من لا يكون وطنه هو قضيته الأولى والأخيرة، فلا وطن له ولا قضية، بالتالي لا كيان ولا هوية.

بالتالي نعم، نؤكد هنا على ما قاله وزير الداخلية الرجل القوي الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وهو القول الفصل والثابت بأن البحرين هي قضيتنا «المصيرية».

كبلد يواجه تحديات عديدة وأخطاراً كثيرة طوال عقود، فإن التمسك بالانتماء لهذا الوطن، والتعاضد الوثيق مع قائد مسيرته جلالة الملك حمد حفظه الله هو الأساس، وهو الضمان لحفظ البحرين وتعزيز أمنها واستقرارها والمضي قدماً لصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وعليه فإن «قضيتنا المصيرية» والتي لها الأولوية في كل شيء هي البحرين، هي أرضنا التي كادت تختطف، وعانت من خطط ومكائد لولا توفيق الله لولي أمرنا ووقوف المخلصين من أبناء البحرين معه في خندق الوطنية دون مساومة على ذلك، بالتالي لا شيء «إطلاقا» يتقدم على بلادي ومستقبلها وأمنها واستقرارها ومصلحتها.

البحرين كبلد من حقها اتخاذ ما تراه مناسبا لها إزاء أي قضايا أو ملفات داخلية أو خارجية، حالها كحال أي بلد آخر، بالتالي ما أورده وزير الداخلية يشخص كثيراً من الأمور التي تجري على الساحة، ويؤكد كلامه على ما مضى به قائدنا جلالة الملك من نهج حكيم للتعامل مع الظروف والمتغيرات، فاليوم حماية مصلحة البحرين العليا هي الأساس، ولذلك الثقة دائمة في الملك حمد، الملك الذي يحمي البحرين وأهلها، والملك الذي أسس لثقافة مجتمعية متقدمة قائمة على السلام والتعايش والتسامح، والملك الذي يغلب الحكمة والمنطق والواقع في كل أمر، فإدارة الدول تحتاج لرؤى ثاقبة وعقليات ذكية تدرس الماضي وتقيم الحاضر وتستشرف المستقبل.

وزير الداخلية في حديثه عن اتفاق السلام يقول بأن هذا الأمر يأتي في إطار «حماية مصالح مملكة البحرين العليا ومن أجل تعزيز أمن البحرينيين وثبات اقتصادهم، وهذا الأمر ليس تخليا عن القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإذا كانت فلسطين قضيتنا العربية، فان البحرين قضيتنا المصيرية».

البحرين «مصيرنا» وفلسطين «قضيتنا» والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وإقامة دولته ووقف الانتهاكات الإنسانية بحقه ووقف ضم الأراضي، كلها ثوابت أعلنتها البحرين بصراحة ووضوح، والأمل بأن يمهد الاتفاق الحالي الفرصة للمضي بجدية لإحلال السلام بما يُنهي هذا الصراع الذي طال وتضرر منه المواطن الفلسطيني.

بالنسبة لنا كبحرينيين مخلصين «الثابت والراسخ» هي البحرين التي يقودها بشجاعة وحكمة ملكنا المفدى، البحرين بلادنا التي ستظل دائماً وأبداً «قضيتنا المصيرية».