الفوز المستحق الذي حققه منتخبنا الأول لكرة القدم بحصوله على لقب النسخة الأخيرة لبطولة منتخبات غرب آسيا لكرة القدم التي اختتمت في مدينة كربلاء العراقية مساء الأربعاء الماضي، له الكثير من المعاني والدروس التي يستوجب علينا الاستفادة منها لما هو قادم من مراحل إعداد وتحضير المنتخب الوطني لخوض التصفيات «الآسيومونديالية»، باعتبارها الهدف الرئيس الذي نتطلع لاجتيازه بنجاح والتأهل إلى نهائيات البطولتين الكبريتين ..

بطبيعة الحال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نخفي أو ننكر دور الحكومة الرشيدة، والقيادة الرياضية وما تقدمه من دعم مادي ومعنوي للقطاع الرياضي والشبابي في مملكتنا الغالية البحرين، وهو الدور البارز في مختلف إنجازاتنا الرياضية ولعل الأمر الملكي السامي بالنظر في الأوضاع المالية للأندية الوطنية، والتسريع في حلها لدليل قاطع على اهتمام القيادة الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بهذا القطاع الحيوي، وإيمان جلالته بضرورة دعم و تحفيز منتسبي هذا القطاع لتقديم المزيد من البذل والعطاء وتشريف المملكة في مختلف الاستحقاقات الرياضية داخلياً وخارجياً انسجاماً مع الطموحات والأهداف الرياضية المنبثقة عن خطط واستراتيجيات القيادة الرياضية التي يقودها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وهي طموحات مشروعة نتمنى تحقيقها على أرض الواقع ..

الفوز بلقب بطولة غرب آسيا هو جزء من هذه الطموحات ونأمل أن يكون بداية الغيث كما وصفه سمو الشيخ ناصر بن حمد في كلمته المهنئة بالإنجاز الغرب آسيوي ..

عوامل عدة لعبت دوراً بارزاً في تحقيق هذا الإنجاز، ويأتي في مقدمتها العمل الذي يقوم به اتحاد كرة القدم برئاسة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة والاستراتيجية الفنية للمنتخب بقيادة البرتغالي «سوزا» وطاقمه التدريبي والذي ارتكز على خلق منافسة شريفة ومشروعة بين جميع اللاعبين عن طريق مشاركتهم جميعاً في المباريات الأربع وقبل ذلك في المباريات التجريبية بمعسكر البرتغال الذي سبق البطولة وهذا الأمر جعل المجموعة تعيش في أجواء عائلية مريحة بعيدة عن الضغوطات ..

كان واضحاً أن المدرب «سوزا» يريد أن يبين للاعبين بأن هذه المشاركة في الأساس هي استكمال للمعسكر البرتغالي ولم يضع اللقب هدفاً أساسياً حتى لا يشعر اللاعبون بالضغط الذي يؤثر على أدائهم الفني والذهني والمعنوي وقد نجح فيما ذهب إليه وضرب عصفورين بحجر بخلق تجانس فني ومعنوي بين المجموعة التي تميزت بالأداء الرجولي الجاد والظفر باللقب بجدارة وبدون أن تهتز شباك الحراس الثلاثة سيد محمد جعفر وسيد شبر العلوي وحمد الدوسري، كما إن عدم المبالغة في عدد الإداريين المرافقين والاعتماد على مدير الفريق الكاتن محمد جمعة بشير الذي قام بالمهمة على أكمل وجه لتلبية كل المتطلبات الإدارية بمساعدة معاونيه باعتبارهم الأكثر قرباً من اللاعبين كان له الأثر الإيجابي، إلى جانب عدم التهويل الإعلامي ومحدودية التصريحات التي سبقت وواكبت الحدث وهي من الأمور التي أبعدت اللاعبين عن الضغوطات، وجعلتهم أكثر أريحية حتى وهم يواجهون المنتخب العراقي على أرضه وبين جماهيره الغفيرة التي ملأت مدرجات إستاد كربلاء الدولي ..

بالتأكيد تظل طموحاتنا، ومطامعنا الكروية أكبر من لقب غرب آسيا الذي يفترض أن نجعله منطلقاً نحو هدفنا الأكبر، ومع ذلك ستظل هذه البطولة محفورة بحروف من ذهب في سجل الكرة البحرينية ..

هنيئاً للرياضة البحرينية عامة ولكرة القدم البحرينية على وجه الخصوص بهذه البطولة التي قضت على كثير من مساحات التشاؤم، وفتحت أبواب التفاؤل للمرحلة القادمة التي نسأل الله العلي القدير أن يجعلها مرحلة انتصارات وإنجازات للكرة البحرينية.