتخطيط والتنفيذ، بالتالي يكون لدينا دائماً دعوة لإقامة «صلاة الميت» على الأنقاض، لنبدأ بعدها من جديد في ارتكاب نفس الأخطاء، لنحصد نفس الانهيار، ولنصلِ مجدداً على الأنقاض.
{{ article.visit_count }}
هذه الجملة فيها إشارة مجازية معنية بعملية «التخطيط السليم»، ولنفصلها أكثر ونقول التخطيط «الإداري» السليم.
وبالحديث عن الزلازل، لربما تكون اليابان أبلغ مثال على دولة تعاملت مع الكوارث الطبيعية التي تحصل رغماً عن الإرادة، بحيث طوعت عمليات التخطيط لتنتج عن حلول يمكنها التعامل مع الزلازل بحيث تقل الخسائر المادية والبشرية. وأغلبكم هنا أجزم بأنه مرت عليه معلومة المباني التي تميل بشكل هندسي متقن في اليابان لتواجه الزلازل.
عودة لمضمون الجملة أعلاه، إذ السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كم مرة صلينا فوق الأنقاض؟!
وتفكيك السؤال هنا باتجاه معناه، يترجمه التوصيف التالي: كم مرة وجدنا حالات من الفشل، فكان الإجراء تجاهها أننا تعاملنا بأساليب «ترقيعية» أو عبر حلول «مؤقتة» لها وقت وتموت، وتظل المشكلة بالتالي مستمرة، ما يعني أن الصلاة على أنقاض الفشل ستتكرر مرات ومرات؟!
حينما تواجه زلازل، فإنه حري بك بناء بيوتا محصنة ضد الزلازل، حتى لا تجد نفسك كل مرة تنهض من وسط الأنقاض، فزلزال صغير قد يجعل ما تبنيه ولو كان برجاً شاهقاً يسقط في ثوانٍ.
لهذا يقال بأن المؤسسات التي تبنى بشكل إداري صحيح، وتدار بأسلوب إداري قويم، هي المؤسسات التي تمتلك أساسات قوية راسخة، يصعب عليها أن تنهار لو ارتفع بناؤها حتى يلامس السحب، فنسبة تحقيق الفشل فيها تكاد تكون نسبة لا تذكر، في مقابل تحولها لتحقيق نجاحات مضطردة وإنجازات لا تتوقف.
لأنها -أي هذه المؤسسات- درست ظاهرة «الزلازل الإدارية»، وحددت أسباباً لوقوع الفشل، واتبعت سياسة ذكية تقوم على نفس المبدأ الذي ذكره الفيلسوف الصيني «كونفوشيوس»، «دراسة الماضي مهمة لمن يريد التخطيط للمستقبل»، فإنها قامت أولاً بعملية «مواجهة الذات» عبر الاعتراف بحصول أخطاء، ومن ثم تحديدها، وبعدها دراستها، وعلى إثر ذلك وضعت حلولاً ومعالجات تخطط من خلالها للمستقبل، شريطة ألا تتكرر الأخطاء، وذلك عبر إنهاء أسباب وقوع الأخطاء.
المشكلة المتأصلة لدينا، بأننا لا نعترف أولاً بالأخطاء أو الفشل، وإذا اعترفنا بوقوعها، فإننا لا نحدد أسبابها، خاصة لو كانت أسبابا بشرية، تصل بمداها لأعلى القمم الإدارية في هذا القطاع أو تلكم المؤسسة، لأن المشكلة في تحديد الأسباب لا تقف عن مجرد العلم بالأسباب، بل لأنها تتطلب خطوات أخرى لاحقة، وأهمها إبدال المسببات، سواء أكانت نتيجة عوامل بشرية، أو عوامل معنية بالتخطيط والتنفيذ، بالتالي يكون لدينا دائماً دعوة لإقامة «صلاة الميت» على الأنقاض، لنبدأ بعدها من جديد في ارتكاب نفس الأخطاء، لنحصد نفس الانهيار، ولنصلِ مجدداً على الأنقاض.