شتان بين إيران زاهية الألوان وإيران السواد، كدنا أن ننسى الوجه الإيراني الآخر حتى ذكرتنا به «آذار نفيسي» الكاتبة الإيرانية التي أعادت للأذهان إيران الذوق وإيران الفن وإيران الأدب وإيران الملونة، وهي تتحدث يوم الاثنين الماضي في مركز الشيخ إبراهيم الثقافي في المحرق عن تجربتها الذاتية.
تحدثت كالنسيم وهي من الذين يملكون ملكة الكلام وقدرة التحدث باسترسال دون انقطاع، وبلغة إنجليزية يغلب عليها اللحن الإيراني أعادت لنا آذار نفيسي جمال نغمة آلة السيتار الفارسية التي افتقدناها دون أن تغني، فقد تحدثت فقط لكن حديثها كان كالغناء.
أكدت لنا أن إيران ليست هذا السواد الذي اغتصب إيران منذ أربعين عاماً، إيران طوال تاريخها كانت زاهية بالألوان، تلونها أزهارها وأطباقها وخيوط سجادها، إيران ليست هذا الحقد الدفين الأسود الذي يغطيها الآن، بل إيران هي حافظ وسعدي وعمر الخيام برقتهم وأبياتهم الشعرية التي تتحدث عن الحب والسلام والتسامح.
الإيرانيون محبون للحياة وللجمال وللموسيقى وللغناء، محبون للثقافة للفنون وللتعلم من الآخر والتعايش معه، لذلك هناك ملايين الإيرانيين نجوا بأنفسهم من هذا النظام الذي منعهم من التنفس حتى كانت قراءة كتاب أجنبي تهمة قد تقودك للمشنقة! هذا ما ذكرته آذار في كتابها الذي يحكي سيرتها الذاتية « أن تقرأ لوليتا في طهران» وتقصد بالعنوان أن مجرد قراءة رواية «لوليتا» في إيران للروائي الروسي فلاديمير نابوكوف يعني أنك تخاطر بحياتك.
تحدثت آذار عن جمهورية الخوف وجمهوريات الخيال، خرجت مع عائلتها خوفاً على حياتها من إيران هرباً من ذلك النظام الوحشي القمعي الذي أعدم إحدى تلميذاتها، خرجت لكنها حملت معها إيران في خيالها أينما حطت حتى لا تنساه، بنت لها وطناً في خيالها خوفاً من فقده مرة أخرى، وأينما ذهبت أخرجت هذا الوطن من ذاكرتها، وفرشته مستعرضة ألوانه كي لا ينسى العالم حقيقة إيران.
ضحايا هذا النظام من الإيرانيين أكثر من أي شعب آخر، منهم من تغرب، ومنهم من قتل، ومنهم من تشرد داخل إيران. الثورات لا تتوقف رغم القمع، وهناك ملايين من آذار يقاومون الخنق يومياً، ويقدمون التضحيات من أجل حرياتهم، علينا أن نتذكر أن آذار معنا عانت مثل ما عانينا من شر ذلك السواد الذي يتلبس هذا النظام قلباً وقالباً.
ما أجمل البحرين قالتها آذار بحب، ما أجمل أصالتكم وحبكم للحياة وما أجمل المعادلة التي مزجتم بها بين الأصالة والحداثة رأيتها في نسائكم وفي بيوتكم وفي أزقتكم فخرجت البحرين التي عرفتها الآن جميلة الجميلات، هكذا تحدثت عن البحرين آذار نفيسي التي ترجمت كتبها وطبعت منها ملايين النسخ.
نحن بحاجة إلى أن نسمع مثل هؤلاء الإيرانيين ونراهم، وهناك العديد منهم في المنافي ضحايا هذا النظام ولديهم رسالة إنسانية بالتذكير بإيران الحقيقية حتى لا ننساها، فأربعون عاماً من السواد والشر مسحتْ من ذاكرتنا تلك القواسم الإنسانية التي تجمعنا مع الإيرانيين المحبين للسلام، وهناك أجيال عربية نشأت وكبرت ولم تر غير ذلك النظام الحاقد ولم تعرف عن إيران غير الشر والضرر والأذى والطائفية والحقد.
شكراً لمركز الشيخ إبراهيم الخليفة الثقافي الذي منحنا فرصةَ أن نتذكر زاهية الألوان من جديد على أمل أن تستعيد إيران ألوانها قريباً.
تحدثت كالنسيم وهي من الذين يملكون ملكة الكلام وقدرة التحدث باسترسال دون انقطاع، وبلغة إنجليزية يغلب عليها اللحن الإيراني أعادت لنا آذار نفيسي جمال نغمة آلة السيتار الفارسية التي افتقدناها دون أن تغني، فقد تحدثت فقط لكن حديثها كان كالغناء.
أكدت لنا أن إيران ليست هذا السواد الذي اغتصب إيران منذ أربعين عاماً، إيران طوال تاريخها كانت زاهية بالألوان، تلونها أزهارها وأطباقها وخيوط سجادها، إيران ليست هذا الحقد الدفين الأسود الذي يغطيها الآن، بل إيران هي حافظ وسعدي وعمر الخيام برقتهم وأبياتهم الشعرية التي تتحدث عن الحب والسلام والتسامح.
الإيرانيون محبون للحياة وللجمال وللموسيقى وللغناء، محبون للثقافة للفنون وللتعلم من الآخر والتعايش معه، لذلك هناك ملايين الإيرانيين نجوا بأنفسهم من هذا النظام الذي منعهم من التنفس حتى كانت قراءة كتاب أجنبي تهمة قد تقودك للمشنقة! هذا ما ذكرته آذار في كتابها الذي يحكي سيرتها الذاتية « أن تقرأ لوليتا في طهران» وتقصد بالعنوان أن مجرد قراءة رواية «لوليتا» في إيران للروائي الروسي فلاديمير نابوكوف يعني أنك تخاطر بحياتك.
تحدثت آذار عن جمهورية الخوف وجمهوريات الخيال، خرجت مع عائلتها خوفاً على حياتها من إيران هرباً من ذلك النظام الوحشي القمعي الذي أعدم إحدى تلميذاتها، خرجت لكنها حملت معها إيران في خيالها أينما حطت حتى لا تنساه، بنت لها وطناً في خيالها خوفاً من فقده مرة أخرى، وأينما ذهبت أخرجت هذا الوطن من ذاكرتها، وفرشته مستعرضة ألوانه كي لا ينسى العالم حقيقة إيران.
ضحايا هذا النظام من الإيرانيين أكثر من أي شعب آخر، منهم من تغرب، ومنهم من قتل، ومنهم من تشرد داخل إيران. الثورات لا تتوقف رغم القمع، وهناك ملايين من آذار يقاومون الخنق يومياً، ويقدمون التضحيات من أجل حرياتهم، علينا أن نتذكر أن آذار معنا عانت مثل ما عانينا من شر ذلك السواد الذي يتلبس هذا النظام قلباً وقالباً.
ما أجمل البحرين قالتها آذار بحب، ما أجمل أصالتكم وحبكم للحياة وما أجمل المعادلة التي مزجتم بها بين الأصالة والحداثة رأيتها في نسائكم وفي بيوتكم وفي أزقتكم فخرجت البحرين التي عرفتها الآن جميلة الجميلات، هكذا تحدثت عن البحرين آذار نفيسي التي ترجمت كتبها وطبعت منها ملايين النسخ.
نحن بحاجة إلى أن نسمع مثل هؤلاء الإيرانيين ونراهم، وهناك العديد منهم في المنافي ضحايا هذا النظام ولديهم رسالة إنسانية بالتذكير بإيران الحقيقية حتى لا ننساها، فأربعون عاماً من السواد والشر مسحتْ من ذاكرتنا تلك القواسم الإنسانية التي تجمعنا مع الإيرانيين المحبين للسلام، وهناك أجيال عربية نشأت وكبرت ولم تر غير ذلك النظام الحاقد ولم تعرف عن إيران غير الشر والضرر والأذى والطائفية والحقد.
شكراً لمركز الشيخ إبراهيم الخليفة الثقافي الذي منحنا فرصةَ أن نتذكر زاهية الألوان من جديد على أمل أن تستعيد إيران ألوانها قريباً.