حين نتكلم عن تقدم الوطن، فإننا نتكلم عن أوانٍ مستطرقة، فإما أن ينهض بطريقة متسقة ومتساوية أو يصعب تقبل الخيار الآخر. فحين نتكلم عن إنجازات البحرين وشعب البحرين فإننا نتكلم عن انتصار حقيقي للوطن، وهذا لا يكون إلا من خلال التقدم والانتصار في كافة المجالات.

حتى في مجال الرياضة، فإن البحرين تقدمت في ألعاب القوى وسباق القدرة وكرة اليد والسلة والطائرة وفي بقية الألعاب الأخرى كذلك، وحين صار الحديث عن كرة القدم -أشهر الألعاب على الإطلاق- فإننا وجدنا بأنها لا تجاري بقية الألعاب من حيث التطور والتقدم، ومن هنا كان الحديث عن أهمية وضرورة تطوير كرة القدم بالشكل الذي يضع البحرين على الخارطة الآسيوية ومن ثم العالمية أمراً لابد منه.

من هنا انبثقت فكرة تطوير لعبة كرة القدم لتتسق وبقية الرياضات التي تقدمت فيها البحرين بشكل مميز، وذلك على يد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة قائد الفريق الملكي للقدرة حين قال «لن نرضى بغير الذهب بديلاً». فجاء الذهب من كل حدب وصوب حتى حصدنا الذهب الأخير والمهم والملهم من خلال تتويج منتخب البحرين لكرة القدم «بالذهب» عبر إحرازه كأس بطولة غرب آسيا التاسعة في العراق قبل يومين بكل جدارة واستحقاق.

هذه هي الخطوة الأولى لحصد الذهب، وهذا أول الغيث، فمخطط سمو الشيخ ناصر بن حمد لتطوير كرة القدم لدخول مونديال 2022 بدأ من العراق، ولن ينتهي إلا عبر انتصار منتخبنا الوطني للعبور إلى كأس العالم بشكل مباشر. فرؤية سموه الواضحة بتطوير اللعبة جاءت وفق أعمال جادة ومحاولات متواصلة لتكون كرة القدم موازية لبقية انتصارات مملكة البحرين، سواء على الصعيد الرياضي أو غيرها من الأصعدة الأخرى.

كل البحرينيين عاشوا ليلة فرح بانتصار منتخبهم الوطني لكرة القدم على منتخب العراق وتتويجهم بالبطولة، وهي بشارة خير لانتصارات قادمة في مجالات لعبة كرة القدم، بل يبدو أن هذا الانتصار هو بداية الغيث، ومازال العمل يجري لتطوير اللعبة بالمستوى الذي يؤهلنا لبطولات وانتصارات قادمة. نعم، نحن في عام الذهب، فالبحرين اليوم تكتسي حلة صفراء من ذهب الانتصارات المتتالية، ولن يهدأ لنا بال إلا بتأكد دخولنا مونديال 2022 بشكل لائق، وهذا ما سينتظره كل البحرينيين بشغف لا سقف له، إذ كلنا يعوِّل على رجالاتنا الأبطال، وما سيقدمونه من عمل رجولي بطولي داخل الملاعب في قادم الأيام.