عرف أهل الخليج الفرنسيين في ثنايا التاريخ الطويل من الشد والجذب مع البريطانيين، وأولها كانت مع عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد 1744-1783م، والذي قام بمساعدة فرنسا في حرب الاستقلال الأمريكية لينقلب بعدها التقارب لصالح البريطانيين. الشد والجذب مازال مستمراً وهو الذي أعاد فرنسا للخليج هذا الشهر، فقد صرح الرئيس الفرنسي ماكرون، بنشر حاملة الطائرات ديجول ومجموعة القتال المصاحبة لها الشرق الأوسط من يناير وحتى أبريل 2020، ولتوفير نظام إنذار مبكر نشرت في ديسمبر الماضي وحدات القوات الخاصة جاغوار في شبه الجزيرة العربية والخليج. ولذلك التقرب الفرنسي الجديد من الخليج
أسباب كثيره أهمها:
- يُعد ماكرون على رأس قيادات أوروبية شابة مؤهلة لإدارة العمل السياسي بعيداً عن الكثير من القيود، فهو أول من تجرأ على القول إن الاستعمار خطأ جسيم ارتكبته فرنسا في أفريقيا، وهو من أعلن تشكيل قيادة عسكرية للفضاء، والعودة للخليج هو خروج من محاذير حصرت التقرب في مبيعات السلاح فقط.
- وفي نفس السياق يمكن القول إن مبيعات السلاح الفرنسي مبرر للتقرب للخليج، ففي 2018 ارتفعت 30%عما سبق، وشكلت قطر وبلجيكا والسعودية وجهاتها الأساسية. كما رفضت باريس دعوات وقف بيع الأسلحة للخليجيين، حيث ستخسر لو نكثت كل صدقية في الشراكة العسكرية، وسيتوجه الشركاء للروس والصينيين الأقل قيوداً.
- تعد باريس مناوئة للتحركات الإيرانية في سوريا والعراق والخليج، وهي دولة عظمى، وعضو دائم في مجلس الأمن، ومن أعمدة الناتو مما يجعل انخراطها في القضايا الدولية والخليجية واجباً تمليه مكانتها، وذريعة لتعزيز وجودها.
- للتنافر والتجاذب الدولي دور في تقرب فرنسا الأخير من الخليج، فهناك تنافس مع تركيا في سوريا وليبيا والناتو، ووصلت حد تلميح ماكرون بإخراج أنقره من الحلف. أما التجاذب فلكون باريس مقربة من واشنطن ومكملة لخططها، ووجودها في الخليج زمن الصدام مع طهران إثبات لقوة العلاقة مع واشنطن.
- يعطي إرسال ماكرون الحاملة والقوات الخاصة مؤشراً على أن الخليج غير مستقر، ويحتاج لتفعيل الأفكار حول عملية أوروبية لضمان أمن الملاحة البحرية فإيجاد بديل أمني أوروبي في مضيق هرمز بعد استبعادها المشاركة مع واشنطن في «عملية سنتنيال» هو من أهم أسباب عودتها.
- يشجع العودة الفرنسية للخليج أنه مرحب بهم خليجياً للفكاك من تقلبات ترامب وآخرها فكرة «زيادة تقاسم أعباء الشركاء»، ولا تمانع دول الخليج مبدئياً على ضمان كلفة هذه الأنشطة، وستقدم المساهمة المطلوبة، لكنها للفرنسيين لن تكون بحجم ما تطلبه واشنطن الترامبية.
- إن وجود فرنسا في الخليج وإن لم يكن بحجم التواجد الأمريكي والبريطاني إلا أنه مميز فقد شجبت هجمات أرامكو وتواصل المشاركة مع الخليجيين في تمارين القيادة «السيف الذهبي - TTX» لتعزيز التعاون العسكري في مجال التخطيط للعمليات المشتركة.
* بالعجمي الفصيح:
بدأت باريس بتنفيذ مبادرة بحرية فرنسية - أوروبية لأمن الخليج، وبمقارنتها بعقيدة زيادة تقاسم أعباء الشركاء الأمريكية التي أتت بالحاملة أبراهام لنكن أو المبادرة الروسية الفضفاضة لا نجد إلا الترحيب بحاملة الطائرات الفرنسية إن أتت للخليج.
* كاتب وأكاديمي كويتي
أسباب كثيره أهمها:
- يُعد ماكرون على رأس قيادات أوروبية شابة مؤهلة لإدارة العمل السياسي بعيداً عن الكثير من القيود، فهو أول من تجرأ على القول إن الاستعمار خطأ جسيم ارتكبته فرنسا في أفريقيا، وهو من أعلن تشكيل قيادة عسكرية للفضاء، والعودة للخليج هو خروج من محاذير حصرت التقرب في مبيعات السلاح فقط.
- وفي نفس السياق يمكن القول إن مبيعات السلاح الفرنسي مبرر للتقرب للخليج، ففي 2018 ارتفعت 30%عما سبق، وشكلت قطر وبلجيكا والسعودية وجهاتها الأساسية. كما رفضت باريس دعوات وقف بيع الأسلحة للخليجيين، حيث ستخسر لو نكثت كل صدقية في الشراكة العسكرية، وسيتوجه الشركاء للروس والصينيين الأقل قيوداً.
- تعد باريس مناوئة للتحركات الإيرانية في سوريا والعراق والخليج، وهي دولة عظمى، وعضو دائم في مجلس الأمن، ومن أعمدة الناتو مما يجعل انخراطها في القضايا الدولية والخليجية واجباً تمليه مكانتها، وذريعة لتعزيز وجودها.
- للتنافر والتجاذب الدولي دور في تقرب فرنسا الأخير من الخليج، فهناك تنافس مع تركيا في سوريا وليبيا والناتو، ووصلت حد تلميح ماكرون بإخراج أنقره من الحلف. أما التجاذب فلكون باريس مقربة من واشنطن ومكملة لخططها، ووجودها في الخليج زمن الصدام مع طهران إثبات لقوة العلاقة مع واشنطن.
- يعطي إرسال ماكرون الحاملة والقوات الخاصة مؤشراً على أن الخليج غير مستقر، ويحتاج لتفعيل الأفكار حول عملية أوروبية لضمان أمن الملاحة البحرية فإيجاد بديل أمني أوروبي في مضيق هرمز بعد استبعادها المشاركة مع واشنطن في «عملية سنتنيال» هو من أهم أسباب عودتها.
- يشجع العودة الفرنسية للخليج أنه مرحب بهم خليجياً للفكاك من تقلبات ترامب وآخرها فكرة «زيادة تقاسم أعباء الشركاء»، ولا تمانع دول الخليج مبدئياً على ضمان كلفة هذه الأنشطة، وستقدم المساهمة المطلوبة، لكنها للفرنسيين لن تكون بحجم ما تطلبه واشنطن الترامبية.
- إن وجود فرنسا في الخليج وإن لم يكن بحجم التواجد الأمريكي والبريطاني إلا أنه مميز فقد شجبت هجمات أرامكو وتواصل المشاركة مع الخليجيين في تمارين القيادة «السيف الذهبي - TTX» لتعزيز التعاون العسكري في مجال التخطيط للعمليات المشتركة.
* بالعجمي الفصيح:
بدأت باريس بتنفيذ مبادرة بحرية فرنسية - أوروبية لأمن الخليج، وبمقارنتها بعقيدة زيادة تقاسم أعباء الشركاء الأمريكية التي أتت بالحاملة أبراهام لنكن أو المبادرة الروسية الفضفاضة لا نجد إلا الترحيب بحاملة الطائرات الفرنسية إن أتت للخليج.
* كاتب وأكاديمي كويتي