لا يعتقد الكثير من المراقبين والمحللين أن تضييق الخناق على إيران عبر العقوبات الدولية لاسيما الأمريكية، قادر على تأديب طهران، ووقف إرهابها، وإرغامها على وقف دعمها للميليشيات المتمردة في المنطقة، لاسيما، «حزب الله» في لبنان، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، والتي تخوض حروباً بالوكالة عن إيران، في دولها، أو عبر استهداف دول مجاورة، وتهديدها، ومن تلك الدول على سبيل المثال، دول مجلس التعاون الخليجي.
وما يدل على ذلك التحليل، ما ترصده الوقائع على الأرض، ولعل أحدثها، الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت معملين تابعين لعملاق النفط السعودي «أرامكو»، بمحافظة بقيق وهجرة خريص، حيث يعتبر معمل بقيق، أكبر معمل لتكرير النفط على مستوى العالم، وهو أكبر محطة لتركيز النفط الخام في العالم، ويلعب دوراً محورياً في الأعمال اليومية لعملاق النفط السعودي، حيث يتم معالجة 7 ملايين برميل يومياً، وفقاً لما صرحت به الشركة السعودية.
وتعاني إيران ضغوطاً داخلية وخارجية بفعل العقوبات الأمريكية الأخيرة، التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي استهدفت بشكل مباشر تصفير النفط الإيراني، لاسيما بعدما أعلنت واشنطن إنهاء الإعفاءات التي كانت منحتها لثماني دول لتتمكن من استيراد النفط الإيراني، ثم ما لبثت إدارة ترامب أن خنقت طهران بعقوبات أخرى استهدفت قطاع التعدين، لاسيما صادرات الأخيرة من الألمنيوم والنحاس والفولاذ، حيث «تسببت العقوبات الأخيرة في حرمان نظام طهران من الحصول على نحو 5.5 مليار دولار سنوياً من صادرات التعدين، في حين أن 13 % من صادرات إيران غير النفطية تأتي من صادرات الحديد، كما أن البرنامج النووي والصاروخي الإيراني يستخدم بعض إنتاج البلاد من الحديد والفولاذ»، وفقاً لما كشفه المحلل السياسي بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، سعيد قاسمي نجاد. في الوقت ذاته، كشف موقع «إيران واي»، أن «صادرات إيران من الحديد بلغت نحو 10 %، أي أنها ستخسر في حال تطبيق العقوبات نحو 9.5 مليار دولار من إجمالي 44.3 مليار دولار، هي أرباح صادرات إيران غير النفطية»، بحسب ما نشر موقع قناة «الحرة»، تفسيراً للعقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران. وقد كشفت شركة «كبلر»، وهي الشركة الدولية المتخصصة في تقديم معلومات الطاقة وتتبع الناقلات النفطية، أن «سياسة تصفير صادرات الخام الإيراني اقتربت من التحقق، حيث وجدت 180 ألف برميل نفط فقط طريقها إلى الأسواق، التي كانت طهران قد تمكنت من تخزينها، في حين وصل مستوى مخزون النفط الراكد دون مشترين لدى إيران إلى نحو 120 مليون برميل بنهاية أغسطس الماضي»، بينما بحسب أرقام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، «يرجح أن إجمالي مخزون النفط الإيراني الراكد لم يتجاوز 55 مليون برميل نفطي في فترة ما قبل العقوبات، بين عامي 2012 إلى 2016».
لذلك فإن تورط إيران في الاعتداءات الأخيرة على منشآت النفط السعودية، تفسره مقولة، «الصراخ على قدر الألم»، لكن الخطر النوعي هذه المرة، أن «الاعتداءات على المنشآت النفطية السعودية، تمت من قاعدة إيرانية قرب العراق، حيث أطلقت صواريخ من طراز «كروز»، فوق العراق والتفت فوق الكويت وصولاً إلى منشأتي النفط، فيما كانت الصواريخ محلقة على ارتفاع منخفض مدعومة بطائرات مسيرة»، وفقاً لما كشفه مصدر بالتحقيقات لقناة «سي إن إن» الأمريكية. نفس التحليل، وفره، مسؤول أمريكي لوكالة الصحافة الفرنسية، حيث أكد أن «الهجمات على منشآت عملاق النفط السعودي جاءت من إيران بصواريخ عابرة».
وأفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن «واشنطن حددت مواقع في إيران أطلقت منها الطائرات دون طيار وصواريخ كروز التي استهدفت منشآت النفط السعودية، حيث تقع المواقع في جنوب إيران وفي الطرف الشمالي للخليج».
واستبعدت التحقيقات الأولية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، والإدارة الأمريكية، أن تكون الهجمات مصدرها اليمن، في إشارة إلى ميليشيات المتمردين الحوثيين.
وإذا كانت السعودية قد «توعدت الدول التي تقف وراء تلك الاعتداءات الإرهابية الجبانة»، بعدما كشفت أن «أسلحة الهجوم إيرانية»، واعتبرت أن «التهديدات موجهة إلى المنطقة والعالم»، وقررت «دعوة خبراء دوليين للمشاركة في التحقيقات»، فإنه في الوقت ذاته، على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وعلى المنظمات الدولية، لاسيما الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، أن يكون لها موقف واضح وحازم تجاه استهداف إيران لأبرز مصادر إمدادات الطاقة حول العالم، بالاعتداء على عملاق النفط السعودي، لاسيما، وأن مصفاة بقيق السعودية تعد واحدة من أهم مصافي العالم، وتلعب دوراً رئيسياً في سوق وقطاع النفط العالمي، حيث تنتج 5% من الإنتاج العالمي بحدود 100 مليون برميل، وتعالج بين 6 و7 ملايين برميل للتصدير عبر 3 أنابيب من رأس تنورة والبحرين وينبع من الغاز والنفط الخام. وقبل هجمات «آرامكو»، شنت طهران اعتداء على سفن الملاحة وقامت بتهديد الممرات الدولية للتجارة والطاقة وحرية الملاحة في المنطقة، عبر هجمات إرهابية، على ناقلات النفط والسفن التجارية في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان، والتهديد بين فترة وأخرى، بإغلاق مضيق هرمز، ذلك الشريان الحيوي العالمي لمرور إمدادات النفط والوقود والطاقة.
* وقفة:
لابد من موقف دولي حازم ضد الإرهاب الإيراني الذي يضرب إمدادات الطاقة العالمية ويوجه ضربة قاصمة للمصالح الاقتصادية الدولية.. ولن تكون السعودية أول المتضررين كما يظن البعض!!
وما يدل على ذلك التحليل، ما ترصده الوقائع على الأرض، ولعل أحدثها، الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت معملين تابعين لعملاق النفط السعودي «أرامكو»، بمحافظة بقيق وهجرة خريص، حيث يعتبر معمل بقيق، أكبر معمل لتكرير النفط على مستوى العالم، وهو أكبر محطة لتركيز النفط الخام في العالم، ويلعب دوراً محورياً في الأعمال اليومية لعملاق النفط السعودي، حيث يتم معالجة 7 ملايين برميل يومياً، وفقاً لما صرحت به الشركة السعودية.
وتعاني إيران ضغوطاً داخلية وخارجية بفعل العقوبات الأمريكية الأخيرة، التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي استهدفت بشكل مباشر تصفير النفط الإيراني، لاسيما بعدما أعلنت واشنطن إنهاء الإعفاءات التي كانت منحتها لثماني دول لتتمكن من استيراد النفط الإيراني، ثم ما لبثت إدارة ترامب أن خنقت طهران بعقوبات أخرى استهدفت قطاع التعدين، لاسيما صادرات الأخيرة من الألمنيوم والنحاس والفولاذ، حيث «تسببت العقوبات الأخيرة في حرمان نظام طهران من الحصول على نحو 5.5 مليار دولار سنوياً من صادرات التعدين، في حين أن 13 % من صادرات إيران غير النفطية تأتي من صادرات الحديد، كما أن البرنامج النووي والصاروخي الإيراني يستخدم بعض إنتاج البلاد من الحديد والفولاذ»، وفقاً لما كشفه المحلل السياسي بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، سعيد قاسمي نجاد. في الوقت ذاته، كشف موقع «إيران واي»، أن «صادرات إيران من الحديد بلغت نحو 10 %، أي أنها ستخسر في حال تطبيق العقوبات نحو 9.5 مليار دولار من إجمالي 44.3 مليار دولار، هي أرباح صادرات إيران غير النفطية»، بحسب ما نشر موقع قناة «الحرة»، تفسيراً للعقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران. وقد كشفت شركة «كبلر»، وهي الشركة الدولية المتخصصة في تقديم معلومات الطاقة وتتبع الناقلات النفطية، أن «سياسة تصفير صادرات الخام الإيراني اقتربت من التحقق، حيث وجدت 180 ألف برميل نفط فقط طريقها إلى الأسواق، التي كانت طهران قد تمكنت من تخزينها، في حين وصل مستوى مخزون النفط الراكد دون مشترين لدى إيران إلى نحو 120 مليون برميل بنهاية أغسطس الماضي»، بينما بحسب أرقام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، «يرجح أن إجمالي مخزون النفط الإيراني الراكد لم يتجاوز 55 مليون برميل نفطي في فترة ما قبل العقوبات، بين عامي 2012 إلى 2016».
لذلك فإن تورط إيران في الاعتداءات الأخيرة على منشآت النفط السعودية، تفسره مقولة، «الصراخ على قدر الألم»، لكن الخطر النوعي هذه المرة، أن «الاعتداءات على المنشآت النفطية السعودية، تمت من قاعدة إيرانية قرب العراق، حيث أطلقت صواريخ من طراز «كروز»، فوق العراق والتفت فوق الكويت وصولاً إلى منشأتي النفط، فيما كانت الصواريخ محلقة على ارتفاع منخفض مدعومة بطائرات مسيرة»، وفقاً لما كشفه مصدر بالتحقيقات لقناة «سي إن إن» الأمريكية. نفس التحليل، وفره، مسؤول أمريكي لوكالة الصحافة الفرنسية، حيث أكد أن «الهجمات على منشآت عملاق النفط السعودي جاءت من إيران بصواريخ عابرة».
وأفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن «واشنطن حددت مواقع في إيران أطلقت منها الطائرات دون طيار وصواريخ كروز التي استهدفت منشآت النفط السعودية، حيث تقع المواقع في جنوب إيران وفي الطرف الشمالي للخليج».
واستبعدت التحقيقات الأولية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، والإدارة الأمريكية، أن تكون الهجمات مصدرها اليمن، في إشارة إلى ميليشيات المتمردين الحوثيين.
وإذا كانت السعودية قد «توعدت الدول التي تقف وراء تلك الاعتداءات الإرهابية الجبانة»، بعدما كشفت أن «أسلحة الهجوم إيرانية»، واعتبرت أن «التهديدات موجهة إلى المنطقة والعالم»، وقررت «دعوة خبراء دوليين للمشاركة في التحقيقات»، فإنه في الوقت ذاته، على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وعلى المنظمات الدولية، لاسيما الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، أن يكون لها موقف واضح وحازم تجاه استهداف إيران لأبرز مصادر إمدادات الطاقة حول العالم، بالاعتداء على عملاق النفط السعودي، لاسيما، وأن مصفاة بقيق السعودية تعد واحدة من أهم مصافي العالم، وتلعب دوراً رئيسياً في سوق وقطاع النفط العالمي، حيث تنتج 5% من الإنتاج العالمي بحدود 100 مليون برميل، وتعالج بين 6 و7 ملايين برميل للتصدير عبر 3 أنابيب من رأس تنورة والبحرين وينبع من الغاز والنفط الخام. وقبل هجمات «آرامكو»، شنت طهران اعتداء على سفن الملاحة وقامت بتهديد الممرات الدولية للتجارة والطاقة وحرية الملاحة في المنطقة، عبر هجمات إرهابية، على ناقلات النفط والسفن التجارية في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان، والتهديد بين فترة وأخرى، بإغلاق مضيق هرمز، ذلك الشريان الحيوي العالمي لمرور إمدادات النفط والوقود والطاقة.
* وقفة:
لابد من موقف دولي حازم ضد الإرهاب الإيراني الذي يضرب إمدادات الطاقة العالمية ويوجه ضربة قاصمة للمصالح الاقتصادية الدولية.. ولن تكون السعودية أول المتضررين كما يظن البعض!!