حملت مشاعل العلم والثقافة كتفاً بكتف مع شقيقها الرجل، فكانت الطبيبة والمهندسة والقاضية والمعلمة والعسكرية...، وتتبوأ أعلى المناصب باقتدار ودون إخلال بدورها كأم وزوجة، تحميها منظومة قوانين وتشريعات حديثة تواكب متطلبات العصر، ثم انتزعت ثقة المجتمع الذي دفعها لتكون أول خليجية تفوز بانتخابات حرة ومباشرة، وأول عربية ومسلمة ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وممثلة لبلادها كسفيرة في أكبر عواصم العالم..هذه هي المرأة البحرينية، صانعة الأجيال وشريكة البناء، وبتاريخها المشرف استطاعت أن تبرهن بألا مستحيل يقف في طريق بناء الوطن، إذا تجمعت القلوب واتحدت السواعد، فلا فرق بين رجل وامرأة لأن الجميع في حب البحرين سواسية.وإيماناً بالشراكة القائمة بين جناحيّ الوطن، وتقديراً للدور الحيوي والأساسي لنساء البحرين، كان الاحتفال بيوم المرأة البحرينية في الأول من ديسمبر من كل عام بمبادرة كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، بشعاره الرئيسي «قرأت.. تعلمت.. شاركت»، وليكون فرصة لتسليط الضوء على ما حققته المرأة البحرينية في مختلف القطاعات، وتكريماً للإنجازات والرائدات في الميادين المختلفة.ويأتي الاحتفال بيوم المرأة البحرينية كأحد المؤشرات الهامة في التحول التاريخي الذي عاشته المملكة في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، وتأكيداً على أهمية النهوض والارتقاء بالأدوار المختلفة للمرأة من خلال القوانين والتشريعات التي أسهمت في تسريع الخطوات لنيل المرأة حقوقها وتقريب المسافات تجاه الأهداف المنشودة والتطلعات التي تصبو إليها، حيث كان للدعم الملكي السامي نتائج متقدمة لمشاركة المرأة وتعزيز قدرتها على تحقيق المزيد من المكتسبات للوطن، بل وتجاوزت في عطائها حدود الوطن، لتصبح تجربة البحرين في تمكين وريادة المرأة نموذجاً عالمياً ينظر إليها بعين التقدير والاحترام.هذا العام احتفلت البحرين بهذه المناسبة تحت شعار «المرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل»، كمساهمة جادة وبناءة في تسليط الضوء على ما حققته المرأة في هذا القطاع الحيوي والهام، وتأكيداً على ما توليه الدولة من عناية خاصة في مجالات البحث العلمي وتكنولوجيا المستقبل، بما يحمله من ابتكار وإبداع.وفي هذا الصدد، كان لافتتاح صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، للملتقى العلمي «المرأة البحرينية وعلوم المستقبل»، تجليات كثيرة عكست صور العمل الجاد والمثمر لتمكين المرأة في هذا القطاع الحيوي، والذي يعتبر أحد أركان بناء دولة المستقبل، وتحقيقاً لرؤيتنا الوطنية 2030.كما أقام المجلس الأعلى للقضاء ندوة هامة بعنوان «دور علوم المستقبل في إجراءات التقاضي»، تزامناً مع يوم المرأة البحرينية، بهدف التعريف بدور علوم المستقبل في إجراءات التقاضي، وبما يتماشى مع متطلبات المنظومة القضائية وتطوير أدائها واحتياجاتها المستقبلية.ولأن تكريم المرأة لا يقتصر على الدولة فحسب، كان لمنظمات المجتمع المدني دور رئيس، انطلاقاً من قناعة مجتمعية مفادها أن المرأة شريك البناء والتنمية، أقام تجمع الوحدة الوطنية ندوة بعنوان «المرأة والتعليم العالي وعلوم المستقبل»، سلط خلالها الضوء على إنجازات المرأة في مجال التعليم العالي، وبيان واقع المرأة في مجالات علوم المستقبل وإتاحة المجال للنقاش حول الفرص والتحديات التي تواجه المرأة في هذا المجال.ويأتي تخصيص يوم المرأة هذا العام للاحتفاء بعطائها في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل، في إطار الجهود الوطنية التي حققتها المرأة في هذا القطاع الحيوي، حيث تقلدت مناصب قيادية كرئيسة جامعة وعميدة كلية، وحصولها على درجات علمية رفيعة في مجال التعليم الجامعي والبحث الأكاديمي وعضوية الهيئات والمراكز الدولية، إلى جانب زيادة الإقبال على التعليم الجامعي في تخصصات نوعية كالطب والهندسة والعلوم الإنسانية، منذ أول البعثات العلمية للخارج عام 1956 لتشهد فترة السبعينات حصول عدد من نساء البحرين على درجات الماجستير والدكتوراه من الجامعات الأجنبية.* إضاءة:«وإنه من دواعي فخرنا، أن تتجاوز المرأة البحرينية اليوم مراحل التمكين التقليدية لتصل إلى ما هي عليه من مكانة رفيعة. فهي تمثل نسبة عالية من موظفي الدولة في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ونجد في هذا الإنجاز مفخرة وطنية نعتز بها»، «من كلمة جلالة الملك المفدى في افتتاح دور الانعقاد الرابع في الفصل التشريعي الرابع 17 أكتوبر 2017».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90