في زمن من الأزمان، سألت عن فلان، إنسان عرفته بأخلاق عالية وصفات راقية، وتوقعت له مستقبلاً جميلاً، ففاجأني الرد بأنه محبوس يقضي عقوبة طويلة، ولماذا حينما سألت، أُجبت بأن السبب ترويج المخدرات.
لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يعقل ذلك؟! رد علي صاحبي بأن كل شيء يعقل حينما «تغيب القناعة» ويحل محلها الجشع والسعي وراء المال بشتى الطرق.
هل كان في حاجة ماسة ليفعل ذلك؟! أبدا كان يعيش بهدوء وبساطة وبمدخول يكفيه ويستر عليه وعلى عائلته دون أن يلجأ لسؤال أحد ويحتاج لأحد، بل هو الطمع، وعدم القناعة بما لديه، والرغبة بالمزيد والمزيد من المال.
تدمر كل شيء في لحظة، وبدل العيش بهدوء وسكينة، أصبحت المعاناة لعائلته هي الخبز اليومي، وهو ليس إلا حالة واحدة لعشرات من الحالات التي تمثل للناس دروسا حية للكيفية التي يتحول فيها الإنسان لشخص «يجري جري الوحوش» ظناً بأنه «أكثر من رزقه سيحوش» كما يقول مثلنا الدارج، فإذا به يدخل غياهب أمور غير سوية أو ممارسات غير مشروعة، فقط لأجل كسب المال، كشخص عرف بأنه «حمامة مسجد» لا يفوت فرضاً، لكنهم «يحبون المال حباً جماً» ليأتي يوم ويكتشف بأنه وراء شبكة صغيرة للدعارة! وهنا الصدمة، إذ كيف يجتمع ضدان «حسنات وخطايا» في شخص؟!
الإجابة واحدة «غياب القناعة» ونسيان «شكر الله» ومرض «النظر للآخرين»، وهنا تجد كثيراً عيونهم دائماً للأعلى، يراقبون الآخرين بطريقة تجعلهم ينسون ما يملكون، تجعلهم ينسون كلمة «الحمد لله»، تجعلهم «يبخسون» بكل ما لديهم وما أنعم الله به عليهم، تجعلهم ينسون النظر للأسفل، لمن هم أدنى منهم ممن أحوالهم أقل منهم، وممن لم يكتب لهم القدر أن يكونوا بنفس أوضاعهم.، ولربما هؤلاء يحمدون الله على أحوالهم أكثر ممن هم أفضل حالاً منهم لكنه لا يحمد ولا يشكر، بل عيناه شاخصتان للأعلى.
القناعة كنز لا يفنى، جملة لم تورد هكذا اعتباطاً، بل هي «إكسير حياة» لمن يريد العيش سعيداً وهانئاً، لمن يدرك بأن عمله وسعيه بنزاهة وشرف سيبارك له الله فيه، وهو ما سيحقق له حياة كريمة وهو محتفظ بكرامته وعزة نفسه ومبادئه وأخلاقه، أما من قناعته «منقرضة» فإن سعيه الدائم هو كيف يحصل على المزيد والمزيد كحال نار جهنم حينما سئلت «هل امتلأت؟» فقالت «هل من مزيد؟» وهؤلاء إما يكون الهم والكدر والضيق والانشغال بالآخرين ديدنهم اليومي، أو يسلكون مسارات منحرفة غير سوية كذاك الذي اتجه لبيع المخدرات أو مرتاد المسجد الذي تحول لإدارة شبكة دعارة.
كفانا الله وإياكم الشر، وأنعم عليكم بالقناعة والحياة السعيدة.
{{ article.visit_count }}
لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يعقل ذلك؟! رد علي صاحبي بأن كل شيء يعقل حينما «تغيب القناعة» ويحل محلها الجشع والسعي وراء المال بشتى الطرق.
هل كان في حاجة ماسة ليفعل ذلك؟! أبدا كان يعيش بهدوء وبساطة وبمدخول يكفيه ويستر عليه وعلى عائلته دون أن يلجأ لسؤال أحد ويحتاج لأحد، بل هو الطمع، وعدم القناعة بما لديه، والرغبة بالمزيد والمزيد من المال.
تدمر كل شيء في لحظة، وبدل العيش بهدوء وسكينة، أصبحت المعاناة لعائلته هي الخبز اليومي، وهو ليس إلا حالة واحدة لعشرات من الحالات التي تمثل للناس دروسا حية للكيفية التي يتحول فيها الإنسان لشخص «يجري جري الوحوش» ظناً بأنه «أكثر من رزقه سيحوش» كما يقول مثلنا الدارج، فإذا به يدخل غياهب أمور غير سوية أو ممارسات غير مشروعة، فقط لأجل كسب المال، كشخص عرف بأنه «حمامة مسجد» لا يفوت فرضاً، لكنهم «يحبون المال حباً جماً» ليأتي يوم ويكتشف بأنه وراء شبكة صغيرة للدعارة! وهنا الصدمة، إذ كيف يجتمع ضدان «حسنات وخطايا» في شخص؟!
الإجابة واحدة «غياب القناعة» ونسيان «شكر الله» ومرض «النظر للآخرين»، وهنا تجد كثيراً عيونهم دائماً للأعلى، يراقبون الآخرين بطريقة تجعلهم ينسون ما يملكون، تجعلهم ينسون كلمة «الحمد لله»، تجعلهم «يبخسون» بكل ما لديهم وما أنعم الله به عليهم، تجعلهم ينسون النظر للأسفل، لمن هم أدنى منهم ممن أحوالهم أقل منهم، وممن لم يكتب لهم القدر أن يكونوا بنفس أوضاعهم.، ولربما هؤلاء يحمدون الله على أحوالهم أكثر ممن هم أفضل حالاً منهم لكنه لا يحمد ولا يشكر، بل عيناه شاخصتان للأعلى.
القناعة كنز لا يفنى، جملة لم تورد هكذا اعتباطاً، بل هي «إكسير حياة» لمن يريد العيش سعيداً وهانئاً، لمن يدرك بأن عمله وسعيه بنزاهة وشرف سيبارك له الله فيه، وهو ما سيحقق له حياة كريمة وهو محتفظ بكرامته وعزة نفسه ومبادئه وأخلاقه، أما من قناعته «منقرضة» فإن سعيه الدائم هو كيف يحصل على المزيد والمزيد كحال نار جهنم حينما سئلت «هل امتلأت؟» فقالت «هل من مزيد؟» وهؤلاء إما يكون الهم والكدر والضيق والانشغال بالآخرين ديدنهم اليومي، أو يسلكون مسارات منحرفة غير سوية كذاك الذي اتجه لبيع المخدرات أو مرتاد المسجد الذي تحول لإدارة شبكة دعارة.
كفانا الله وإياكم الشر، وأنعم عليكم بالقناعة والحياة السعيدة.