ما نعرفه عن التقنيات الداعمة لأنظمتنا البيولوجية فيما يتعلق بموضوع الحمل والإنجاب، تلك الأساليب التي باتت مستخدمة على نطاق واسع كأطفال الأنابيب مثلاً، أو تجميد البويضات والاحتفاظ بها لسنوات قادمة لربما تحتاج فيها المرأة الإنجاب أو أجلته لعمر قد لا يكون فيه الأمر مواتياً بما يكفي كما في سنوات مبكرة أكثر من شبابها، يأتي إلى جانب ذلك التقنيات المتعلقة بمنع الحمل المؤقت عن طريق الأدوية أو بعض العمليات المختلفة في مستوى الحماية وطول المدة، ولكننا من خلال حديثنا في مقال أمس، فقد تجاوزنا ما نعرفه عن تجميد البويضات أو تعاطي حبوب منع الحمل لتأجيله، وصولاً إلى إمكانية توقيف الحمل أو تجميده ثم استئنافه في وقت لاحق تقرره المرأة بنفسها كما تقرر عملية الوقف، بل وكان من المذهل أن مسألة تجميد الحمل قد تكون عملية إرادية تقوم بها المرأة لا تحتاج فيها لأي تدخل طبي لا دوائياً ولا جراحياً. صحيح أنها ما زالت فكرة، وما زال يعتريها الكثير من الغموض، ولكن العمل البحثي الجاد والدؤوب سيكفل مسألة انكشاف أسرار تلك الخاصية، كل ما في الأمر أنها مسألة وقت، قد يطول أو يقصر..!!

وعندما نقف على ميزات تلك الخاصية سنجد أنها ستوفر على كثير من النساء الاضطرابات الهرمونية التي تتعرضن لها جراء تعاطيهن حبوب منع الحمل، كما يتيح لهن فرصة تحديد موعد ولادتهن بدقة عالية بما يتناسب مع ترتيبات أو أجواء معينة يرغب الوالدان بتهيئتها للجنين، أو لضبط الاستعداد لتجربة الأمومة لدى بعض الفتيات المقبلات على الدراسة أو المنشغلات بظروف العمل في فترة محددة، ولكنها قد تتسبب بفرض تحديد الحمل ذاك حتى من قبل المؤسسات التي تعمل فيها النساء كنوع من تنظيم مواعيد الإجازات في حال إمكانية التحكم في المسألة بتلك البساطة، لتحديد إجازة الولادة والأمومة ليس حسب ظروف المرأة الحامل ووالد الطفل وحسب، بل وحسب ظروف عمل المرأة أيضاً. قد تبدو فكرة غبية أو مجنونة اليوم، ولكن الانتهاك الذي سببته التقنيات لخصوصيتنا أمام كثيرين من أفراد مختلفين في المجتمع تجعل كل تلك الاحتمالات واردة. ورغم أنها مسألة محرمة ومجرمة إلاَّ أن السيطرة على استمرار الحمل ونمو الجنين في الرحم سيتيح الفرصة لاتخاذ خطوات الإجهاض على نحو ربما يكون أسهل بكثير.

* اختلاج النبض:

يهتم علماء الطاقة بمسألة إتاحة الفرصة للطفل ليولد في موعده المقدر من الله، فهو أحد الأمور المقدرة في الكون وفق نظام معين، وأن ولادته في موعد مغاير سيتسبب بخلل كبير في حياته وفي النظام الكوني ككل، ولكن موضوع كهذا يهم أيضاً علماء الفلك المؤمنين بالطالع والأبراج ودورهما في تحديد ملامح الشخصية، فضلاً عما سيثيره الأمر من تساؤلات علمية ودينية عميقة تستحق الدراسة والمناقشة ما أن تلوح في الأفق بوادر تحققها، لاسيما وأن مسألة تغيير خلق الله آخذة في النمو بطرق غريبة ومذهلة جاوزت إطارها المعروف سابقاً والمتمثل بعمليات التجميل الخارجية وحسب..!!