كثيراً ما يحذر الأطباء من الإصابة بهشاشة العظام، ويجتهدون لتوعية الناس للوقاية من هذا المرض، فهشاشة العظام تعني سهولة كسرها، فعلى الإنسان أن يتبع نصائح الأطباء لبناء عظام قوية ليتجنب الإصابة بكسور. فنحن لا نستطيع تجنب الضربات ولكننا نستطيع بناء عظام قوية تتحمل تلك الضربات. ولكن تصوروا أن ما يسري على عظامنا يسري على قلوبنا فقد استوقفني موضوع قرأته في أحد المواقع الإلكترونية الطبية وهو موقع «Mayo Clinic»، مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي الشهيرة، أحببت مشاركتكم فيه.
الموضوع بعنوان «متلازمة القلب المنكسر»، حيث بين المقال أن القلب يتعرض للانكسار، وقد عَرف انكسار القلب بأنه: حالة قلبية مؤقتة تحدث غالبًا نتيجة التعرض لموقف محزن، كوفاة أحد الأحباء. حيث يشعر المصاب بألم في الصدر أو يظن أنه يتعرض لأزمة قلبية. وهي ليست حالة نفسية أو وهم يصيب الإنسان عندما يتعرض لضغط نفسي بل هو اضطراب مؤقت في وظيفة الضخ الطبيعية للقلب في منطقة واحدة من القلب. ويؤدي الجزء المتبقي من القلب وظائفه بشكل طبيعي أو مع انقباضات أكثر قوة. وقد تحدث متلازمة القلب المنكسر بسبب تفاعل القلب مع ارتفاع هرمونات الإجهاد. ويبين المقال أنه حتى اليوم لا يُعرف السبب الحقيقي لمتلازمة القلب المُنكسر. فيُعتقد أن حدوث تدفق مفاجئ لهرمونات الضغط النفسي ـ مثل الأدرينالين ـ بإمكانها أن تؤدي إلى إيذاء القلب لدى بعض الأشخاص مؤقتًا. أما عن أسباب حدوث متلازمة القلب المنكسر فيبن أنها نتيجة الصدمات النفسية والعاطفية كتلقي خبر سيء مثل خبر وفاة غير متوقعة لأحد الأحباء، أو نتيجة تشخيص طبي مخيف، أو خبر خسارة مالية، أو حتى كسب، الكثير من المال، أو فقدان الوظيفة، وكذلك الانفعال الشديد نتيجة المشادات الحادة، أو الاضطرار إلى إلقاء كلمة أمام جمهور، أو الخلافات الزوجية لاسيما المؤدية إلى الطلاق وغيرها. ويرى كاتب هذا المقال أن خير وسيلة للوقاية من هذه الإصابة هو التعرف على كيفية إدارة هذه الضغوط النفسية في حياتنا، ففن إدارة الضغوط النفسية بشكل سليم يقي الإنسان الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.
لا أخفي عليك عزيزي القارئ، أنني كنت أظن أن الوقاية من هشاشة العظام أسهل من الوقاية من هشاشة القلب، فتقوية القلب بحيث يصبح قادراً على مواجهة الصدمات ما هو إلا قرار نتخذه ونعمل به، فما علينا إلا أن نغير نظرتنا للحياة وتعاملنا مع المواقف، وأن نتقن فنون إدارة الضغوط النفسية وهي كثيرة ودعونا نستعرض بعضها:
فمثلاً: يجب عدم المبالغة في حب الآخرين والاعتدال في بناء علاقاتنا مع من حولنا، فأحوال أحبتنا تتغير فكم خسرنا علاقتنا بأحبة وكم تغيرت أحوالنا معهم، لذا علينا أن نحبب حبيبنا هوناً ما عله يكون بغيضنا يوماً ما، ولنبغض بغيضنا هوناً ما عسى أن يكون حبيبنا يوماً ما، إن عدم الإفراط في الثقة في الآخرين وعدم المبالغة في محبتهم والاعتماد عليهم يجعلنا لا ننصدم عند تغير أحوال هؤلاء الأحبة، ونقي قلوبنا من الانكسار عند الفراق.
ومثلاً: علينا أن نؤمن ونوقن حق اليقين أن كل ما يأتي من الله خير بنا فلا نجزع من المصائب حتى وإن لم نستطع إدراك ما بالمصيبة من خير في بداية حدوثها، فتلك السفينة المخروقة، وهذا الطفل المقتول، وذاك الحائط المتصدع، هي أحداث قصة وردت في سورة من سور القرآن التي نقرأها كل يوم جمعة «سورة الكهف»، ليتأصل في نفوسنا مفهوم يحمي قلوبنا ضد الصدمات وهو «أن ما نظنه شراً في باطنه خيراً»، فتكرار قراءة وتأمل هذه القصة أسبوعياً يزيدنا يقيناً بهذا المفهوم فتصبح قلوبنا مقاومه للصدمات.
ومثلاً: أن نتقن فن التغافل والتجاهل، فعلينا أن نعرف كيف نتجاهل كل ما يسبب لنا الضيق، ونتغافل عن أخطاء الآخرين في حقنا فنرتقي بأنفسنا عن إيذاء الآخرين.
ومثلاً: ألا نقحم أنفسنا فيما لا يعنينا، فلا نتدخل في مشاكل الآخرين، ولا نتتبع أحداث حياة غيرنا فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه هكذا تعلمنا من أدب النبوة.
وأترك باقي الأمثلة لك عزيزي القارئ تقررها عندما تقف وقفة تأمل في حياتك فتدرك مناطق الضغوط فيها وأسبابها وتقرر كيف تتحاشاها أو تتعامل معها. فأنت أقدر على التعرف على كيفية اجتياز الضغوط في حياتك.. فكل القضية هي وقفة تأمل.
وفي المقابل فإن جبر القلوب المكسورة يصبح ضرورة لعلاج تلك القلوب التي لم تتحمل الصدمات، وأرى أن جبر القلوب المكسورة أسهل بكثير من جبر كسور العظام، فكسور القلوب تلتئم بسرعة ليست ككسور العظام، فتجبير القلوب إن صح التعبير لا يتطلب جهداً وخبرات ومختصين، فتجبير القلب يكون بكلمة صادقة، نعم إنها مجرد «كلمة»، لكن يجب أن تكون هذه الكلمة صادقة صادرة من قلب محب لتصل إلى ذلك القلب الكسير فتجبره، قد تكون تلك «الجبيرة»، كلمات تشجيع ورفع معنويات، أو كلمات مواساه ومشاركة لمشاعر الحزن، أو كلمات تعبر عن السعادة ومشاركة لمشاعر الفرح. أو كلمات تعبير عن المحبة والحنان أو.. أو.. أو.. فجبيرة تلك المضغة «القلب» كلمة، وحماية تلك المضغة من الهشاشة هي فكرة وقناعة واعتقاد.
حفظكم الله وحفظ قلوبكم، ودمتم أبناء قومي سالمين.
الموضوع بعنوان «متلازمة القلب المنكسر»، حيث بين المقال أن القلب يتعرض للانكسار، وقد عَرف انكسار القلب بأنه: حالة قلبية مؤقتة تحدث غالبًا نتيجة التعرض لموقف محزن، كوفاة أحد الأحباء. حيث يشعر المصاب بألم في الصدر أو يظن أنه يتعرض لأزمة قلبية. وهي ليست حالة نفسية أو وهم يصيب الإنسان عندما يتعرض لضغط نفسي بل هو اضطراب مؤقت في وظيفة الضخ الطبيعية للقلب في منطقة واحدة من القلب. ويؤدي الجزء المتبقي من القلب وظائفه بشكل طبيعي أو مع انقباضات أكثر قوة. وقد تحدث متلازمة القلب المنكسر بسبب تفاعل القلب مع ارتفاع هرمونات الإجهاد. ويبين المقال أنه حتى اليوم لا يُعرف السبب الحقيقي لمتلازمة القلب المُنكسر. فيُعتقد أن حدوث تدفق مفاجئ لهرمونات الضغط النفسي ـ مثل الأدرينالين ـ بإمكانها أن تؤدي إلى إيذاء القلب لدى بعض الأشخاص مؤقتًا. أما عن أسباب حدوث متلازمة القلب المنكسر فيبن أنها نتيجة الصدمات النفسية والعاطفية كتلقي خبر سيء مثل خبر وفاة غير متوقعة لأحد الأحباء، أو نتيجة تشخيص طبي مخيف، أو خبر خسارة مالية، أو حتى كسب، الكثير من المال، أو فقدان الوظيفة، وكذلك الانفعال الشديد نتيجة المشادات الحادة، أو الاضطرار إلى إلقاء كلمة أمام جمهور، أو الخلافات الزوجية لاسيما المؤدية إلى الطلاق وغيرها. ويرى كاتب هذا المقال أن خير وسيلة للوقاية من هذه الإصابة هو التعرف على كيفية إدارة هذه الضغوط النفسية في حياتنا، ففن إدارة الضغوط النفسية بشكل سليم يقي الإنسان الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.
لا أخفي عليك عزيزي القارئ، أنني كنت أظن أن الوقاية من هشاشة العظام أسهل من الوقاية من هشاشة القلب، فتقوية القلب بحيث يصبح قادراً على مواجهة الصدمات ما هو إلا قرار نتخذه ونعمل به، فما علينا إلا أن نغير نظرتنا للحياة وتعاملنا مع المواقف، وأن نتقن فنون إدارة الضغوط النفسية وهي كثيرة ودعونا نستعرض بعضها:
فمثلاً: يجب عدم المبالغة في حب الآخرين والاعتدال في بناء علاقاتنا مع من حولنا، فأحوال أحبتنا تتغير فكم خسرنا علاقتنا بأحبة وكم تغيرت أحوالنا معهم، لذا علينا أن نحبب حبيبنا هوناً ما عله يكون بغيضنا يوماً ما، ولنبغض بغيضنا هوناً ما عسى أن يكون حبيبنا يوماً ما، إن عدم الإفراط في الثقة في الآخرين وعدم المبالغة في محبتهم والاعتماد عليهم يجعلنا لا ننصدم عند تغير أحوال هؤلاء الأحبة، ونقي قلوبنا من الانكسار عند الفراق.
ومثلاً: علينا أن نؤمن ونوقن حق اليقين أن كل ما يأتي من الله خير بنا فلا نجزع من المصائب حتى وإن لم نستطع إدراك ما بالمصيبة من خير في بداية حدوثها، فتلك السفينة المخروقة، وهذا الطفل المقتول، وذاك الحائط المتصدع، هي أحداث قصة وردت في سورة من سور القرآن التي نقرأها كل يوم جمعة «سورة الكهف»، ليتأصل في نفوسنا مفهوم يحمي قلوبنا ضد الصدمات وهو «أن ما نظنه شراً في باطنه خيراً»، فتكرار قراءة وتأمل هذه القصة أسبوعياً يزيدنا يقيناً بهذا المفهوم فتصبح قلوبنا مقاومه للصدمات.
ومثلاً: أن نتقن فن التغافل والتجاهل، فعلينا أن نعرف كيف نتجاهل كل ما يسبب لنا الضيق، ونتغافل عن أخطاء الآخرين في حقنا فنرتقي بأنفسنا عن إيذاء الآخرين.
ومثلاً: ألا نقحم أنفسنا فيما لا يعنينا، فلا نتدخل في مشاكل الآخرين، ولا نتتبع أحداث حياة غيرنا فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه هكذا تعلمنا من أدب النبوة.
وأترك باقي الأمثلة لك عزيزي القارئ تقررها عندما تقف وقفة تأمل في حياتك فتدرك مناطق الضغوط فيها وأسبابها وتقرر كيف تتحاشاها أو تتعامل معها. فأنت أقدر على التعرف على كيفية اجتياز الضغوط في حياتك.. فكل القضية هي وقفة تأمل.
وفي المقابل فإن جبر القلوب المكسورة يصبح ضرورة لعلاج تلك القلوب التي لم تتحمل الصدمات، وأرى أن جبر القلوب المكسورة أسهل بكثير من جبر كسور العظام، فكسور القلوب تلتئم بسرعة ليست ككسور العظام، فتجبير القلوب إن صح التعبير لا يتطلب جهداً وخبرات ومختصين، فتجبير القلب يكون بكلمة صادقة، نعم إنها مجرد «كلمة»، لكن يجب أن تكون هذه الكلمة صادقة صادرة من قلب محب لتصل إلى ذلك القلب الكسير فتجبره، قد تكون تلك «الجبيرة»، كلمات تشجيع ورفع معنويات، أو كلمات مواساه ومشاركة لمشاعر الحزن، أو كلمات تعبر عن السعادة ومشاركة لمشاعر الفرح. أو كلمات تعبير عن المحبة والحنان أو.. أو.. أو.. فجبيرة تلك المضغة «القلب» كلمة، وحماية تلك المضغة من الهشاشة هي فكرة وقناعة واعتقاد.
حفظكم الله وحفظ قلوبكم، ودمتم أبناء قومي سالمين.