كانت تصرخ بأعلى صوتها، وهي تخبر زميلها في العمل وتقول باللهجة الدارجة «طحت لك على مستشفى تعطي إجازة طبية بـ 3 دينار، من تدخل على الدكتور يسألك كم يوم تبي إجازة؟!!»، وتقصد بأنها وجدت مستشفى يمنح إجازة طبية مقابل 3 دنانير فقط، وما أن تدخل على الطبيب في هذا المستشفى حتى يسألك عن عدد الأيام التي تحتاج إليها في الإجازة المرضية!! ولمن يهمه الأمر فلقد ذكرت هذه الموظفة اسم المستشفى.
شدني الموضوع وجلست أراقبهم من باب الفضول وأرى كيف كانت تتصرف، وكيف كان يتصرف زميلها أيضاً. كان الزميل ممسكاً بهاتفه ويتبادل فيه الرسائل الصوتية مع أحد زملائه، بينما كانت هي تتحدث معه. وكان معهم موظف آخر، آسيوي الجنسية، يقوم بكافة العمل بمفرده.
تعمدت أن أظل في المكان أطول مدة ممكنة، ومازالت هي وهو يثرثران ويضيعان وقت العمل، بينما يقوم الآسيوي «بعمله بكل جد وإخلاص».
أغاظني المشهد، وكم تمنيت أن أتحدث مع الموظفة والموظف البحريني وأنبههما إلى خطورة ما يقومان به، فأنتم الأولى بالعمل وبالجد والاجتهاد، وأنتم الأولى بإظهار الجدية لكي تكونوا الخيار المفضل في التوظيف.
في حياتي العملية تعاملت مع العديد من الشباب البحريني، وبدون زعل إما أن تجد الشاب في غاية الوعي، أو يكون سطحياً وفارغاً.
وبدون زعل شاهدت في حياتي نماذج إيجابية، وأستمتع بمشاهدتها تكبر وتتبوأ المناصب، بدون واسطة ولا محسوبية ولا أي شيء مما يعتقده البعض، بل كانت الكفاءة والمهارة هي معيار تفوقهم. شاهدتهم يعملون في كل شيء، وفي جميع الوظائف حتى وصلوا إلى ما هم فيه الآن.
وبالمقابل شاهدت العديد من الشباب البحريني، الذي يحلم فقط، ولا يستيقظ لينفذ أحلامه، شباب لا يتمتع بالمهارات التي يحتاج إليها سوق العمل، يخاف من التنافسية، تم غرس فكرة «الواسطة» في عقله حتى تخيل أن الواسطة هي محور الحياة، وأنه لن ينجح دون واسطة.
أذكر أنني طلبت من إحداهن أن تلتحق بدورة تدريبية في اللغة الإنجليزية ليتم توظيفها بشكل أسرع، علماً بأن الدورات كانت تقدمها «تمكين» مجاناً، فردت علي قائلة «لا أعرف اللغة الإنجليزية، ولا أريد تعلمها.. أتريدين إقناعي بأن جميع الذين يعملون يعرفون اللغة الإنجليزية؟! أنا لو أملك واسطة لتم توظيفي حتى لو كنت «لا أنطق».
وأعرف رجال أعمال يرغبون في توظيف بحرينيين ولكنهم يصدمون من الفروقات في المهارات والأجر بين البحريني والأجنبي. يقول لي أحدهم «البحريني مدلل يريد وظيفة معينة براتب معين، وفي المقابل أداؤه ليس كأداء الأجنبي الذي يعمل بكفاءة وأجره منخفض»، يكمل ويقول «البحريني يأتي إلى العمل متأخراً، ويريد وقتاً مستقطعاً لتناول طعامه، ولديه العديد من الأعذار ليغيب عن العمل، ولا يريد تعلم مهارات جديدة. بعكس الأجنبي الذي يؤدي كل ما هو مطلوب منه، ويتعلم العمل بشكل سريع لتراه بعد فترة ينافسك في السوق».. يقول هذا التاجر ««بدون زعل» هذا النوع من الشباب هو من يجعل العامل الأجنبي خياراً مفضلاً، مع أننا نؤمن بأن البحريني أولى».
* رأيي المتواضع:
لدي في جعبتي العديد من القصص لبعض الشباب الذين لا يتمتعون بوعي كافٍ، ويقومون بسبب جهلهم بجعل الأجنبي خياراً مفضلاً.
في رؤية 2030 مبدأ هام وهو «التنافسية» فهل فكر الشباب في قدرتهم على منافسة العامل الأجنبي؟!
قرأت مؤخراً عن شاب جامعي عاطل، كافح من أجل الحصول على وظيفة حكومية فلم يحصل على فرصة، ثم عمل في مصنع، براتب «دون المطلوب» وبعدها استغل مهاراته ليبدأ ورشته الخاصة التي حققت له دخلاً مالياً جيداً بدعم من «تمكين». فلماذا لا يكون هذا الشاب مثالاً إيجابياً لنا؟
أبناء البحرين أولى، ليس مجرد شعار، بل هو واقع يجب أن نحققه بسواعدنا، فمهما كان حجم الوظيفة، فكن بقدر المسؤولية، وارسم لك خططاً لتطوير ذاتك فعندما يتطور المواطن يتطور الوطن.
شدني الموضوع وجلست أراقبهم من باب الفضول وأرى كيف كانت تتصرف، وكيف كان يتصرف زميلها أيضاً. كان الزميل ممسكاً بهاتفه ويتبادل فيه الرسائل الصوتية مع أحد زملائه، بينما كانت هي تتحدث معه. وكان معهم موظف آخر، آسيوي الجنسية، يقوم بكافة العمل بمفرده.
تعمدت أن أظل في المكان أطول مدة ممكنة، ومازالت هي وهو يثرثران ويضيعان وقت العمل، بينما يقوم الآسيوي «بعمله بكل جد وإخلاص».
أغاظني المشهد، وكم تمنيت أن أتحدث مع الموظفة والموظف البحريني وأنبههما إلى خطورة ما يقومان به، فأنتم الأولى بالعمل وبالجد والاجتهاد، وأنتم الأولى بإظهار الجدية لكي تكونوا الخيار المفضل في التوظيف.
في حياتي العملية تعاملت مع العديد من الشباب البحريني، وبدون زعل إما أن تجد الشاب في غاية الوعي، أو يكون سطحياً وفارغاً.
وبدون زعل شاهدت في حياتي نماذج إيجابية، وأستمتع بمشاهدتها تكبر وتتبوأ المناصب، بدون واسطة ولا محسوبية ولا أي شيء مما يعتقده البعض، بل كانت الكفاءة والمهارة هي معيار تفوقهم. شاهدتهم يعملون في كل شيء، وفي جميع الوظائف حتى وصلوا إلى ما هم فيه الآن.
وبالمقابل شاهدت العديد من الشباب البحريني، الذي يحلم فقط، ولا يستيقظ لينفذ أحلامه، شباب لا يتمتع بالمهارات التي يحتاج إليها سوق العمل، يخاف من التنافسية، تم غرس فكرة «الواسطة» في عقله حتى تخيل أن الواسطة هي محور الحياة، وأنه لن ينجح دون واسطة.
أذكر أنني طلبت من إحداهن أن تلتحق بدورة تدريبية في اللغة الإنجليزية ليتم توظيفها بشكل أسرع، علماً بأن الدورات كانت تقدمها «تمكين» مجاناً، فردت علي قائلة «لا أعرف اللغة الإنجليزية، ولا أريد تعلمها.. أتريدين إقناعي بأن جميع الذين يعملون يعرفون اللغة الإنجليزية؟! أنا لو أملك واسطة لتم توظيفي حتى لو كنت «لا أنطق».
وأعرف رجال أعمال يرغبون في توظيف بحرينيين ولكنهم يصدمون من الفروقات في المهارات والأجر بين البحريني والأجنبي. يقول لي أحدهم «البحريني مدلل يريد وظيفة معينة براتب معين، وفي المقابل أداؤه ليس كأداء الأجنبي الذي يعمل بكفاءة وأجره منخفض»، يكمل ويقول «البحريني يأتي إلى العمل متأخراً، ويريد وقتاً مستقطعاً لتناول طعامه، ولديه العديد من الأعذار ليغيب عن العمل، ولا يريد تعلم مهارات جديدة. بعكس الأجنبي الذي يؤدي كل ما هو مطلوب منه، ويتعلم العمل بشكل سريع لتراه بعد فترة ينافسك في السوق».. يقول هذا التاجر ««بدون زعل» هذا النوع من الشباب هو من يجعل العامل الأجنبي خياراً مفضلاً، مع أننا نؤمن بأن البحريني أولى».
* رأيي المتواضع:
لدي في جعبتي العديد من القصص لبعض الشباب الذين لا يتمتعون بوعي كافٍ، ويقومون بسبب جهلهم بجعل الأجنبي خياراً مفضلاً.
في رؤية 2030 مبدأ هام وهو «التنافسية» فهل فكر الشباب في قدرتهم على منافسة العامل الأجنبي؟!
قرأت مؤخراً عن شاب جامعي عاطل، كافح من أجل الحصول على وظيفة حكومية فلم يحصل على فرصة، ثم عمل في مصنع، براتب «دون المطلوب» وبعدها استغل مهاراته ليبدأ ورشته الخاصة التي حققت له دخلاً مالياً جيداً بدعم من «تمكين». فلماذا لا يكون هذا الشاب مثالاً إيجابياً لنا؟
أبناء البحرين أولى، ليس مجرد شعار، بل هو واقع يجب أن نحققه بسواعدنا، فمهما كان حجم الوظيفة، فكن بقدر المسؤولية، وارسم لك خططاً لتطوير ذاتك فعندما يتطور المواطن يتطور الوطن.