من العادات التي اكتسبتها مع الكثيرين مثلي بفضل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، ألا أتابع المسلسلات التلفزيونية وقت عرضها. بل أنتظر مدة كافية من الوقت حتى تستقر آراء النقاد والمشاهدين، ثم أنتخب أفضل أعمال العام لمتابعتها على برنامج «اليوتيوب» في الوقت الذي يناسب ظروفي. ويحدث أن تصير مأخوذا بأحداث المسلسل فتشاهد ثلاث حلقات متتالية أو خمساً، مفسداً على نفسك تنظيم الوقت الذي كنت تظن أنك تضع متابعة المسلسل في سياقه.
ثم إني لا أدري كيف صارت تقع اختياراتي على المسلسلات ذات القصص شديدة الواقعية وشديدة التماس مع الحاضر المؤلم. فصرت أنجز مسلسلاً من ثلاثين حلقة في أسبوع أو خمسة أيام مما يجعلني حبيسة أجواء المسلسل لساعات وأيام متتالية ومتواصلة، اكتشفت بعدها أنها أصبحت تأسرني في «فقاعة» من الأسى. وصار الإحساس بالكآبة ملازماً لي لأيام طويلة بعد الفراغ من مشاهدة بعض المسلسلات.
لماذا نجلب الحزن «الافتراضي» لأنفسنا، وفي هذه الحياة ما يكفي من الأحزان؟ هذا السؤال الذي حشرتني نفسي به في الزاوية. وليس الانغماس في متابعة حلقات مسلسل مؤلم إلا واحداً من النماذج التي يستجلب الإنسان لنفسه حزناً لا يخصه. إنه شبيه بالانغماس في تعاسة الآخرين، أو الانغماس في التشاؤم من المستقبل استناداً إلى معطيات اللحظة الراهنة. أو الانغماس في تفاصيل الشأن العام غير المطمئنة.
إنك ستجد كل الحالات السابقة مسببة للحزن، وستصبح بالضرورة حزيناً، لكن حياتك الشخصية ليست حزينة. ليس ثمة ما ينقصك، ليس هناك ما ينغص عليك يومك. فلماذا أنت حزين خارج نطاق حياتك الشخصية؟ ليس ممتعاً أن تبدو على غير ما أنت عليه. وليست بطولة أو إنسانية ألا تختار من هذه الحياة إلا صفحاتها الداكنة.
في المقابل، وجدت أن متابعة مسلسل كوميدي ناجح وهادف خيار لا يقل جودة عن الخيار الحزين السابق. صحيح أنني لم أضطر أبداً لمشاهدة أكثر من حلقة في اليوم لأسباب تبدو نفسية عقلية. لكنني كنت أغادر تلك الحلقة في متعة ورضا. لذلك فإن توجيهنا لأدمغتنا وتمريننا إياها على اختيار ساعات معينة للسعادة والراحة والمتعة هو أحد الحقوق الشرعية لذواتنا التي يتعين علينا الالتزام بها.
لا تحتاج السعادة والمتعة للكثير. فنجان شاي بالأعشاب العطرية، قهوة محلاة بالشيكولا. سهرة دافئة خارج المنزل حتى وإن كانت في مقهى أو مطعم شعبيين. جلسة خاصة مع أحد الأصدقاء الإيجابيين. مشاهدة فيلم في السينما، لا لشيء... سوى التمتع بكرسي السينما وشاشتها الكبيرة مع تناول حبات الفوشار. الاستجابة لنكتة لا معنى لها ولا تفسير لها سوى قدرة المتحدث على إثارة الضحك بأسلوبه الخاص.
السعادة اختيار، وممارسة، إنها شكل من أشكال البرمجة العصبية، لا ترتبط بشخص ما ولا قيمة معينة، بل ترتبط بسلاسة واتساع عوالمنا الداخلية وقدرتها على إعادة تدوير هذه الحياة وتصنيعها في هيئة أكثر جمالاً. لذلك، لا تنتظر أن يهبك أحدهم السعادة، أو أن تكافئك الحياة بها يوماً ما، فمن لا يملكون إسعاد أنفسهم هم العاجزون عن تثمين كل النعم المحيطة بهم، وإن كانوا في قلب الجنة.
ثم إني لا أدري كيف صارت تقع اختياراتي على المسلسلات ذات القصص شديدة الواقعية وشديدة التماس مع الحاضر المؤلم. فصرت أنجز مسلسلاً من ثلاثين حلقة في أسبوع أو خمسة أيام مما يجعلني حبيسة أجواء المسلسل لساعات وأيام متتالية ومتواصلة، اكتشفت بعدها أنها أصبحت تأسرني في «فقاعة» من الأسى. وصار الإحساس بالكآبة ملازماً لي لأيام طويلة بعد الفراغ من مشاهدة بعض المسلسلات.
لماذا نجلب الحزن «الافتراضي» لأنفسنا، وفي هذه الحياة ما يكفي من الأحزان؟ هذا السؤال الذي حشرتني نفسي به في الزاوية. وليس الانغماس في متابعة حلقات مسلسل مؤلم إلا واحداً من النماذج التي يستجلب الإنسان لنفسه حزناً لا يخصه. إنه شبيه بالانغماس في تعاسة الآخرين، أو الانغماس في التشاؤم من المستقبل استناداً إلى معطيات اللحظة الراهنة. أو الانغماس في تفاصيل الشأن العام غير المطمئنة.
إنك ستجد كل الحالات السابقة مسببة للحزن، وستصبح بالضرورة حزيناً، لكن حياتك الشخصية ليست حزينة. ليس ثمة ما ينقصك، ليس هناك ما ينغص عليك يومك. فلماذا أنت حزين خارج نطاق حياتك الشخصية؟ ليس ممتعاً أن تبدو على غير ما أنت عليه. وليست بطولة أو إنسانية ألا تختار من هذه الحياة إلا صفحاتها الداكنة.
في المقابل، وجدت أن متابعة مسلسل كوميدي ناجح وهادف خيار لا يقل جودة عن الخيار الحزين السابق. صحيح أنني لم أضطر أبداً لمشاهدة أكثر من حلقة في اليوم لأسباب تبدو نفسية عقلية. لكنني كنت أغادر تلك الحلقة في متعة ورضا. لذلك فإن توجيهنا لأدمغتنا وتمريننا إياها على اختيار ساعات معينة للسعادة والراحة والمتعة هو أحد الحقوق الشرعية لذواتنا التي يتعين علينا الالتزام بها.
لا تحتاج السعادة والمتعة للكثير. فنجان شاي بالأعشاب العطرية، قهوة محلاة بالشيكولا. سهرة دافئة خارج المنزل حتى وإن كانت في مقهى أو مطعم شعبيين. جلسة خاصة مع أحد الأصدقاء الإيجابيين. مشاهدة فيلم في السينما، لا لشيء... سوى التمتع بكرسي السينما وشاشتها الكبيرة مع تناول حبات الفوشار. الاستجابة لنكتة لا معنى لها ولا تفسير لها سوى قدرة المتحدث على إثارة الضحك بأسلوبه الخاص.
السعادة اختيار، وممارسة، إنها شكل من أشكال البرمجة العصبية، لا ترتبط بشخص ما ولا قيمة معينة، بل ترتبط بسلاسة واتساع عوالمنا الداخلية وقدرتها على إعادة تدوير هذه الحياة وتصنيعها في هيئة أكثر جمالاً. لذلك، لا تنتظر أن يهبك أحدهم السعادة، أو أن تكافئك الحياة بها يوماً ما، فمن لا يملكون إسعاد أنفسهم هم العاجزون عن تثمين كل النعم المحيطة بهم، وإن كانوا في قلب الجنة.