إن من أكثر القضايا المعقدة في وقتنا الراهن والتي تخص مخاطبة العالم بلسان «الدين الإسلامي» هو في ماهية وطبيعة الخطاب الديني الموجه. فبين رافض لتجديده ومصر على تجديده تضيع الكثير من القيم والمفاهيم والمضامين الحقة للإسلام. فمع تمنع بعض الإسلاميين ورفضهم القاطع لتجديد وتطوير الخطاب الديني ليتماشى وعصرنا الراهن بدأت بعض المشاكل والحساسيات تطفو على السطح.
لا خيار أمام الدينيين والإسلاميين لتحسين صورتنا أمام العالم وحتى أمام أبنائهم سوى إيمانهم التام بتطوير الخطاب الديني بشكل صريح وواضح، فما تم تشويهه من قيم الإسلام وسماحته من طرف الجماعات الراديكالية يكفي لأن يكون خيارنا القادم هو تطور وتجدد خطابنا الديني، وأن لا نظل في جمود ذلك الخطاب المتكلس. هذا ليس خيار فقط وإنما هذا قدر لابد من تبنيه في حال أردنا دخول العصر.
بهذه المناسبة أستذكر قبل نحو أكثر من شهر أكد وكيل الشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين فريد المفتاح بأن مصطلح «تجديد الخطاب الديني» يهدف إلى تطوير الخطاب الديني ليكون مواكباً لمستجدات العصر، ومتناسباً مع متغيرات الزمن الحاضر والمعاصر، فضلاً عن كونه ينطلق من الدين الإسلامي بحيث يتسم بالدين الحضاري والمتعايش مع كل ما هو جديد ويتسامح مع الجديد. وأنه من الممكن إبراز حضارة ومبادئ الإسلام بصورة تتناسب مع التطور الذي يحدث في العالم، مؤكداً أن تجديد الخطاب الديني هو بتغيير لغة الخطاب. وأن الأساليب تهيئ الفرد ليعيش الواقع، لا أن يعيش في التاريخ، وأن بعض الأشخاص يعيش بالفكر القديم في الوقت المعاصر، ما يسبب تعارضاً قد تنتج عنه نتائج سلبية».
إن تحييد الخطاب الديني وتطويره وتجديد دمه باستمرار يضمن لنا خلوده وسلامته ونقاءه، فالخطاب الديني المتطرف ليس مؤهلاً لإبراز صورة الإسلام بشكل جيداً وحسب، بل هو مدمر لكل الصور الحسنة التي حاول من كانوا قبلنا أن يرسلوها للعالم من خلال تسامح الإسلام وطهاراته وروحانيته، إلى حيث تسييسه اليوم بشكل بشع، مما يصعب المأمورية على صناع الخطاب الديني في وقتنا الراهن من أجل أن يصلوا به لبر الأمان.
من هنا تقع مسؤولية مراقبة الخطاب الديني المتطرف على كاهل الجميع، وأن ينهض كل منا بدوره في رفض أي خطابات تعزز روح الكراهية والانتماء المذهبي ذات الاتجاه الواحد واللون والواحد والفكر الواحد، إلى حيث فضاء التعددية وقبول المختلف واحترام الآخر. دون ذلك سنظل نراوح في مكاننا بتشويه ما تبقى من جماليات الدين.
{{ article.visit_count }}
لا خيار أمام الدينيين والإسلاميين لتحسين صورتنا أمام العالم وحتى أمام أبنائهم سوى إيمانهم التام بتطوير الخطاب الديني بشكل صريح وواضح، فما تم تشويهه من قيم الإسلام وسماحته من طرف الجماعات الراديكالية يكفي لأن يكون خيارنا القادم هو تطور وتجدد خطابنا الديني، وأن لا نظل في جمود ذلك الخطاب المتكلس. هذا ليس خيار فقط وإنما هذا قدر لابد من تبنيه في حال أردنا دخول العصر.
بهذه المناسبة أستذكر قبل نحو أكثر من شهر أكد وكيل الشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين فريد المفتاح بأن مصطلح «تجديد الخطاب الديني» يهدف إلى تطوير الخطاب الديني ليكون مواكباً لمستجدات العصر، ومتناسباً مع متغيرات الزمن الحاضر والمعاصر، فضلاً عن كونه ينطلق من الدين الإسلامي بحيث يتسم بالدين الحضاري والمتعايش مع كل ما هو جديد ويتسامح مع الجديد. وأنه من الممكن إبراز حضارة ومبادئ الإسلام بصورة تتناسب مع التطور الذي يحدث في العالم، مؤكداً أن تجديد الخطاب الديني هو بتغيير لغة الخطاب. وأن الأساليب تهيئ الفرد ليعيش الواقع، لا أن يعيش في التاريخ، وأن بعض الأشخاص يعيش بالفكر القديم في الوقت المعاصر، ما يسبب تعارضاً قد تنتج عنه نتائج سلبية».
إن تحييد الخطاب الديني وتطويره وتجديد دمه باستمرار يضمن لنا خلوده وسلامته ونقاءه، فالخطاب الديني المتطرف ليس مؤهلاً لإبراز صورة الإسلام بشكل جيداً وحسب، بل هو مدمر لكل الصور الحسنة التي حاول من كانوا قبلنا أن يرسلوها للعالم من خلال تسامح الإسلام وطهاراته وروحانيته، إلى حيث تسييسه اليوم بشكل بشع، مما يصعب المأمورية على صناع الخطاب الديني في وقتنا الراهن من أجل أن يصلوا به لبر الأمان.
من هنا تقع مسؤولية مراقبة الخطاب الديني المتطرف على كاهل الجميع، وأن ينهض كل منا بدوره في رفض أي خطابات تعزز روح الكراهية والانتماء المذهبي ذات الاتجاه الواحد واللون والواحد والفكر الواحد، إلى حيث فضاء التعددية وقبول المختلف واحترام الآخر. دون ذلك سنظل نراوح في مكاننا بتشويه ما تبقى من جماليات الدين.