نواصل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عن العلاقات بين البحرين ومصر. الذي أريد أن أصل إليه، هو أنه قررت إدارة الهجرة والجوازات فتح مكتب للأحوال الشخصية، وإصدار بطاقة شخصية، في عهد صاحب السعادة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة مدير الجوازات رحمه الله تعالى.
وتم اختيار المرحوم سعادة السيد علي راشد المسقطي لهذه المهمة، على أن يختار موظفاً آخر مرافقاً له، واختارني زميلاً له.
وسافرنا إلى مصر في عام 1970، والدراسة تحت إشراف وزارة الداخلية المصرية آنذاك، وسكنا في الأيام الأولى في فندق برج القاهرة، وأجرة الليلة ستة جنيهات، على أن تكون دراستنا في مكتب الأحوال الشخصية بالأزبكية، وعندما قابلنا اللواء المسؤول، ورحب بنا، قال: «ستة جنيهات في الليلة ده شيء كثير، سأرتب لكما شقة قريبة من المكتب»، وفعلاً حصلنا على شقة إيجارها الشهري 37 جنيهاً ومدة إقامتها أربعة أشهر، كما أمر أحد الضباط بالبحث عن خادمة للشقة وتتولى الطبخ والتنظيف، وكان أجرها الشهري خمسة جنيهات!
خلال الأسبوع الأول، أصابتني حمى شديدة والتهاب اللوزتين، وعندما جاءت الشغالة، ورأتني طريح الفراش، قالت «مالك يا ضناي؟»، وكانت رحيمة بي، وأمرتني بلبس لباسي والاستعداد للمستشفى.
وتحاملت على نفسي حتى وصلنا المستشفى.
وقامت بالواجب كاملاً حتى جاء دوري لمقابلة الطبيب، والمستشفى مكتظ بالمراجعين، فلما دخلت على الطبيب ولاحظ الإعياء البادي على وجهي، أمرني بالجلوس، وأمر الممرضة بإجراء الفحص الأولي المعتاد، من قياس الحرارة والضغط، واقترب مني، وأمرني بفتح فمي، وأدخل قطعة من الخشب الرقيق، وضغط على لساني بها، فإذا به يقول «يا... دّنْتَ عندك التهاب لوز، وحرارة مرتفعة نتيجة لذلك، سأكتب الدواء وإبر البنسلين لمدة أسبوع، كل يوم إبرة، وإذا تضاعف الألم إبقى راجعني»، وقبل أن أودعه، سألته «كم المبلغ؟، أجابني «مبلغ؟»، قلت «مبلغ العلاج»، وسألني باندهاش: «أنت مش عارف في أي مستشفى الآن؟، قلت له: «لا»، وضحك وقال: «أنت في مستشفى جمال عبدالناصر والعلاج مجاناً، والدواء والإبر خذها من صيدلية المستشفى بسعر مخفض»، وأصابتني حيرة، وقلت له «أنا بحريني»، أجابني «خلاص يا ابني... العلاج مجاناً، توكل على الله». رحمك الله يا جمال عبدالناصر، وعاشت مصر وعاش شعبها الأبي، راجياً وداعياً الله تعالى أن يحفظ أرض الكنانة ورئيسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وأبناءها الكرام من كل سوء، وأن تدوم راياتها عالية خفاقة، وأن تزداد العلاقات البحرينية المصرية متانة وقوة، ولكل أبناء مصر الحبيبة الذين يعيشون في البحرين ويساهمون في بناء حضارتنا كل ود ومحبه واعتزاز، وعاشت مملكة البحرين بقيادة مليكها المفدى في بحبوحة من العيش الآمن الرغيد.
وتم اختيار المرحوم سعادة السيد علي راشد المسقطي لهذه المهمة، على أن يختار موظفاً آخر مرافقاً له، واختارني زميلاً له.
وسافرنا إلى مصر في عام 1970، والدراسة تحت إشراف وزارة الداخلية المصرية آنذاك، وسكنا في الأيام الأولى في فندق برج القاهرة، وأجرة الليلة ستة جنيهات، على أن تكون دراستنا في مكتب الأحوال الشخصية بالأزبكية، وعندما قابلنا اللواء المسؤول، ورحب بنا، قال: «ستة جنيهات في الليلة ده شيء كثير، سأرتب لكما شقة قريبة من المكتب»، وفعلاً حصلنا على شقة إيجارها الشهري 37 جنيهاً ومدة إقامتها أربعة أشهر، كما أمر أحد الضباط بالبحث عن خادمة للشقة وتتولى الطبخ والتنظيف، وكان أجرها الشهري خمسة جنيهات!
خلال الأسبوع الأول، أصابتني حمى شديدة والتهاب اللوزتين، وعندما جاءت الشغالة، ورأتني طريح الفراش، قالت «مالك يا ضناي؟»، وكانت رحيمة بي، وأمرتني بلبس لباسي والاستعداد للمستشفى.
وتحاملت على نفسي حتى وصلنا المستشفى.
وقامت بالواجب كاملاً حتى جاء دوري لمقابلة الطبيب، والمستشفى مكتظ بالمراجعين، فلما دخلت على الطبيب ولاحظ الإعياء البادي على وجهي، أمرني بالجلوس، وأمر الممرضة بإجراء الفحص الأولي المعتاد، من قياس الحرارة والضغط، واقترب مني، وأمرني بفتح فمي، وأدخل قطعة من الخشب الرقيق، وضغط على لساني بها، فإذا به يقول «يا... دّنْتَ عندك التهاب لوز، وحرارة مرتفعة نتيجة لذلك، سأكتب الدواء وإبر البنسلين لمدة أسبوع، كل يوم إبرة، وإذا تضاعف الألم إبقى راجعني»، وقبل أن أودعه، سألته «كم المبلغ؟، أجابني «مبلغ؟»، قلت «مبلغ العلاج»، وسألني باندهاش: «أنت مش عارف في أي مستشفى الآن؟، قلت له: «لا»، وضحك وقال: «أنت في مستشفى جمال عبدالناصر والعلاج مجاناً، والدواء والإبر خذها من صيدلية المستشفى بسعر مخفض»، وأصابتني حيرة، وقلت له «أنا بحريني»، أجابني «خلاص يا ابني... العلاج مجاناً، توكل على الله». رحمك الله يا جمال عبدالناصر، وعاشت مصر وعاش شعبها الأبي، راجياً وداعياً الله تعالى أن يحفظ أرض الكنانة ورئيسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وأبناءها الكرام من كل سوء، وأن تدوم راياتها عالية خفاقة، وأن تزداد العلاقات البحرينية المصرية متانة وقوة، ولكل أبناء مصر الحبيبة الذين يعيشون في البحرين ويساهمون في بناء حضارتنا كل ود ومحبه واعتزاز، وعاشت مملكة البحرين بقيادة مليكها المفدى في بحبوحة من العيش الآمن الرغيد.