* فقرة جميلة في كتاب «لأنك الله» لكاتبه علي الفيفي: «يبصر من عليائه التائهين، يرى هضاب الضياع وقد التفت من حول أرواحهم، فيشعل لهم في الليل قبساً من نوره، فيرون به الطريق! ويصلون إلى الجادة. لا يهديك لأنك فلان بن فلان، بل لأنه شاء أن يهديك! «يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» فتعرض بإصلاحك قلبك إلى تلك المشيئة الغالية. قد يهديك ثم لا تقوم بواجب تلك الهداية من شكر وعمل بمقتضاها فيسلبها منك، مثل ذلك الرجل الذي آتاه الله آياته «فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين». وقد يهديك فتشكره وتعمل بمقتضى الهداية فيمن عليك بهداية أخرى فتشكره وتعمل بمقتضاها ثم يفضل عليك بهداية ثالثة ورابعة، ويجعل حياتك هدايات يمسك بعضها ببعض».
* هناك فوق سحائب الأمل ونور الاستقامة، وجدت تذللاً وعيوناً دامعة وقلباً يرجو عفو ربه ورحمته.. وجدت خواطر نفسي مع ربي وقد غابت عن ناظري فترات من الزمن، عشت من خلالها عاملاً مجداً في عطاء الخير. وجدتها من جديد بثوب جديد وفي عمر جديد مع أناس يعيدون إليك مشاعر القلوب قبل العقول.. وجدتها حتى أعود من جديد إلى رحاب ربي لأتمسك بحبال الخير بكل ما أوتيت من قوة. هناك وجدت من ينادي قلبي أن شد العزيمة من جديد لحياة أنت مقبل عليها ولسنوات ثمينة حاسمة، تمسح خلالها كل تقصير الحياة، وتستعد فيها لجنان خالدة. إنها السحائب الإيمانية التي كلما مرت عليك هطل دمعك ورفعت يدك ترجو عفو ربك ومرضاته ورحماته ومغفرته.
* يتقصد البعض أن يكون لك حجز عثرة في مسير نجاحك، فهو يقدس اتباع النظام النفسي الجارح، ويقدم مصلحة الأنظمة الهائمة على مصلحة راحة النفوس العبقة التي تميل إلى نماذج سلسة في أساليب عملها من أجل المزيد من الإنتاجية والعطاء. البعض لا يهمه أن يخسر هذا أو ذاك، بل يهمه أن يعمل بمقتضى كبرياء ذاته، وصناعة النموذج الواحد المتفرد بقراراته في محيط الميادين العاملة، ومن ثم فإن ذلك يعود بالسلبية على الأجواء المحيطة فيجعلها أجواء متوترة يشوبها القلق الدائم، وتنقلب إلى أجواء غير مستقرة متعثرة في العودة من جديد إلى جادة الصواب. الأسلوب الناجع في التخفيف من وطأة تلك القلاقل المزعجة الابتعاد عن إرهاصاتها والتعامل بحكمة الكبار والصمت والتؤدة، وإلقاء الكرة في ملعب أولئك ليحددوا لوحدهم مصائرهم، وتبقى حينها في موقف المتفرج الذي ينتظر نتيجة المباراة، دون أن تخسر الأطراف المتنافسة، وتقلل حينها من تلوين الصورة في ملعب الخصوم - إن جاز التعبير - لأنك لا تريد إضاعة المزيد من الوقت في ميدان العطاء وخلافة الله في الأرض، فالأهم أن تنظر بالمرآة المكبرة لصور الأثر المرسومة في الأفق البعيد، ولا تضيع أي وقت في التأمل في الصورة الباهتة. بإمكانك أن تنجز الكثير لو أحسنت التعامل مع تلك النماذج وتمكنت من تحديد هدفك ومقصودك بدقة في الحياة، وتبتعد عن دوامة المشكلات وأقاويل مرضى النفوس.
* ما أجمل لقاءات العائلات الكبيرة التي تذكرنا بأيام الطفولة في البيت العود، وما أحلى أن تتجدد أواصر المحبة في لقاءات العائلات في ظل فتور التواصل وانشغالات الحياة. لقاءات أثرها البهيج على نفوس أفراد العائلة، وهم يلتقون مع الأعمام والأخوال وأبناء العمومة والأنساب والأحفاد، ليتجدد التعارف وتعود الروح العائلية لنفوس اشتاقت إلى أحبابها الذين تربوا معهم في البيت العود في حياة الجد والجدة. حلوة تلك اللقاءات التي تعود على أثرها المياه إلى مجاريها، وتتوثق صلة الأرحام، وفاء للآباء والأمهات الذين حرصوا على جمع فلذات أكبادهم في مساحة صغيرة صنعوا من خلالها أجمل الذكريات، وصقلوا مهارات أبنائهم ليشبوا على خصال الخير، وينحتوا على صخرة الحياة مواقف العطاء، وتبرز شخصياتهم كقادة تقود المجتمعات إلى المثل العليا الصالحة والمصلحة لشباب الوطن. دعوة من القلب ورسالة حب لكل عائلة، أن تحرص على لم الشمل، وتؤسس لمجالس عائلية ممتدة الأثر، تتواصل من خلالها الأجيال حباً وشوقاً لأجور التواصل وصلة الأرحام ووفاء لتضحيات الوالدين وبراً بأهلهما وأصدقائهما في حياتهما وبعد مماتهما. دعوة لفتح المجالس وتشييد الصالات الكبيرة لاحتضان هذه العائلات التي قد لا يجد البعض منها المكان الفسيح لاستيعاب جميع أفرادها. حفظ الله عوائلنا الجميلة، وأدام الخير والبركة والسعادة فيها.
* هناك من يحبك بصدق ويفرح إذا لمس فيك الراحة والسعادة كلما تقربت إلى ثلة من رفاقك الذين تمتن لوجودهم في حياتك لما يصنعونه معك من أجمل الأثر، ويقفون بجانبك في مسير الحياة. وهناك من يدس في طريقك السم في العسل وتتغير ملامح وجه كلما رآك ناجحاً تصحب أولئك الرائعين الذين لا يبتعدون عنك قيد أنملة وفاء بذكرياتهم وعطائهم معك. وهناك من يظن بك الظنونا، وينزعج ويغير عليك كلما رآك على خير وسعادة ويكتب لك رسائل متعبة تذهب ملامح الفرح التي رسمت على وجهك. في جميع الأحوال كن على خير واستمتعت بلحظات حياتك مع من تحب، وصاحب من اقتنعت بهم وكانوا نعم الصحبة في مسير العطاء، ولا تلتفت لما سوى ذلك، فضميرك الحي وإحسانك وصدقك مع الله هو ميزان التعامل مع البشر حتى تعيش بسعادة وحب.
* هناك من تحبه بكل مشاعرك، حبا صادقا لشخصيته المتواضعة وقلبه الرؤوم ومعدنه الأصيل وأخلاق أهل بيته الذي ترعرع فيه. في بعض الأحيان قد تبعدك عنه أحوال الدهر، وتضطر أن تجعل بينك وبينه مسافات اضطرارية حتى لا تتعب في نصحه وعتابه. هي مسافات تضطرك الحياة أن توجدها حتى لا تتكرر في حياتك مواقف الألم والتعب.. ولكن.. تراه يعود مجدداً لأنه لن يجد اليد الحانية الممدودة إليه كما كنت تمدها في أيام الأثر.. حينها لا تملك إلا أن تحتضنه من جديد.. فبكاء قلبه عندما يتعانق مع بكاء قلبك تمتزج معهما مشاعر الود ليعود العطاء الدافئ في مسير الحياة.
* ومضة أمل:
إلهي أدعوك أن تمن علي بهداية تسكن بها نفسي وتمسح على قلبي بنور محبتك.
{{ article.visit_count }}
* هناك فوق سحائب الأمل ونور الاستقامة، وجدت تذللاً وعيوناً دامعة وقلباً يرجو عفو ربه ورحمته.. وجدت خواطر نفسي مع ربي وقد غابت عن ناظري فترات من الزمن، عشت من خلالها عاملاً مجداً في عطاء الخير. وجدتها من جديد بثوب جديد وفي عمر جديد مع أناس يعيدون إليك مشاعر القلوب قبل العقول.. وجدتها حتى أعود من جديد إلى رحاب ربي لأتمسك بحبال الخير بكل ما أوتيت من قوة. هناك وجدت من ينادي قلبي أن شد العزيمة من جديد لحياة أنت مقبل عليها ولسنوات ثمينة حاسمة، تمسح خلالها كل تقصير الحياة، وتستعد فيها لجنان خالدة. إنها السحائب الإيمانية التي كلما مرت عليك هطل دمعك ورفعت يدك ترجو عفو ربك ومرضاته ورحماته ومغفرته.
* يتقصد البعض أن يكون لك حجز عثرة في مسير نجاحك، فهو يقدس اتباع النظام النفسي الجارح، ويقدم مصلحة الأنظمة الهائمة على مصلحة راحة النفوس العبقة التي تميل إلى نماذج سلسة في أساليب عملها من أجل المزيد من الإنتاجية والعطاء. البعض لا يهمه أن يخسر هذا أو ذاك، بل يهمه أن يعمل بمقتضى كبرياء ذاته، وصناعة النموذج الواحد المتفرد بقراراته في محيط الميادين العاملة، ومن ثم فإن ذلك يعود بالسلبية على الأجواء المحيطة فيجعلها أجواء متوترة يشوبها القلق الدائم، وتنقلب إلى أجواء غير مستقرة متعثرة في العودة من جديد إلى جادة الصواب. الأسلوب الناجع في التخفيف من وطأة تلك القلاقل المزعجة الابتعاد عن إرهاصاتها والتعامل بحكمة الكبار والصمت والتؤدة، وإلقاء الكرة في ملعب أولئك ليحددوا لوحدهم مصائرهم، وتبقى حينها في موقف المتفرج الذي ينتظر نتيجة المباراة، دون أن تخسر الأطراف المتنافسة، وتقلل حينها من تلوين الصورة في ملعب الخصوم - إن جاز التعبير - لأنك لا تريد إضاعة المزيد من الوقت في ميدان العطاء وخلافة الله في الأرض، فالأهم أن تنظر بالمرآة المكبرة لصور الأثر المرسومة في الأفق البعيد، ولا تضيع أي وقت في التأمل في الصورة الباهتة. بإمكانك أن تنجز الكثير لو أحسنت التعامل مع تلك النماذج وتمكنت من تحديد هدفك ومقصودك بدقة في الحياة، وتبتعد عن دوامة المشكلات وأقاويل مرضى النفوس.
* ما أجمل لقاءات العائلات الكبيرة التي تذكرنا بأيام الطفولة في البيت العود، وما أحلى أن تتجدد أواصر المحبة في لقاءات العائلات في ظل فتور التواصل وانشغالات الحياة. لقاءات أثرها البهيج على نفوس أفراد العائلة، وهم يلتقون مع الأعمام والأخوال وأبناء العمومة والأنساب والأحفاد، ليتجدد التعارف وتعود الروح العائلية لنفوس اشتاقت إلى أحبابها الذين تربوا معهم في البيت العود في حياة الجد والجدة. حلوة تلك اللقاءات التي تعود على أثرها المياه إلى مجاريها، وتتوثق صلة الأرحام، وفاء للآباء والأمهات الذين حرصوا على جمع فلذات أكبادهم في مساحة صغيرة صنعوا من خلالها أجمل الذكريات، وصقلوا مهارات أبنائهم ليشبوا على خصال الخير، وينحتوا على صخرة الحياة مواقف العطاء، وتبرز شخصياتهم كقادة تقود المجتمعات إلى المثل العليا الصالحة والمصلحة لشباب الوطن. دعوة من القلب ورسالة حب لكل عائلة، أن تحرص على لم الشمل، وتؤسس لمجالس عائلية ممتدة الأثر، تتواصل من خلالها الأجيال حباً وشوقاً لأجور التواصل وصلة الأرحام ووفاء لتضحيات الوالدين وبراً بأهلهما وأصدقائهما في حياتهما وبعد مماتهما. دعوة لفتح المجالس وتشييد الصالات الكبيرة لاحتضان هذه العائلات التي قد لا يجد البعض منها المكان الفسيح لاستيعاب جميع أفرادها. حفظ الله عوائلنا الجميلة، وأدام الخير والبركة والسعادة فيها.
* هناك من يحبك بصدق ويفرح إذا لمس فيك الراحة والسعادة كلما تقربت إلى ثلة من رفاقك الذين تمتن لوجودهم في حياتك لما يصنعونه معك من أجمل الأثر، ويقفون بجانبك في مسير الحياة. وهناك من يدس في طريقك السم في العسل وتتغير ملامح وجه كلما رآك ناجحاً تصحب أولئك الرائعين الذين لا يبتعدون عنك قيد أنملة وفاء بذكرياتهم وعطائهم معك. وهناك من يظن بك الظنونا، وينزعج ويغير عليك كلما رآك على خير وسعادة ويكتب لك رسائل متعبة تذهب ملامح الفرح التي رسمت على وجهك. في جميع الأحوال كن على خير واستمتعت بلحظات حياتك مع من تحب، وصاحب من اقتنعت بهم وكانوا نعم الصحبة في مسير العطاء، ولا تلتفت لما سوى ذلك، فضميرك الحي وإحسانك وصدقك مع الله هو ميزان التعامل مع البشر حتى تعيش بسعادة وحب.
* هناك من تحبه بكل مشاعرك، حبا صادقا لشخصيته المتواضعة وقلبه الرؤوم ومعدنه الأصيل وأخلاق أهل بيته الذي ترعرع فيه. في بعض الأحيان قد تبعدك عنه أحوال الدهر، وتضطر أن تجعل بينك وبينه مسافات اضطرارية حتى لا تتعب في نصحه وعتابه. هي مسافات تضطرك الحياة أن توجدها حتى لا تتكرر في حياتك مواقف الألم والتعب.. ولكن.. تراه يعود مجدداً لأنه لن يجد اليد الحانية الممدودة إليه كما كنت تمدها في أيام الأثر.. حينها لا تملك إلا أن تحتضنه من جديد.. فبكاء قلبه عندما يتعانق مع بكاء قلبك تمتزج معهما مشاعر الود ليعود العطاء الدافئ في مسير الحياة.
* ومضة أمل:
إلهي أدعوك أن تمن علي بهداية تسكن بها نفسي وتمسح على قلبي بنور محبتك.