* خدمة ضيوف الرحمن شرف عظيم، نحمد الله عز وجل أن سخرنا لخدمتهم، واختارنا أن نكون ضمن وفود الرحمن الرحيم لنحظى بكرمه وجوده ومنه ورحماته. موسم عظيم تتنزل فيه الرحمات وتزداد فيها عطايا الكريم، لأولئك الذين جاؤوا إليه من كل فج عميق، يقفون كلهم ملبين طائعين خاشعين منيبين يسكبون العبرات ويرفعون أياديهم في أرض عرفات يسألون الرحيم الرحمن أن يعتق رقابهم من النار. من يجرب لذة الحج ومشاعره وأيامه الجميل في أرض مكة، فسترى نفسه تهفو لهذا المكان في كل عام، لما فيه من عظات وطمأنينة للنفس، ولما فيه من ابتعاد المرء عن أيام الحياة ومتاعبها.. إنه موسم تغيير واجتماع للمسلمين، تتنوع فيه القيم التي تزرع في النفوس، ومن أهمها الصبر والمصابرة على المشقة والطاعة والعبادة.. فهنيئاً لمن اختاره الرحمن ليكون في وفادته ويتلذذ بعبادته.
* نقدر جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين والقائمين على شؤون الحج، فهم يبذلون جهوداً جبارة من أجل راحة ضيوف الرحمن الذين يجتمعون في أرض مكة لأداء مناسك الحج.. بارك الله في الجهود وسدد الخطى.
* من ثمرات الحج الجميلة تلك المحبة الخالصة التي تجمع الحجاج على صعيد واحد، فقد اجتمع الجميع من أجل أداء مناسك واحدة، بقلب ينبض بالخير ويفيض بحب الله تعالى وحب ما عنده. هذه المحبة تتألق في وجوه الحجاج الذين يتعارفون من خلال أيامه ولياليه وتتوثق صلاتهم من أجل أن يكونوا ضمن من يناديهم المولى عز وجل: «أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي». ففي كل مرة تزداد قائمة معارفك التي تعرفت على محبتهم على أرض مكة شرفها الله.
* يرفع الحاج خلال أيام الحج شعار «وعجلت إليك رب لترضى» فهو جاء إلى مكة من أجل أن يلبي النداء ويجدد حياته ويطهر نفسه ويبادر إلى أنواع شتى من العبادات والطاعات حتى يحجز مقعده في مراتب الجنة العليا.
* عندما يتأمل المرء وهو على أرض مكة تلك الحشود الكبيرة التي جاءت من كل فج عميق لتشهد هذه المناسك وتلبي نداء الله عز وجل، ويتأمل أداء الحجاج لمناسك الحج وهم فرحين سعداء بوصولهم إلى أرض مكة، ولعلهم كانوا ينتظرون السنوات الطوال حتى يجمعوا المال وتحين الفرصة للسفر إلى مكة المكرمة.. ويتأمل شوق المرء للقاء الله تعالى ومناجاته والقرب منه في يوم عظيم هو اليوم الوحيد الذي ينزل فيه الله تعالى في نهار اليوم إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله.. عندما يتأمل هذه الأمور وغيرها، ليس له إلا أن يزهد في أمور كثيرة في الدنيا، ضيع وقته من أجلها، وغفل عن طاعة الله عز وجل ومرضاته، وقصر في العبادات، واهتم بإرضاء النفس وشهواتها والتفنن في المباحات.. فوجد نفسه ذلك العبد الفقير المقصر الذي لا حول له ولا قوة إلا بمولاه.. يتأمل ذلك ويقرر أن يغير برمجة حياته ويغير اهتماماته ويستفيد من كل لحظة من أجل أن يكون مع الله تعالى في جميع أحواله حتى ينعم بالطمأنينة والراحة وسكون النفس.. الحج مدرسة جميلة جداً يعشق المرء أن يرتمي في أحضانها ويغسل نفسه من كل شيء.. ويتذكر أن مآله إلى الله مهما عاش في هذه الدنيا القصيرة.. ويتذكر أحوال الآخرة عندما يشاهد جموع الحجيج وهم يتجمعون في أرض مساحتها صغيرة تسعهم بفضل الله وحكمته.. يشاهدهم وقد لهجوا بالذكر والتلبية.. جئناك يا ربنا طائعين ملبين فاغفر لنا وأعتق رقابنا من النار.. وأجمل الأيام التي يقصدونها يوم عرفة الذي تقشعر منه الأبدان وترى كل حاج يسكب فيه الدمع ومن ورائه أحداثا تختلف عن غيره.. لربما قصر.. أو تاه في لجج الحياة.. أو ندم على المعاصي.. أو لأنه يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه.. فيا رب تقبل من حجاج بيتك حجهم ودعاءهم.
* أتأمل في أرض مكة حال الإنسان.. وحالنا جميعاً في أيام الحياة المتسارعة.. أتأمل تلك المواقف المتصادمة مع الآخرين.. في العمل وفي أجواء الحياة كلها.. أتأمل كيف نضيع أوقاتنا في القيل والقال.. أتأمل متابعتنا لكل ما يدور في فلك الحياة.. أتأمل تذمرنا من الأوضاع... تعبنا المثقل بالهموم.. عن هذا وذاك.. يا ترى لماذا لا نسلم أمورنا لله تعالى.. فهو بيده مقاليد الأمور، وهو المتصرف بأحوال الحياة، وهو المطلع على سرنا وعلانيتنا.. بالفعل نحتاج لتغيير فعلي في أحوال حياتنا حتى نعيش لله تعالى وحده.. وليس للناس ومشكلاتهم وأحوالهم ومقاصدهم.. فإن الله كفيل بالبشر..
* علمتني أرض مكة أن يكون قلبي معلقاً بالله تعالى وحده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلـم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ومنها: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..». وإن أحببت الآخرين أحببتهم لله، وأحببتهم لمرضاته وأن أحظى بقربه.. علمتني أرض مكة أن تكون مصفاة قلبي تعمل في كل لحظة حتى لا أخسر أي أجر أظفر به في مسير الحياة.. علمتني أرض مكة أن أسارع في الخيرات وأستثمر اللحظة في طاعة الله.
* وجدته في الحرم مع ثلة من زملائه يبكون.. يا ترى ما الذي تداول بينهم حتى يبكون في جلسة بسيطة على أرض الحرم؟؟ ما الخبيئة التي بينهم وبين الله عز وجل؟ كم واحد منا يخفي العديد من المواقف بينه وبين الله عز وجل، يناجي بها ربه في الخلوات.. فما بالك إذا كان هذا المكان هو بيت الله الحرام.. بالفعل الحج قصصه عجيبة مهما كتبنا عنها.. فسنظل نبحث عن أنفسنا بينها.. أين نحن.. وماذا قدمنا.. وماذا سنقدم..
* ومضة أمل:
اللهم يسر لحجاج بيتك حجهم، وأعنهم على أداء مناسكهم على الوجه الذي يرضيك، واحفظهم بحفظك وأرجعهم إلى بلادهم وأهليهم سالمين غانمين.
* نقدر جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين والقائمين على شؤون الحج، فهم يبذلون جهوداً جبارة من أجل راحة ضيوف الرحمن الذين يجتمعون في أرض مكة لأداء مناسك الحج.. بارك الله في الجهود وسدد الخطى.
* من ثمرات الحج الجميلة تلك المحبة الخالصة التي تجمع الحجاج على صعيد واحد، فقد اجتمع الجميع من أجل أداء مناسك واحدة، بقلب ينبض بالخير ويفيض بحب الله تعالى وحب ما عنده. هذه المحبة تتألق في وجوه الحجاج الذين يتعارفون من خلال أيامه ولياليه وتتوثق صلاتهم من أجل أن يكونوا ضمن من يناديهم المولى عز وجل: «أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي». ففي كل مرة تزداد قائمة معارفك التي تعرفت على محبتهم على أرض مكة شرفها الله.
* يرفع الحاج خلال أيام الحج شعار «وعجلت إليك رب لترضى» فهو جاء إلى مكة من أجل أن يلبي النداء ويجدد حياته ويطهر نفسه ويبادر إلى أنواع شتى من العبادات والطاعات حتى يحجز مقعده في مراتب الجنة العليا.
* عندما يتأمل المرء وهو على أرض مكة تلك الحشود الكبيرة التي جاءت من كل فج عميق لتشهد هذه المناسك وتلبي نداء الله عز وجل، ويتأمل أداء الحجاج لمناسك الحج وهم فرحين سعداء بوصولهم إلى أرض مكة، ولعلهم كانوا ينتظرون السنوات الطوال حتى يجمعوا المال وتحين الفرصة للسفر إلى مكة المكرمة.. ويتأمل شوق المرء للقاء الله تعالى ومناجاته والقرب منه في يوم عظيم هو اليوم الوحيد الذي ينزل فيه الله تعالى في نهار اليوم إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله.. عندما يتأمل هذه الأمور وغيرها، ليس له إلا أن يزهد في أمور كثيرة في الدنيا، ضيع وقته من أجلها، وغفل عن طاعة الله عز وجل ومرضاته، وقصر في العبادات، واهتم بإرضاء النفس وشهواتها والتفنن في المباحات.. فوجد نفسه ذلك العبد الفقير المقصر الذي لا حول له ولا قوة إلا بمولاه.. يتأمل ذلك ويقرر أن يغير برمجة حياته ويغير اهتماماته ويستفيد من كل لحظة من أجل أن يكون مع الله تعالى في جميع أحواله حتى ينعم بالطمأنينة والراحة وسكون النفس.. الحج مدرسة جميلة جداً يعشق المرء أن يرتمي في أحضانها ويغسل نفسه من كل شيء.. ويتذكر أن مآله إلى الله مهما عاش في هذه الدنيا القصيرة.. ويتذكر أحوال الآخرة عندما يشاهد جموع الحجيج وهم يتجمعون في أرض مساحتها صغيرة تسعهم بفضل الله وحكمته.. يشاهدهم وقد لهجوا بالذكر والتلبية.. جئناك يا ربنا طائعين ملبين فاغفر لنا وأعتق رقابنا من النار.. وأجمل الأيام التي يقصدونها يوم عرفة الذي تقشعر منه الأبدان وترى كل حاج يسكب فيه الدمع ومن ورائه أحداثا تختلف عن غيره.. لربما قصر.. أو تاه في لجج الحياة.. أو ندم على المعاصي.. أو لأنه يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه.. فيا رب تقبل من حجاج بيتك حجهم ودعاءهم.
* أتأمل في أرض مكة حال الإنسان.. وحالنا جميعاً في أيام الحياة المتسارعة.. أتأمل تلك المواقف المتصادمة مع الآخرين.. في العمل وفي أجواء الحياة كلها.. أتأمل كيف نضيع أوقاتنا في القيل والقال.. أتأمل متابعتنا لكل ما يدور في فلك الحياة.. أتأمل تذمرنا من الأوضاع... تعبنا المثقل بالهموم.. عن هذا وذاك.. يا ترى لماذا لا نسلم أمورنا لله تعالى.. فهو بيده مقاليد الأمور، وهو المتصرف بأحوال الحياة، وهو المطلع على سرنا وعلانيتنا.. بالفعل نحتاج لتغيير فعلي في أحوال حياتنا حتى نعيش لله تعالى وحده.. وليس للناس ومشكلاتهم وأحوالهم ومقاصدهم.. فإن الله كفيل بالبشر..
* علمتني أرض مكة أن يكون قلبي معلقاً بالله تعالى وحده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلـم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ومنها: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..». وإن أحببت الآخرين أحببتهم لله، وأحببتهم لمرضاته وأن أحظى بقربه.. علمتني أرض مكة أن تكون مصفاة قلبي تعمل في كل لحظة حتى لا أخسر أي أجر أظفر به في مسير الحياة.. علمتني أرض مكة أن أسارع في الخيرات وأستثمر اللحظة في طاعة الله.
* وجدته في الحرم مع ثلة من زملائه يبكون.. يا ترى ما الذي تداول بينهم حتى يبكون في جلسة بسيطة على أرض الحرم؟؟ ما الخبيئة التي بينهم وبين الله عز وجل؟ كم واحد منا يخفي العديد من المواقف بينه وبين الله عز وجل، يناجي بها ربه في الخلوات.. فما بالك إذا كان هذا المكان هو بيت الله الحرام.. بالفعل الحج قصصه عجيبة مهما كتبنا عنها.. فسنظل نبحث عن أنفسنا بينها.. أين نحن.. وماذا قدمنا.. وماذا سنقدم..
* ومضة أمل:
اللهم يسر لحجاج بيتك حجهم، وأعنهم على أداء مناسكهم على الوجه الذي يرضيك، واحفظهم بحفظك وأرجعهم إلى بلادهم وأهليهم سالمين غانمين.