عندما تتداخل الخطوط وترددات الاتصال للإنترنت والهاتف على بعضها البعض يحدث تشويش في عمليات الاتصال المجراة وقت ذلك التداخل، وقد يحول دون اكتمال العملية الاتصالية أو تعطلها. والأمر نفسه يقاس على الذبذبات المرتبطة بالبشر، فارتفاعها وانخفاضها في الإنسان منا، قد يكونان مؤشراً هاماً لمستوى تواصلنا مع الكون بكل ما فيه من مخلوقات وأفكار وطاقات وغيرها، وتؤدي أيضاً إلى تحقيق نتائج غير تلك المرجوة نظراً للتشويش الحاصل، فيحدث الجذب الخاطئ ويجد المرء منا أنه اتجه للمسار / المصير الخاطئ أيضاً.
عوامل عدة تتسبب في حدوث التشويش الذبذبي لدى الإنسان، ولعل لذلك السبب كما أعتقد يقال للشخص الذي يعاني من التشويش الذهني أنه شخص متذبذب، لأنه محكوم بمستوى الذبذبات التي تدير مشاعره وسلوكه وتتحكم في عملية الاتصال مع الكون وفق معطياتها. ومن بين تلك العوامل هناك الأزمات النفسية أوالتراكمات التي تتسبب في ضغوط عصبية على المرء منا. ويكاد كل البشر اختبروا ذلك الشعور في مرحلة أو أكثر من حياتهم، لفترة تطول أو تقصر، قد تمر بالتشويش للحظات جراء مفاجأتنا بأمر ما، وقد يشكل التشويش مرحلة قائمة بذاتها في حياة البعض. الأمر يتفاوت ولكننا جميعاً اختبرنا ذلك الشعور، ومع ذلك نرى في المجتمع أن الحديث عن التشويش أو التذبذب قد تحول من حالة طبيعية ذهنية ونفسية وطاقية يمر بها الإنسان على الأرض بدرجات متفاوتة، إلى نقيصة أو عيب يؤخذ عليه ويحسب ضده في كثير من الظروف.
بعض الأفراد يمرون بمراحل من التشويش تدفعهم للوقوف وقفة جادة لمراجعة حياتهم بالكامل وإحداث التغيير الشامل فيها، وقد يكون انحرافاً عن المسار في ظاهر الأمر ولكنه في الحقيقة إعادة الأمور للنصاب الذي كان يجب أن تكون عليه قبل أن تكون ما كانت عليه بالفعل في مرحلة أداء الفرد لدور لا يمثله وإن ظن ذلك. ورغم أن أغلب الأدبيات كانت تنظر للأمر على أنها أزمة كبرى يعيشها الإنسان، وهكذا يصورها المجتمع الإنساني، إلاَّ أن طرحاً مميزاً للدكتور ديفيد ر. هاوكينز في كتابه «السماح بالرحيل» استوقفني جداً، يقول فيه إن «التشويش هو خلاصنا، فبالنسبة للشخص المشوش لا يزال يوجد هناك أمل، فتمسك بتشوشك، لأنه بالنهاية سيكون صديقك المفضل ودرعك ضد إجابات الآخرين المميتة وضد أن ينتهكوك بأفكارهم، فإذا كنت مشوشاً فهذا يعني أنك ما تزال حراً». أليس غريباً أن تجد من يدعو إلى المحافظة على التشويش أو مباركته؟!! رغم غرائبية الاتجاه ومع منطقية الفكرة أجد أني أميل لهذا الطرح كثيراً. إن مرحلة التشوش تحدث للمرء عندما يبدأ بالانتفاض على قناعاته، ويشعر أن جلده يتبدل فلم يعد يعرف كيف يعرف نفسه أمام نفسه وأمام الآخرين، ويرى أن تحولاً مقبلاً يحمل في طياته نسخة جديدة منه وإن لم يكن يعرف بالضبط ماهية تلك النسخة غير أنها مغايرة لسابقتها، وربما مغايرة تماماً.
* اختلاج النبض:
إن إدانة التشويش إنما هو شكل من الإسقاطات النفسية والمجتمعية التي تناولناها بالأمس، إذ لازال الوعي الجمعي يصنفه نقيصة أو اتهام، رغم ما يحمل في طياته من فرص لاستنارة جديدة ووعي أعلى.
عوامل عدة تتسبب في حدوث التشويش الذبذبي لدى الإنسان، ولعل لذلك السبب كما أعتقد يقال للشخص الذي يعاني من التشويش الذهني أنه شخص متذبذب، لأنه محكوم بمستوى الذبذبات التي تدير مشاعره وسلوكه وتتحكم في عملية الاتصال مع الكون وفق معطياتها. ومن بين تلك العوامل هناك الأزمات النفسية أوالتراكمات التي تتسبب في ضغوط عصبية على المرء منا. ويكاد كل البشر اختبروا ذلك الشعور في مرحلة أو أكثر من حياتهم، لفترة تطول أو تقصر، قد تمر بالتشويش للحظات جراء مفاجأتنا بأمر ما، وقد يشكل التشويش مرحلة قائمة بذاتها في حياة البعض. الأمر يتفاوت ولكننا جميعاً اختبرنا ذلك الشعور، ومع ذلك نرى في المجتمع أن الحديث عن التشويش أو التذبذب قد تحول من حالة طبيعية ذهنية ونفسية وطاقية يمر بها الإنسان على الأرض بدرجات متفاوتة، إلى نقيصة أو عيب يؤخذ عليه ويحسب ضده في كثير من الظروف.
بعض الأفراد يمرون بمراحل من التشويش تدفعهم للوقوف وقفة جادة لمراجعة حياتهم بالكامل وإحداث التغيير الشامل فيها، وقد يكون انحرافاً عن المسار في ظاهر الأمر ولكنه في الحقيقة إعادة الأمور للنصاب الذي كان يجب أن تكون عليه قبل أن تكون ما كانت عليه بالفعل في مرحلة أداء الفرد لدور لا يمثله وإن ظن ذلك. ورغم أن أغلب الأدبيات كانت تنظر للأمر على أنها أزمة كبرى يعيشها الإنسان، وهكذا يصورها المجتمع الإنساني، إلاَّ أن طرحاً مميزاً للدكتور ديفيد ر. هاوكينز في كتابه «السماح بالرحيل» استوقفني جداً، يقول فيه إن «التشويش هو خلاصنا، فبالنسبة للشخص المشوش لا يزال يوجد هناك أمل، فتمسك بتشوشك، لأنه بالنهاية سيكون صديقك المفضل ودرعك ضد إجابات الآخرين المميتة وضد أن ينتهكوك بأفكارهم، فإذا كنت مشوشاً فهذا يعني أنك ما تزال حراً». أليس غريباً أن تجد من يدعو إلى المحافظة على التشويش أو مباركته؟!! رغم غرائبية الاتجاه ومع منطقية الفكرة أجد أني أميل لهذا الطرح كثيراً. إن مرحلة التشوش تحدث للمرء عندما يبدأ بالانتفاض على قناعاته، ويشعر أن جلده يتبدل فلم يعد يعرف كيف يعرف نفسه أمام نفسه وأمام الآخرين، ويرى أن تحولاً مقبلاً يحمل في طياته نسخة جديدة منه وإن لم يكن يعرف بالضبط ماهية تلك النسخة غير أنها مغايرة لسابقتها، وربما مغايرة تماماً.
* اختلاج النبض:
إن إدانة التشويش إنما هو شكل من الإسقاطات النفسية والمجتمعية التي تناولناها بالأمس، إذ لازال الوعي الجمعي يصنفه نقيصة أو اتهام، رغم ما يحمل في طياته من فرص لاستنارة جديدة ووعي أعلى.