لا يمكننا هنا أن نفتي في الطب، أو أن نفتي في مرض «كورونا» تحديداً. هذا المرض الذي تحول بقدرة قادر إلى وباء عالمي. لا نستطيع أن ندلي بدلونا لما للموضوع من أبعاد طبية وصحية وعلمية تخصصية لسنا من أهلها، لكن وبما أننا أعلاميون يمكننا التطرق لموضع «كورونا» من زاوية أخرى تتعلق بطريقة طرحه على المستوى الإعلامي، خاصة عبر الصحافة وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، لإحداث نوع من التوازن بين الوقع والفرضيات.
لقد قرأنا الكثير عن هذا المرض المعدي، وقرأنا عن أعراضه وطريقة توخيه وأسباب حدوثه وما إلى ذلك، لكن، من الضروري أيضاً أن نقرأ ونتمعن في كيفية التعامل معه، خاصة أن المرض قد وصل إلينا. لأن هذا الأمر-كيفية التعامل معه- هو أهم بكثير من المرض نفسه ومن انتشاره.
نحن في حاجة ماسة لطرح وتبني وجهة النظر الطبية والصحية العالمية من ناحية أضرار هذا المرض وخطورته، من أجل أن يتجنب الناس كل ما من شأنه أن ينشر المرض في المجتمع، وذلك عبر مجموعة من الاحتياطات الاحترازية لا أكثر، لكن ومن ناحية أخرى، لنا الكثير من التحفظات حول التعامل مع المرض من الناحية الإعلامية، سواء المحلية أو العالمية، وسواء كانت صحافة أو وسائل إعلامية أخرى، كالسوشيل ميديا بكافة أصنافها ودرجاتها.
هناك فرق شاسع بين التحذير الطبي الطبيعي لمخاطر هذا المرض، وبين التهويل وبث الخوف ونشر الذعر بين الناس، فالأول يقوم على الإقناع الطبي وتبني المنهج العلاجي الذي يخاطب العقل، أمَّا الثاني فإنه -كما نراه اليوم- يخاطب العواطف المجردة، ليسرق معنويات الناس ويدخلهم في حسابات نفسية معقدة، حتى يصلوا لحالة من الهلع الشديد جداً بسبب مرض هو ليس الأسوأ على الإطلاق. ومن هنا يتبين لنا مدى ما يمكن أن تفعله وسائل الإعلام المختلفة من تأثيرات قوية من خلال عرضها المرض، وأنها بالفعل تحذر منه، أو تخوِّف العالم بسببه.
إن بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية تتجه صوب الفعل الثاني، سواء عن قصد أو غير قصد، وهو تهويل المرض وبث الرعب في نفوس البشر بشكل لا يتسق وطبيعة المرض ومستواه وانتشاره، نعم، نستطيع أن نفهم قيمة التحذير والإجراءات الاحترازية والاستباقية وأهميتها، لكن، لا يجب أن يتحول التحذير إلى تهويل، فينقلب الوعي بأهمية تجنب هذا المرض إلى أمراض نفسية شرسة، ربما لا تقل خطورتها عن المرض نفسه، كالقلق والاكتئاب والخوف وغيرها من الأمراض النفسية، والسبب في كل ذلك يعود لطريقة عرض المرض من خلال التخويف لا التحذير.
حتى التحذير، فإنه يجب أن يتخذ مداه الطبيعي والعلمي، عبر مجموعة من الأطباء والمختصين، وألا يخرج من دائرة التحذير إلى دائرة التخويف والشائعات والتهريج وبث الأكاذيب، وذلك عبر الهرولة وراء أخبار «واتسابات الفاضين» وتويتر وإنستغرام وغيرها الكثير. إن هذه الأكاذيب والشائعات وطرق التخويف من المرض، هي التي يجب أن تتوقف، وسنكون كلنا بخير، والاقتصاد بخير، والصحة بألف خـير، والناس بأمن وأمان وخير.
لقد قرأنا الكثير عن هذا المرض المعدي، وقرأنا عن أعراضه وطريقة توخيه وأسباب حدوثه وما إلى ذلك، لكن، من الضروري أيضاً أن نقرأ ونتمعن في كيفية التعامل معه، خاصة أن المرض قد وصل إلينا. لأن هذا الأمر-كيفية التعامل معه- هو أهم بكثير من المرض نفسه ومن انتشاره.
نحن في حاجة ماسة لطرح وتبني وجهة النظر الطبية والصحية العالمية من ناحية أضرار هذا المرض وخطورته، من أجل أن يتجنب الناس كل ما من شأنه أن ينشر المرض في المجتمع، وذلك عبر مجموعة من الاحتياطات الاحترازية لا أكثر، لكن ومن ناحية أخرى، لنا الكثير من التحفظات حول التعامل مع المرض من الناحية الإعلامية، سواء المحلية أو العالمية، وسواء كانت صحافة أو وسائل إعلامية أخرى، كالسوشيل ميديا بكافة أصنافها ودرجاتها.
هناك فرق شاسع بين التحذير الطبي الطبيعي لمخاطر هذا المرض، وبين التهويل وبث الخوف ونشر الذعر بين الناس، فالأول يقوم على الإقناع الطبي وتبني المنهج العلاجي الذي يخاطب العقل، أمَّا الثاني فإنه -كما نراه اليوم- يخاطب العواطف المجردة، ليسرق معنويات الناس ويدخلهم في حسابات نفسية معقدة، حتى يصلوا لحالة من الهلع الشديد جداً بسبب مرض هو ليس الأسوأ على الإطلاق. ومن هنا يتبين لنا مدى ما يمكن أن تفعله وسائل الإعلام المختلفة من تأثيرات قوية من خلال عرضها المرض، وأنها بالفعل تحذر منه، أو تخوِّف العالم بسببه.
إن بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية تتجه صوب الفعل الثاني، سواء عن قصد أو غير قصد، وهو تهويل المرض وبث الرعب في نفوس البشر بشكل لا يتسق وطبيعة المرض ومستواه وانتشاره، نعم، نستطيع أن نفهم قيمة التحذير والإجراءات الاحترازية والاستباقية وأهميتها، لكن، لا يجب أن يتحول التحذير إلى تهويل، فينقلب الوعي بأهمية تجنب هذا المرض إلى أمراض نفسية شرسة، ربما لا تقل خطورتها عن المرض نفسه، كالقلق والاكتئاب والخوف وغيرها من الأمراض النفسية، والسبب في كل ذلك يعود لطريقة عرض المرض من خلال التخويف لا التحذير.
حتى التحذير، فإنه يجب أن يتخذ مداه الطبيعي والعلمي، عبر مجموعة من الأطباء والمختصين، وألا يخرج من دائرة التحذير إلى دائرة التخويف والشائعات والتهريج وبث الأكاذيب، وذلك عبر الهرولة وراء أخبار «واتسابات الفاضين» وتويتر وإنستغرام وغيرها الكثير. إن هذه الأكاذيب والشائعات وطرق التخويف من المرض، هي التي يجب أن تتوقف، وسنكون كلنا بخير، والاقتصاد بخير، والصحة بألف خـير، والناس بأمن وأمان وخير.