مع تسارع وتطور الأحداث الإقليمية والعالمية، وما تشهده المنطقة من حالة توتر واستقطاب تركت آثارها السلبية على أكثر من دولة؛ أثبت المجتمع البحريني بكل فئاته القدرة والحكمة على التعامل مع هذه التحديات عبر تعزيز الوحدة الوطنية والحرص على أمن الوطن واستقراره وسلامة أبنائه.
وبالتأكيد لا يُمكن لمنصف إنكار الدور الكبير الذي تلعبه وزارة الداخلية، والذي كشف جزءاً منه معالي وزير الداخلية الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، حيث تجلّى حجم الجهود التي تبذلها الوزارة لضمان أمن وسلامة المواطنين والمقيمين، والحرص على المحافظة على الاستقرار الوطني في وجه الأزمات.
أكثر ما لفتني في حديث الوزير إيمانه الكبير بدور المواطن في حالة الانضباط والتكاتف المجتمعي، والذي يعكس نضجاً في الوعي الجماعي لدى المواطنين وإدراكاً لأهمية الحفاظ على الأمن والنظام العام، فهذه الحالة من الوعي تعكس تماسك المجتمع واستعداده لمواجهة أصعب الظروف بكل مسؤولية، وهي قيمة وطنية كبيرة في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات.
أهمية لقاء وزير الداخلية مع الصحافة المحلية لا تكمن فقط في استعراض المشاريع الأمنية؛ بل في تأكيده على دور المواطن في بناء المجتمع، فتناوله موضوع تشكيل لجنة لإعداد المؤتمر الوطني لتأصيل الهوية البحرينية، ندرك أن الهوية ليست مجرد مسألة ثقافية؛ بل هي جزء من الأمن الوطني الذي جمعنا، وهي ما يميز البحرين على مستوى المنطقة والعالم، إلى جانب أنها تحافظ على تماسك المجتمع واستقراره، لأنها أساس الحفاظ على السلم الاجتماعي والأمن الداخلي.
وفيما يخصّ استعدادات الوزارة لمواجهة الطوارئ والكوارث، أشار الوزير إلى التحديث المستمر في أسطول الدفاع المدني وتطوير الإسعاف الوطني، مما يعكس اهتمام وحرص الوزارة على الوقاية قبل العلاج، وإدراكها أن التأهب لحالات الطوارئ يضمن عدم تعرّض المواطنين والمقيمين للخطر، لا قدّر الله، كما أن إطلاق المنصّة الوطنية للحماية المدنية، والتي تهدف إلى نشر الوعي حول مخاطر الطوارئ والكوارث، يُظهر الاهتمام بإشراك المواطنين في الحفاظ على سلامتهم.
ما يجعل هذه الجهود مميّزة هو الربط المستمر بين التقنية والعنصر البشري، كما في مشاريع تحسين السلامة البحرية وتطوير الإسعاف العمودي والبحري، فاستخدام التقنيات الحديثة لا يقتصر على تعزيز الكفاءة؛ بل هو بمثابة رسالة تطمئن المجتمع بأن التكنولوجيا ليست بديلاً عن الإنسان، بل هي أداة لخدمته وحمايته.
من خلال هذه المبادرات؛ تؤكد وزارة الداخلية على أن الأمن ليس مجرد مسألة سياسية أو قانونية، بل هو مسؤولية جماعية تبدأ من الوعي المجتمعي وتنتهي بالاستعداد الكامل لمواجهة الطوارئ.
البحرين، تحت قيادة جلالة الملك المعظم، تمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز أمنها الداخلي وحماية مواطنيها، وهو ما يجعلنا جميعاً فخورين بالانتماء لهذا الوطن.