في علم الإدارة، هناك ما يعرف بالمواقف الإدارية، وهناك ما يعرف بالأزمات الإدارية!الأولى مرتبطة بمعادلات ثابتة، مبنية على مدخلات ومخرجات، بمعنى واحد زائد واحد يساوي اثنان، أي لدينا وضع إداري معين، يقابله إجراء معين، وغالباً ما تكون الإجراءات أو التعاملات ثابتة، باعتبار أن الخبرة المكتسبة في المعالجات أثبتت نجاعتها، بالتالي أصبحت ثابتاً معتمداً.أما الأزمات الإدارية، فتقودنا لذكر الممارسة المسماة بـ «إدارة الأزمات»، وهي أحد العلوم الإدارية التي تتعامل مع وجود «عناصر طارئة» تظهر فجأة وقد لا يكون إزائها «منهجية للتعامل»، وبالتالي التعامل معها يولد بالضرورة خبرة تمثل نموذجاً أولياً يضم لما قد تعتبره بالتراكم «دليلاً لإدارة الأزمات».علم الإدارة مبني على عدة جوانب، المتعارف عليه ينحصر على «إدارة البشر»، «إدارة الموارد»، «جودة الخدمات» و«التطوير والتحسين»، والآن في العقود الأخيرة يضاف إليه بشكل رئيس جانب «إدارة الأزمات»، بالنظر لكثرة الأزمات المختلفة.«إدارة الأزمات» من أقدم العلوم البشرية، فحياتك كإنسان تشمل مشاكل وأزمات تحتاج لحلول، هذه الحلول تمثل منهجيات لو ثبتها وطبقتها على نفس المشاكل، وحينما نقول بأنها ممارسة قديمة فإننا نعود لأول أزمة بشرية حصلت بين الشقيقين هابيل وقابيل، وكيف تعامل الأخير مع قتله لشقيقه في مسألة دفنه، رغم أن دليله في ذلك الغراب الذي حفر الأرض ليدفن آخر.إدارة الأزمات تحتاج لـ «غرف طوارئ» فيها توضع الخطوط العريضة لكيفية إدارة الأزمة، وربما بعض الأزمات قد لا يكون لها دليل سابق معني بالحلول، بالتالي عملية الارتجال قد تكون واردة، والتصويب المستمر للعمل هو أساس رفع جودته ليعتمد كحل.في هذه الغرف تحدث الكثير من الممارسات، بعضها على مدار الساعة، وبعضها بشكل يومي، لكن العامل المهم فيها هو «القائد»، الشخص صاحب صلاحية اتخاذ القرار.في هذا الجانب قرأت بعضاً من الثوابت التي يجب اتباعها في غرف الطوارئ خلال إدارة الأزمات، أنقل منها التالي: تفضيل السرعة على الدقة عند اتخاذ القرارات، وذلك عبر تحديد أبرز الأولويات التي يجب تحقيقها مع اشتراط الحفاظ على سلامة الناس. بعدها لابد من تحمل المسؤولية والتكيف مع الوضع بشجاعة، ما يعني الظهور للجمهور ومحاولة احتواء ردود الفعل عبر الصراحة والشفافية في تشخيص الأزمة وإعلان الحلول المقترحة، وهذا ما يتداخل مع النقطة التالية المعنية بإشراك الجميع لضمان فاعلية التأثير، بحيث نخلق وعياً شاملاً عبر مسؤولية مشتركة تجاه الأزمة، وفي النهاية لو تخطينا الأزمة، فمن المهم تدريب فريقك على قيادة الأزمات.هذا التوصيف أعلاه ينطبق تماما على ما قامت به البحرين في شأن جائحة كورونا (كوفيد19)، يشخص تماماً ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، في غرف العمليات، وفي عمليات صناعة القرار. باختصار لدينا نموذج إيجابي لإدارة الأزمات ولقيادي أدارها باقتدار، نموذج يستحق الدراسة والبحث.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90