السؤال الذي يشاغب كل إنسان في هذا اليوم، الأول من يناير، هو هل سيكون العام الميلادي الجديد أفضل من العام الذي سبقه؟ السؤال نفسه يشاغب كل بحريني أيضاً ولكن متبوعاً بالإجابة التي ملخصها «نعم» و»بالتأكيد» و»من دون شك». البحرين في 2020 غير. وهذا أمر يسهل الجزم به.

أما الأسباب التي تجعل البحريني يعتقد بهذا فعديدة، أولها أن هذا العام هو بداية العقد الثالث من تسلم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، مقاليد الحكم، والأكيد أن جلالته حفظه الله ورعاه يريده أن يكون إضافة قوية ومميزة لفترة حكمه المديدة، وأن تكون إنجازاته فيه مختلفة عن إنجازاته في ما سبقه من أعوام ويدونها التاريخ بمداد من الذهب وبأحرف من نور فتكون مثالاً، وثانيها أن البحرين تحرص دائماً على أن يكون العام الجديد أفضل من العام السابق له والذي كان بالطبع أفضل من سابقه، وهو ما تؤكده سيرة البحرين في كل عام، وثالثها أن ملفات عديدة كانت تؤثر سلباً على الحياة والعطاء والعمل قد تمكنت الحكومة أخيراً من إغلاقها بل شطبها نهائياً وأولها ملف مريدي السوء الذين هزموا شر هزيمة فلم تعد الحكومة تضيع وقتها في توقع ما قد يفعلون ومواجهة أفعالهم، فالحال التي صاروا فيها لم تعد تعينهم على فعل أي شيء خصوصاً بعد الذي صار فيه النظام الإيراني الذي دخل أخيراً مرحلة الضعف والهوان بسبب العقوبات الأمريكية المتتالية والمؤثرة وبسبب ثورة الشعب الإيراني عليه واتخاذه قرار إسقاطه بأي ثمن، والأكيد أنه لن يتمكن من الخروج منها «انشغال النظام الإيراني بنفسه يضعف مريدي السوء وينهي تحركهم ويجعل البحرين تنشغل بالملفات الأهم وأساسها وأولها وأكبرها الارتقاء بحياة المواطن البحريني وجعله مطمئناً على مستقبله ومستقبل أبنائه».

القول بأن البحرين في 2020 غير يعني أن كل نشاط الدولة سيصب في التنمية وأن هذا النشاط اقتصادي، وهو ما أكد عليه أخيراً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والذي وجه لدى ترؤسه اجتماع اللجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي قبل أيام من نهاية 2019 «لأهمية مواصلة العمل بجهود مضاعفة للوصول إلى الأهداف المنشودة بما يحقق رؤى وتوجهات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بإعطاء الأولوية القصوى لعمليات استكشاف النفط لزيادة موارد البحرين وفق المسيرة الوطنية التنموية الشاملة».

فرحة أهل البحرين بدخول العام الجديد ستستمر وستكون طابع كل أيامه، فالبحرين موعودة بمزيد من الإنجازات وبمزيد من الخير، وبالأيام التي لم نعشها بعد. ليس هذا حديث أمنيات ولكنه حديث الواقع، فكل المؤشرات تؤكد أن البحرين في 2020 غير وأن الوقت الذي تسبب في إضاعته مريدو السوء سيتم تعويضه وأن كثرة الإنجازات ستدفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا بقي ما يمكن إنجازه في العام التالي.

2020 في البحرين سيتفوق على ما سبقه من أعوام وسيكون عام الإنجازات. فيه سيعاني المعنيون بإحصاء تلك الإنجازات بسبب كثرتها وحجمها وتنوعها وتميزها، لكن هذا لا يعني أن المعني بتحقيق الإنجازات هي الحكومة وحدها وانتظار نتاج فعلها والقول بأنها أنجزت أو لم تنجز بعد، فالإنجازات تتحقق بالشراكة وبالتعاون وبتحمل المؤسسات والشركات والدوائر والأفراد جميعاً مسؤولياتهم. مثال ذلك الأمن الذي صارت تنعم به البحرين، فهو لم يتحقق بفعل الحكومة وحدها -وإن تحملت الجانب الأكبر منه- وإنما بتعاون المواطنين والمقيمين جميعاً. وهكذا الإنجازات الأخرى التي تحققت، والتي ستتحقق في هذا العام الذي سيكون بإذن الله عام خير وبركة على البحرين.