باتت بعض أقسام العلاقات العامة في مؤسساتنا الرسمية دون فائدة تذكر. موظفون يستلمون رواتب من الدولة دون عمل، والكثير منهم لا يقرؤون الصحف، وإذا قرؤوها لا يردون على مصدرها. هناك حالة واحدة فقط يمكن أن يردون فيها على المصدر، وهو في حال تعرضنا لشخص أحدهم بانتقاد مباشر له في حال قصَّر في أداء مهامه الوظيفية، وذلك لاعتقادهم الراسخ أن مسؤولهم فوق النقد.

علاقات عامة تشتغل على «البركة»، وفي حال قمنا بعرض بعض هموم ومشاكل المواطنين من أجل إيجاد حلول ومخارج لمشاكلهم، أخذوا يستخدمون معنا سياسة «الحقران يقطع المصران». هذا الأسلوب البدائي لا يمكن أن ينتج حلاً للمواطنين بقدر ما يخلق تذمراً شعبياً من أداء المؤسسة نفسها. هؤلاء يسيئون للمؤسسة التي يعملون بها ويحرجونها أكثر من كونهم يعملون معها جنباً إلى جنب.

بين عشرات المقالات التي ننشرها ربما يأتيك رد واحد أو ردان من بعض الجهات الرسمية «الراقدة»، بل إن بعضهم يتعمدون عدم الرد حتى يموت الموضوع ويَنسى الصحافي أو الكاتب المشكلة لتنتهي مهمتهم عند هذا الحد. لكننا بالمرصاد لهذه العلاقات العامة غير العاملة والخاملة، فعملنا كإعلاميين ليس «تكسير عظام» طرف من الأطراف، لأننا نؤمن أننا كلنا شركاء في المهمة الوطنية التي تحتِّم علينا العمل صفاً واحداً لخدمة البحرين وأهلها، ومدِّ الجسور بين الإعلام وبين العلاقات العامة ليكمِّل بعضنا الآخر وفق قاعدة «المصلحة الوطنية». لكن هناك مع الأسف الشديد من يعتقد أنها معركة التحدي والتي لا علاج لها عند بعضهم إلا «بالتطنيش» أو التهجم على الصحافي.

في المقابل، هناك من العلاقات العامة الحكومية المحترمة من تقوم بالرد على مقالاتنا في ذات الوقت. وفي بعض مؤسسات الدولة يقوم الوزير أو الوكيل أو المسؤول الكبير شخصياً بالرد وبشكل محترم على انتقاداتنا، بل إن بعضهم يعطينا من وقته الكثير فيستقبلنا في مكتبه بكل تواضع ليعالج معنا المشكلة ويطلب منَّا رسم الحلول المناسبة لها، وذلك لإيمانهم الشديد بأن المسألة بيننا هي مسألة شراكة وليست عداوة.

شتان بين من يعمل بمهنية واحترافية من أقسام العلاقات العامة الرسمية، وبين من «يطنش» لأجل أن يقتل الموضوع، وكأنهم يرونها معركة بينهم وبين الصحف على وجه التحديد.

إننا نشدَّ على يد كل مسؤول أو علاقات عامة حكومية تتفاعل مع هموم الناس فتتبناها بشكل جيد، كما نأسف لوجود أشباه العلاقات العامة في بعض المؤسسات الرسمية، والتي مذ دخلنا عالم الصحافة حتى الآن لم تتغير ولم تغيِّر من سلوكها الخاطئ تجاه كتاب الرأي والتحقيقات والتقارير الصحافية الأخرى.