تعاقب على الخليج العربي والمجتمعات الخليجية العشرات من الرحالة الأوروبيين والأمريكان لاكتشاف المنطقة، فكيف كانت نظرة هذه المجتمعات لهم آنذاك؟
بالطبع توثق كتب التاريخ المتعددة هذا الاتصال المهم في تاريخ المنطقة، حيث توثق معظم القصص ترحيباً بهم، رغم معرفة الدوافع من وراء هذه الاستكشافات سواءً كانت تجارية أو سياسية أو دينية أو حتى جغرافية. لذلك نجد القصص المتعلقة بطرد الرحالة الأجانب قليلة إن لم تكن نادرة، وكثير من هؤلاء الرحالة التقوا بشيوخ المنطقة، وأبرز الشخصيات القبلية والدينية، واستطاعوا توثيق العديد من التفاصيل لمجتمعات القرنين السابع عشر والثامن عشر وحتى بواكير القرن العشرين.
تلك الحقائق تكشف طبيعة تعامل سكان الخليج العربي مع الأجانب عندما يزورونهم في بلدانهم، رغم عدم معرفتهم بهم، إلا أنهم كانوا محل ترحيب. ويتذكر البحرينيون جيداً قدوم بعثة الإرسالية الأمريكية نهاية القرن التاسع عشر للتبشير بالمسيحية، والدور الذي قام به القس صموئيل زويمر وزوجته إيمي لتأسيس مدرستين للبنات «1899»، ثم مدرسة للبنين «1902». لكن هذين المشروعين فشلا، فوجه الحاكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله للاستفادة من جهود البعثة في تأسيس المستشفى الأمريكي الذي مازال قائماً إلى اليوم.
مثل هذه الحادثة توجد لها حوادث مماثلة في الكثير من المجتمعات الخليجية التي استطاعت الاستفادة من خبرات الأجانب الذين قدموا إليها، وتم توظيف إمكانياتهم لخدمة المجتمع الذي قدموا إليه دون أي تعصب أو زينوفوبيا، ومازالت خدماتهم وإنجازاتهم مقدرة إلى اليوم.
إن قدوم الكثير من الأجانب إلى الخليج العربي حوّل الهجرة إلى فرصة مزدوجة، فرصة للأجنبي الذي هاجر ليوفر له حياة معيشية أفضل، وفرصة أخرى لمجتمعات الخليج وشعوبه للمشاركة في عملية التنمية طوال نصف قرن، ومازالت مستمرة إلى اليوم. ظهرت هذه الفرصة المزدوجة نتيجة الوفرة النفطية طوال فترة الدولة الريعية الخليجية، لكن انتهاء مرحلة الريع الآن بات ينذر بنظرة مختلفة تجاه الأجنبي من قبل الخليجيين، ومثلت جائحة فيروس كورونا اختباراً صريحاً للنظرة التقليدية.
بالطبع توثق كتب التاريخ المتعددة هذا الاتصال المهم في تاريخ المنطقة، حيث توثق معظم القصص ترحيباً بهم، رغم معرفة الدوافع من وراء هذه الاستكشافات سواءً كانت تجارية أو سياسية أو دينية أو حتى جغرافية. لذلك نجد القصص المتعلقة بطرد الرحالة الأجانب قليلة إن لم تكن نادرة، وكثير من هؤلاء الرحالة التقوا بشيوخ المنطقة، وأبرز الشخصيات القبلية والدينية، واستطاعوا توثيق العديد من التفاصيل لمجتمعات القرنين السابع عشر والثامن عشر وحتى بواكير القرن العشرين.
تلك الحقائق تكشف طبيعة تعامل سكان الخليج العربي مع الأجانب عندما يزورونهم في بلدانهم، رغم عدم معرفتهم بهم، إلا أنهم كانوا محل ترحيب. ويتذكر البحرينيون جيداً قدوم بعثة الإرسالية الأمريكية نهاية القرن التاسع عشر للتبشير بالمسيحية، والدور الذي قام به القس صموئيل زويمر وزوجته إيمي لتأسيس مدرستين للبنات «1899»، ثم مدرسة للبنين «1902». لكن هذين المشروعين فشلا، فوجه الحاكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله للاستفادة من جهود البعثة في تأسيس المستشفى الأمريكي الذي مازال قائماً إلى اليوم.
مثل هذه الحادثة توجد لها حوادث مماثلة في الكثير من المجتمعات الخليجية التي استطاعت الاستفادة من خبرات الأجانب الذين قدموا إليها، وتم توظيف إمكانياتهم لخدمة المجتمع الذي قدموا إليه دون أي تعصب أو زينوفوبيا، ومازالت خدماتهم وإنجازاتهم مقدرة إلى اليوم.
إن قدوم الكثير من الأجانب إلى الخليج العربي حوّل الهجرة إلى فرصة مزدوجة، فرصة للأجنبي الذي هاجر ليوفر له حياة معيشية أفضل، وفرصة أخرى لمجتمعات الخليج وشعوبه للمشاركة في عملية التنمية طوال نصف قرن، ومازالت مستمرة إلى اليوم. ظهرت هذه الفرصة المزدوجة نتيجة الوفرة النفطية طوال فترة الدولة الريعية الخليجية، لكن انتهاء مرحلة الريع الآن بات ينذر بنظرة مختلفة تجاه الأجنبي من قبل الخليجيين، ومثلت جائحة فيروس كورونا اختباراً صريحاً للنظرة التقليدية.