نواصل في الجزء السادس من المقال حديثنا عن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي.
رصدنا في المقال السابق بعض الأساليب التي استخدمتها بعض وسائل التواصل في تناول الجائحة كورونا (كوفيد19) والتي برز فيها التضارب في المعلومات وادعاء امتلاك المعلومات بينما لا تتعدى آراء شخصية تتسم بالسطحية والتحيز والرغبة في خدمة أجندات خاصة ترغب في النيل من الأداء الرسمي والتعاطي مع الأزمة.
ومن بين الآليات التي وظفتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي هي آلية التضخيم وآلية تعميم الخاص وهى آليات وأساليب إعلامية تستخدم فى الدعاية فإذا كان هناك مصاب أي حالة واحدة يتم كتابتها ونشرها فى صيغة الجمع «مصابين» وإذا كان حالة وفاة تكتب «وفيات» وهكذا ومن ذلك الكثير للإيحاء للجمهور بضخامة الموضوع بشكل لا يتناسب مع واقعه الحقيقي للحدث الذي يكتب عنه.
واتبعت هذه المنصات آلية النشر المتكرر للأخبار والمعلومات السلبية حتي تتركز فى أذهان الجمهور نتيجة كثرة تكرارها على أيام متتالية وفترات زمنية متقاربة، ذلك لأن الملاحقة والتكرار الإعلامي تؤدي بالجمهور فى النهاية إلى تصديق ما ينشر لأن البديل المعلوماتي الذي يتسم بالصحة والمصداقية يتم نشره بسرعة أقل مما هو موجود في شبكات التواصل التي تتسم بالفورية والتفاعلية وسرعة الوصول للجماهير وبالتالي فهي القادرة على ملء الفراغ المعلوماتي لدى الجماهير بشأن هذا الفيروس وهذا يقود في النهاية إلى تصديق ما تنشره هذه الوسائل الاجتماعية لأنه لا يوجد البديل السريع الذي يكشف كذبها وهشاشة ما تنشره من آراء.
وهذا ما جعل ما ينشر بشأن هذه القضية أقرب إلى إنصاف الحقائق والاقتباس الانتقائي من كلام شخصيات متنوعة محلية وأجنبية بل وتهتم بالتفاصيل الثانوية وإلصاق التهم بالتقصير والاستناد إليها فى الهجوم وإشاعة روح اليأس والتشاؤم لدى الجماهير وهذه كلها أساليب دعائية تمارس في الحرب النفسية ضد الشعوب لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، وهو ما يتناقض مع المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن تتحملها هذه المواقع فى مثل هذه الأزمات. والتي ترى أنه لا يحق قانوناً للصحفي أن يكتب نصف الحقيقة ويتجاهل النصف الآخر، ومن حق القراء الاطلاع على المعلومات الدقيقة الكاملة من أجل تشكيل الصورة الحقيقية للأحداث.
وخلاصة هذا العرض تظهر أن وسائل التواصل قد باتت فيروسات ضارة بالجمهور والمجتمع، فمضارها لا تقل عن فيروس كورونا (كوفيد19) ولذلك فإن غالبية مواقع التواصل الاجتماعي فى عالمنا العربي تحتاج إلى ترشيد أدائها وأن تفعل ما يعرف فى الصحافة العالمية بالرقابة الذاتية التي يحكمها الإحساس الوطني والقيم المهنية التي يعتنقها كل من يكتب رأياً ويعمل في وسيلة إعلامية تقليدية كانت أم حديثة وهذا ما أكدت عليه مواثيق الشرف الإعلامي فى كل بلاد الدنيا.. فى الجزء القادم نستكمل هذه المعايير المهنية في أداء مواقع التواصل الاجتماعي فى عالمنا العربي بشأن فيروس كورونا (كوفيد19) المستجد.. فللحديث بقية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
رصدنا في المقال السابق بعض الأساليب التي استخدمتها بعض وسائل التواصل في تناول الجائحة كورونا (كوفيد19) والتي برز فيها التضارب في المعلومات وادعاء امتلاك المعلومات بينما لا تتعدى آراء شخصية تتسم بالسطحية والتحيز والرغبة في خدمة أجندات خاصة ترغب في النيل من الأداء الرسمي والتعاطي مع الأزمة.
ومن بين الآليات التي وظفتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي هي آلية التضخيم وآلية تعميم الخاص وهى آليات وأساليب إعلامية تستخدم فى الدعاية فإذا كان هناك مصاب أي حالة واحدة يتم كتابتها ونشرها فى صيغة الجمع «مصابين» وإذا كان حالة وفاة تكتب «وفيات» وهكذا ومن ذلك الكثير للإيحاء للجمهور بضخامة الموضوع بشكل لا يتناسب مع واقعه الحقيقي للحدث الذي يكتب عنه.
واتبعت هذه المنصات آلية النشر المتكرر للأخبار والمعلومات السلبية حتي تتركز فى أذهان الجمهور نتيجة كثرة تكرارها على أيام متتالية وفترات زمنية متقاربة، ذلك لأن الملاحقة والتكرار الإعلامي تؤدي بالجمهور فى النهاية إلى تصديق ما ينشر لأن البديل المعلوماتي الذي يتسم بالصحة والمصداقية يتم نشره بسرعة أقل مما هو موجود في شبكات التواصل التي تتسم بالفورية والتفاعلية وسرعة الوصول للجماهير وبالتالي فهي القادرة على ملء الفراغ المعلوماتي لدى الجماهير بشأن هذا الفيروس وهذا يقود في النهاية إلى تصديق ما تنشره هذه الوسائل الاجتماعية لأنه لا يوجد البديل السريع الذي يكشف كذبها وهشاشة ما تنشره من آراء.
وهذا ما جعل ما ينشر بشأن هذه القضية أقرب إلى إنصاف الحقائق والاقتباس الانتقائي من كلام شخصيات متنوعة محلية وأجنبية بل وتهتم بالتفاصيل الثانوية وإلصاق التهم بالتقصير والاستناد إليها فى الهجوم وإشاعة روح اليأس والتشاؤم لدى الجماهير وهذه كلها أساليب دعائية تمارس في الحرب النفسية ضد الشعوب لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، وهو ما يتناقض مع المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن تتحملها هذه المواقع فى مثل هذه الأزمات. والتي ترى أنه لا يحق قانوناً للصحفي أن يكتب نصف الحقيقة ويتجاهل النصف الآخر، ومن حق القراء الاطلاع على المعلومات الدقيقة الكاملة من أجل تشكيل الصورة الحقيقية للأحداث.
وخلاصة هذا العرض تظهر أن وسائل التواصل قد باتت فيروسات ضارة بالجمهور والمجتمع، فمضارها لا تقل عن فيروس كورونا (كوفيد19) ولذلك فإن غالبية مواقع التواصل الاجتماعي فى عالمنا العربي تحتاج إلى ترشيد أدائها وأن تفعل ما يعرف فى الصحافة العالمية بالرقابة الذاتية التي يحكمها الإحساس الوطني والقيم المهنية التي يعتنقها كل من يكتب رأياً ويعمل في وسيلة إعلامية تقليدية كانت أم حديثة وهذا ما أكدت عليه مواثيق الشرف الإعلامي فى كل بلاد الدنيا.. فى الجزء القادم نستكمل هذه المعايير المهنية في أداء مواقع التواصل الاجتماعي فى عالمنا العربي بشأن فيروس كورونا (كوفيد19) المستجد.. فللحديث بقية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال