من عجائب القصص التي حدثت في زمن ما أن سيدة اضطرت أن تسافر، فوضعت حليها في علبة واستودعتها جارتها، وأوصتها بالحفاظ على تلك الحلي الموجودة في العلبة لأنها باهظة الثمن فقد اشترتها بآلاف الدنانير، ولكن طال غياب تلك السيدة وظلت الجارة تفكر في تلك الأمانة التي بين يديها فقد أثقلت كاهلها خاصة وأن صاحبتها أخبرتها أنها باهظة الثمن، وفي يوم ما قررت أن تتحلى بالشجاعة وتخفف من قلقها ففتحت العلبة ولكن دب في نفسها الشك حول المجوهرات التي بداخلها، وقررت أن تعرف الثمن الحقيقي لهذه الحلي، فأخذتها لبائع المجوهرات وطلبت منه أن يقيم سعرها، فنظر إليها بسخرية وقال لها إنها لا تساوي شيئاً إنها مصنوعة من «الاستانلس ستيل»، ومعادن أخرى لا قيمة لها، ومطعمة بالزجاج الرخيص وملونة بألوان رخيصة، وابتسم ساخراً وقال إنها لا تستحق الاحتفاظ بها.
خرجت صاحبتنا من محل المجوهرات مذهولة، فكيف تكذب عليها جارتها هذه الكذبة؟ فشكت لصديقتها أمرها وعندما نظرت صديقتها لتلك الحلي أجابت، إنها لم تكذب عليك إنها فعلاً غالية الثمن، حار دليل صاحبتنا بين تقييم بائع المجوهرات الخبير، وبين تقييم صديقتها، والمفارقة أن كلاهما على حق!!! لا تستغرب عزيزي القارئ إنه ليس لغزاً، لأنك تعيش زمن العجائب!!!!!!!!، فعندما قيم صانع المجوهرات الحلي قيم قيمة المعدن المصنوعة منه، وقيم فن تصنيع الحلية بما تحتويه من زخارف، في حين أن صديقتها تعرف قيمة الشراء التسويقية لمنتجات يتم لها الترويج الإعلامي «البروباجندا الإعلامية». ما أرخص كنزك يا جارة! إنه يفقد قيمته بانتهاء الحملة الإعلامية، فهي مجرد معادن رخيصة الثمن قيمتها الحقيقية تعادل قيمة الحلي الذي يباع في الأماكن الرخيصة.
سيداتي آنساتي.. كثيراً منكن يقتنين الحلي «الإكسسوار»، وهي باهظة الثمن إلا أنها لم تصنع من ذهب ولا فضة، ولا يدخل في صناعتها أي حجر كريم بل إن تصميمها بسيط لا يشكل فناً ولا تظهر إبداعات من صممها، إن اقتناء هذا النوع من المجوهرات ما هو إلا هوس أرهق ميزانية الأسر، وأضر بالصناعات المحلية، فما شراء الماركات إلا استهلاك ترفيهي بتكلفة باهظة الثمن إذ ترسخ لدى من يقتنيها فكرة مغلوطة بأن العلامة التجارية للملابس أو ساعة اليد أو الإكسسوار أو حقيبة اليد، سترفع من شأن صاحبها وتجعل له قيمة أعلى أمام الآخرين، متناسين أن هوية الفرد الحقيقية تحدد بأخلاقه وعلمه، لذا نجد بعض الأشخاص يلهثون خلف المظاهر ومنهم من يعجز عن مجاراة أحدث الموديلات ويضطر إلى الاستدانة بمبالغ ضخمة وللأسف كل هذه المبالغ تصبح هباء منثوراً، أنه هوس اقتناء الماركات العالمية.
ما أبرع هؤلاء التجار الذين ابتدعوا فكرة الماركات العالمية، فقد نجحوا في إقناع المستهلك بأن منتجاتهم قطع فريدة قيمة بالرغم من أنها مصنوعة من مواد رخيصة الثمن وتصميمها بسيط لا يتسم بالفن والإبداع، لكنهم أقنعوا المستهلكين بأن يدفعوا فيها المبالغ الباهظة، ويتباهوا باقتنائها بل أقنع البعض بأنها تورث، وقد حققوا من وراء قدرتهم على الإقناع ثروات ضخمة وأرباح طائلة، وقد شهد شاهد من أهلها حين قال وزير التجارة الفرنسي: «الماركات» هي أكبر كذبة تسويقية صنعها «الأذكياء» لسرقة «الأغنياء» فصدقها «الفقراء».
ولكن أعتقد أنه آن الأوان لأن نودع عهد الماركات، وأن يكون المستهلك واعياً يقيم السلعة تقييماً صحيحاً، لاسيما ونحن نمر بأزمة اقتصادية، آن الأوان لأن تتخلى السيدات عن لبس حلي من معدن رخيصة وتدفع فيه مبالغ باهظة، بأن تتزين بحلي من معادن نفيسة كالذهب والفضة تلك المعادن التي تورث وترتفع أسعارها باستمرار فنترك إرثاً حقيقياً ينتفع به الأبناء فدعونا نقول معاً وداعاً عهد الماركات.. ودمتم أبناء قومي سالمين.
خرجت صاحبتنا من محل المجوهرات مذهولة، فكيف تكذب عليها جارتها هذه الكذبة؟ فشكت لصديقتها أمرها وعندما نظرت صديقتها لتلك الحلي أجابت، إنها لم تكذب عليك إنها فعلاً غالية الثمن، حار دليل صاحبتنا بين تقييم بائع المجوهرات الخبير، وبين تقييم صديقتها، والمفارقة أن كلاهما على حق!!! لا تستغرب عزيزي القارئ إنه ليس لغزاً، لأنك تعيش زمن العجائب!!!!!!!!، فعندما قيم صانع المجوهرات الحلي قيم قيمة المعدن المصنوعة منه، وقيم فن تصنيع الحلية بما تحتويه من زخارف، في حين أن صديقتها تعرف قيمة الشراء التسويقية لمنتجات يتم لها الترويج الإعلامي «البروباجندا الإعلامية». ما أرخص كنزك يا جارة! إنه يفقد قيمته بانتهاء الحملة الإعلامية، فهي مجرد معادن رخيصة الثمن قيمتها الحقيقية تعادل قيمة الحلي الذي يباع في الأماكن الرخيصة.
سيداتي آنساتي.. كثيراً منكن يقتنين الحلي «الإكسسوار»، وهي باهظة الثمن إلا أنها لم تصنع من ذهب ولا فضة، ولا يدخل في صناعتها أي حجر كريم بل إن تصميمها بسيط لا يشكل فناً ولا تظهر إبداعات من صممها، إن اقتناء هذا النوع من المجوهرات ما هو إلا هوس أرهق ميزانية الأسر، وأضر بالصناعات المحلية، فما شراء الماركات إلا استهلاك ترفيهي بتكلفة باهظة الثمن إذ ترسخ لدى من يقتنيها فكرة مغلوطة بأن العلامة التجارية للملابس أو ساعة اليد أو الإكسسوار أو حقيبة اليد، سترفع من شأن صاحبها وتجعل له قيمة أعلى أمام الآخرين، متناسين أن هوية الفرد الحقيقية تحدد بأخلاقه وعلمه، لذا نجد بعض الأشخاص يلهثون خلف المظاهر ومنهم من يعجز عن مجاراة أحدث الموديلات ويضطر إلى الاستدانة بمبالغ ضخمة وللأسف كل هذه المبالغ تصبح هباء منثوراً، أنه هوس اقتناء الماركات العالمية.
ما أبرع هؤلاء التجار الذين ابتدعوا فكرة الماركات العالمية، فقد نجحوا في إقناع المستهلك بأن منتجاتهم قطع فريدة قيمة بالرغم من أنها مصنوعة من مواد رخيصة الثمن وتصميمها بسيط لا يتسم بالفن والإبداع، لكنهم أقنعوا المستهلكين بأن يدفعوا فيها المبالغ الباهظة، ويتباهوا باقتنائها بل أقنع البعض بأنها تورث، وقد حققوا من وراء قدرتهم على الإقناع ثروات ضخمة وأرباح طائلة، وقد شهد شاهد من أهلها حين قال وزير التجارة الفرنسي: «الماركات» هي أكبر كذبة تسويقية صنعها «الأذكياء» لسرقة «الأغنياء» فصدقها «الفقراء».
ولكن أعتقد أنه آن الأوان لأن نودع عهد الماركات، وأن يكون المستهلك واعياً يقيم السلعة تقييماً صحيحاً، لاسيما ونحن نمر بأزمة اقتصادية، آن الأوان لأن تتخلى السيدات عن لبس حلي من معدن رخيصة وتدفع فيه مبالغ باهظة، بأن تتزين بحلي من معادن نفيسة كالذهب والفضة تلك المعادن التي تورث وترتفع أسعارها باستمرار فنترك إرثاً حقيقياً ينتفع به الأبناء فدعونا نقول معاً وداعاً عهد الماركات.. ودمتم أبناء قومي سالمين.