كل من يتذكر كيف تعامل النظام الإيراني مع خبر سقوط طائرة الركاب الأوكرانية سيعرف حقيقة ما يحدث حالياً في إيران فيما يخص إنكار النظام تمكن فيروس كورونا منها. عندما أعلن عن سقوط تلك الطائرة انبرى أرباب النظام وكبار المسؤولين في الطيران المدني لينفوا تورط الحرس الثوري في تلك الجريمة وأقسموا بأغلظ الأيمان وأصروا على أنه لم يتم إطلاق أي صاروخ إيراني تجاه الطائرة قبل أن يعدلوا تصريحاتهم فيما بعد ويقولوا «ربما» مرت الطائرة بمواقع تابعة للحرس الثوري محظور الطيران فوقها، ثم عندما تبين لهم أن الكذبة كبيرة ولا يمكن أن يصدقها أحد اعترفوا بذنبهم ولكن بعد أيام وقالوا إن «التحقيقات» بينت أن خطأ بشرياً قد حدث وأنه كان أمام «الموظف» المعني ثوان معدودات ليقرر إن كان الجسم الطائر عدواً أم صديقاً، فحصل ما حصل!
الأسلوب نفسه يمارسه أرباب النظام اليوم فيما يخص أعداد المصابين بفيروس كورونا وأعداد المتوفين بسببه. من عاش كذبة التورط في إسقاط الطائرة لا يمكن أن يصدق تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن أعداد ضحايا الفيروس مهما أقسموا، فما حصل مع الطائرة الأوكرانية التي قتل جميع من كان على متنها يتكرر اليوم مع فيروس كورونا، والواضح من إصرار النظام على التزامه بالشفافية ونفيه حصد الفيروس أعداداً كبيرة من الإيرانيين أنه يكذب، والغالب أن تعليمات وصلت من القيادة تأمر بحذف أول رقم من يمين أي عدد يعبر عن حقيقة وحجم الكارثة، لهذا تبدو الأعداد التي يتم التصريح بها، سواء للمصابين أو المتوفين بسبب الفيروس، ضئيلة.
ما ينبغي أن يعرفه أرباب النظام الإيراني جيداً هو أنه لا يمكن لأي عاقل أن يصدق بأن أعداد المصابين بالفيروس من الخليجيين الذين وجدوا في إيران في فترة إعلان انتشار الفيروس وقبلها وعادوا إلى بلدانهم أكبر من أعداد المصابين به في إيران التي صارت نتيجة تأخر مسؤوليها عن الاعتراف بوجود مصابين فيها خشية فشل الانتخابات وفضيحة التدخل فيها من قبل أرباب النظام بؤرة لتفشي المرض حتى تحولت أنظار العالم من الصين إلى إيران.
واقع الحال يقول إن على كل قارئ للأعداد التي يتم الإفراج عنها من قبل النظام الإيراني للمصابين والمتوفين بسبب الفيروس في إيران أن يضيف لها صفراً على اليمين كي تكون قريبة من الواقع، بمعنى أن العدد 34 الذي قال النظام إنه إجمالي عدد المتوفين بالفيروس حتى يوم الجمعة الماضية ينبغي على الأقل وضع صفر أمامه، فالغالب أن العدد الحقيقي هو 380 أو حتى 3800، وهكذا الحال فيما يخص أعداد المصابين بالفيروس.
لن يطول الوقت حتى يتبين لأرباب النظام الإيراني أن كذباتهم لم يعد يصدقها أحد فيضطرون إلى طرح أعداد أقرب إلى الواقع وإن لم تكن دقيقة، فهذا النظام لا يعترف بكذباته مبكراً، معتقداً أنه بهذه الممارسة يمكنه أن يغير من الحقيقة والواقع فتسير الأمور كما يريد لها أن تسير ويرضى عنها.
نفي النظام الإيراني صحة الأعداد التي تحدثت عنها «بي بي سي فارسي» أخيراً عن ضحايا الفيروس لا يعني أن العالم يمكن أن يصدقه، فالعالم صار يشكك في كل عدد يعلن عنه النظام، ولولا أنه كان من المستحيل خفض أعداد ضحايا الطائرة الأوكرانية لما تردد مسؤولو النظام عن حذف الخانتين على اليمين والقول بأنه لم يكن على متنها سوى عدد أقل من أصابع اليد الواحدة.
مشكلة النظام الإيراني اليوم هي أنه لم يعد العالم يصدق الأعداد التي يعلنها، وهذا لا يقتصر على أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه ولكن يشمل أيضاً أعداد من يقول إنهم تعافوا منه!
{{ article.visit_count }}
الأسلوب نفسه يمارسه أرباب النظام اليوم فيما يخص أعداد المصابين بفيروس كورونا وأعداد المتوفين بسببه. من عاش كذبة التورط في إسقاط الطائرة لا يمكن أن يصدق تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن أعداد ضحايا الفيروس مهما أقسموا، فما حصل مع الطائرة الأوكرانية التي قتل جميع من كان على متنها يتكرر اليوم مع فيروس كورونا، والواضح من إصرار النظام على التزامه بالشفافية ونفيه حصد الفيروس أعداداً كبيرة من الإيرانيين أنه يكذب، والغالب أن تعليمات وصلت من القيادة تأمر بحذف أول رقم من يمين أي عدد يعبر عن حقيقة وحجم الكارثة، لهذا تبدو الأعداد التي يتم التصريح بها، سواء للمصابين أو المتوفين بسبب الفيروس، ضئيلة.
ما ينبغي أن يعرفه أرباب النظام الإيراني جيداً هو أنه لا يمكن لأي عاقل أن يصدق بأن أعداد المصابين بالفيروس من الخليجيين الذين وجدوا في إيران في فترة إعلان انتشار الفيروس وقبلها وعادوا إلى بلدانهم أكبر من أعداد المصابين به في إيران التي صارت نتيجة تأخر مسؤوليها عن الاعتراف بوجود مصابين فيها خشية فشل الانتخابات وفضيحة التدخل فيها من قبل أرباب النظام بؤرة لتفشي المرض حتى تحولت أنظار العالم من الصين إلى إيران.
واقع الحال يقول إن على كل قارئ للأعداد التي يتم الإفراج عنها من قبل النظام الإيراني للمصابين والمتوفين بسبب الفيروس في إيران أن يضيف لها صفراً على اليمين كي تكون قريبة من الواقع، بمعنى أن العدد 34 الذي قال النظام إنه إجمالي عدد المتوفين بالفيروس حتى يوم الجمعة الماضية ينبغي على الأقل وضع صفر أمامه، فالغالب أن العدد الحقيقي هو 380 أو حتى 3800، وهكذا الحال فيما يخص أعداد المصابين بالفيروس.
لن يطول الوقت حتى يتبين لأرباب النظام الإيراني أن كذباتهم لم يعد يصدقها أحد فيضطرون إلى طرح أعداد أقرب إلى الواقع وإن لم تكن دقيقة، فهذا النظام لا يعترف بكذباته مبكراً، معتقداً أنه بهذه الممارسة يمكنه أن يغير من الحقيقة والواقع فتسير الأمور كما يريد لها أن تسير ويرضى عنها.
نفي النظام الإيراني صحة الأعداد التي تحدثت عنها «بي بي سي فارسي» أخيراً عن ضحايا الفيروس لا يعني أن العالم يمكن أن يصدقه، فالعالم صار يشكك في كل عدد يعلن عنه النظام، ولولا أنه كان من المستحيل خفض أعداد ضحايا الطائرة الأوكرانية لما تردد مسؤولو النظام عن حذف الخانتين على اليمين والقول بأنه لم يكن على متنها سوى عدد أقل من أصابع اليد الواحدة.
مشكلة النظام الإيراني اليوم هي أنه لم يعد العالم يصدق الأعداد التي يعلنها، وهذا لا يقتصر على أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه ولكن يشمل أيضاً أعداد من يقول إنهم تعافوا منه!