عادة ما يعاني المغتربون والمقيمون في مختلف الدول، من مرارة الاغتراب في مواسم الأعياد والمناسبات، ويتشوقون لقضائها في بلدانهم، إلا أن الأمر يختلف تماماً في مملكة البحرين، حيث لا يود حتى المقيم الخروج منها، إلا لارتفاع درجات الحرارة، وما أن يقضي بعض الوقت خارجها، حتى تبدأ أعراض الحنين إلى المملكة بالظهور عليه، رغم أنه يقطن هناك بين ذويه.
هذا الأمر، عايشته خلال الـ 17 عاماً الماضية في البحرين، وظننت لبرهة، أنني من القلائل الذين يتملكهم ذلك الشعور بالرغبة للعودة مجدداً إلى «الديرة»، رغم الأجواء الحارة في الصيف، فما أن أقضي 10 أيام، تبدأ أعراض الاكتئاب، حتى وإن كنت مسافراً للسياحة والاستجمام، وأشعر بضرورة العودة إلى البحرين بأسرع وقت ممكن، دون تأخير، حيث تقتصر سفراتي التالية على تلك المدة.
وبالحديث مع عدة جاليات مقيمة على أرض المملكة، من شرق المعمورة وغربها، وجدت أن هذا الشعور يلازمهم، والأمر لا يقتصر على من جاء إلى البحرين وهو صغير، بل امتد لمن قدم إلى أرض المملكة وهو يبلغ الخمسين أو الستين من عمره، وبدأ يشعر بأن هذه الأرض هي التي ينتمي إليها، ولا يستطيع مغادرتها مهما كانت الظروف، ويحرص على البقاء في كل الأحوال، حتى وإن انتهى عقد عمله في المملكة.
هذه الميزة.. والشعور بالانتماء للجزيرة الصغيرة، لا يوجد في غالبية بلدان العالم، وربما الأسباب واضحة للجميع، فالبحرين منذ الأزل، كانت واحة للتعايش والتسامح، رسخت حكومتها تلك المبادئ.. وأهلها الكرام، أهل خير ومحبة، لا يعانون من عقد النقص، ولا حب التسلط، ويفتحون أبوابهم للجميع بعفوية وبكل احتضان، ولا توجد تفرقة بين أحد، كما أن البحرين لا تعاني من العنصرية التي نخرت أجساد دول أخرى، وعندما رفعت شعارات التعايش، كانت بصدق وبأعمال سبقت الأقوال، بل وبدأت تفوح منها تلك الرائحة العطرة، لتنتشر في أنحاء العالم، بمبادرات خالصة ستلقى قبولاً كونها نبعت من قلوب صادقة.
وبعد كل ما تقدم من سرد، تبقى أن أقول أن العيد في البحرين وبكل صدق «غير»، يبدأ قبل الصلاة، بسؤال كل جار عن جاره، وبمبادرات مجتمعية للتكافل وشراء المستلزمات للفرحة، ومن ثم يستمر في صلاة العيد، التي يهنئ فيها بحرارة، كل مصلي في المسجد الآخرين، حتى وإن كان لا يعرفهم، فتشعر لا إرادياً بالحب، والانتماء والولاء.
* آخر لمحة:
الأم هي التي تربي وتحتضن، وليس فقط التي تنجب، أو ما تسمى بالمصطلحات الطبية بـ «الأم البيولوجية»، والبحرين، خير مثال للأم التي احتضنت الجميع، سواء كانوا أبناءها أم لا.. حفظ الله البحرين ملكاً وحكومة وشعباً، وأدام محبتها في قلوب الجميع.
هذا الأمر، عايشته خلال الـ 17 عاماً الماضية في البحرين، وظننت لبرهة، أنني من القلائل الذين يتملكهم ذلك الشعور بالرغبة للعودة مجدداً إلى «الديرة»، رغم الأجواء الحارة في الصيف، فما أن أقضي 10 أيام، تبدأ أعراض الاكتئاب، حتى وإن كنت مسافراً للسياحة والاستجمام، وأشعر بضرورة العودة إلى البحرين بأسرع وقت ممكن، دون تأخير، حيث تقتصر سفراتي التالية على تلك المدة.
وبالحديث مع عدة جاليات مقيمة على أرض المملكة، من شرق المعمورة وغربها، وجدت أن هذا الشعور يلازمهم، والأمر لا يقتصر على من جاء إلى البحرين وهو صغير، بل امتد لمن قدم إلى أرض المملكة وهو يبلغ الخمسين أو الستين من عمره، وبدأ يشعر بأن هذه الأرض هي التي ينتمي إليها، ولا يستطيع مغادرتها مهما كانت الظروف، ويحرص على البقاء في كل الأحوال، حتى وإن انتهى عقد عمله في المملكة.
هذه الميزة.. والشعور بالانتماء للجزيرة الصغيرة، لا يوجد في غالبية بلدان العالم، وربما الأسباب واضحة للجميع، فالبحرين منذ الأزل، كانت واحة للتعايش والتسامح، رسخت حكومتها تلك المبادئ.. وأهلها الكرام، أهل خير ومحبة، لا يعانون من عقد النقص، ولا حب التسلط، ويفتحون أبوابهم للجميع بعفوية وبكل احتضان، ولا توجد تفرقة بين أحد، كما أن البحرين لا تعاني من العنصرية التي نخرت أجساد دول أخرى، وعندما رفعت شعارات التعايش، كانت بصدق وبأعمال سبقت الأقوال، بل وبدأت تفوح منها تلك الرائحة العطرة، لتنتشر في أنحاء العالم، بمبادرات خالصة ستلقى قبولاً كونها نبعت من قلوب صادقة.
وبعد كل ما تقدم من سرد، تبقى أن أقول أن العيد في البحرين وبكل صدق «غير»، يبدأ قبل الصلاة، بسؤال كل جار عن جاره، وبمبادرات مجتمعية للتكافل وشراء المستلزمات للفرحة، ومن ثم يستمر في صلاة العيد، التي يهنئ فيها بحرارة، كل مصلي في المسجد الآخرين، حتى وإن كان لا يعرفهم، فتشعر لا إرادياً بالحب، والانتماء والولاء.
* آخر لمحة:
الأم هي التي تربي وتحتضن، وليس فقط التي تنجب، أو ما تسمى بالمصطلحات الطبية بـ «الأم البيولوجية»، والبحرين، خير مثال للأم التي احتضنت الجميع، سواء كانوا أبناءها أم لا.. حفظ الله البحرين ملكاً وحكومة وشعباً، وأدام محبتها في قلوب الجميع.