بداية، شكراً لجلالة الملك حفظه الله على كلمته المعنية بيوم الصحافة ومضامينها القوية، إذ عودنا جلالته على قربه الدائم من الصحافة الوطنية، والاهتمام بما تتناوله وتطرحه من قضايا وهموم الوطن، تفاعل ملكنا الغالي مع الصحافة بحد ذاته مثال يحتذى وأنموذج يدرس لأي مسؤول.
هنا سأكرر تساؤلاً دائماً أطرحه: هل الصحافة وسيلة تغيير؟! وأجيب بأنه لو قمنا بربط العمل الصحفي بالممارسات المقابلة من قبل القطاعات ومسؤوليها، ولو قسنا نسبة التأثر بما تطرحه، لخلصنا لنتيجة مؤسفة مفادها أن صحافتنا ليست وسيلة تغيير، بل أقرب ما تكون إلى وسيلة ضغط.
دعوني أشرح وفق وجهة نظر شخصية مبنية على واقع عملي يمتد لأكثر من 25 عاماً، إذ لو كانت صحافتنا وسيلة تغيير، لوجدنا ترجمة لذلك بصورة فورية، لوجدنا أن قضايا كتبنا فيها منذ عشرين عاماً وأكثر قد انتهت منذ زمن طويل، لا أن نجدها مازالت حية على صفحات صحفنا وفي كتاباتنا، وهنا لو كانت وسيلة تغيير لحلت هذه المشاكل من فورها ولانقرضت منذ فترة.
التغيير لا تصنعه الصحافة بما تطرحه، بل التغيير الذي تقوم به يتمثل بترقية العقول وتطوير الأفكار وسبر الأمور والبحث عن الحقائق وتوصيل نبض الشارع، وفي هذا الشأن الصحافة تغيرت عن السابق، بات فضاؤها أرحب بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وأثره على الانفتاح الإعلامي وحرية التعبير والنشر. التغيير لا تحققه الصحافة لو استمر بعض المسؤولين في آلية التعامل الخاطئة معها، حينما يرى بعضهم علاقته بالصحافة وما ينشر فيها يجب أن تكون إما ردوداً للتسكيت، أو يرى الصحافة بأنها وسيلة نشر لأخباره وصوره وإنجازاته فقط. وللأسف لأن الممارسة الصحفية في بعض حالاتها تقبل بأن تعامل بهذه الطريقة.
وعليه، أصبح العمل الصحفي يرتكز اليوم -عند من مازال يقاتل من أجل ثوابت الصحافة- على «الضغط» عبر كشف الأمور الخفية على الملأ، وبممارسة النقد وعدم الرضوخ لمحاولات الترويض التي يقوم بها بعض المسؤولين «عيني عينك». أنا مقتنع شخصياً اليوم بأن التغيير الذي يكون من قبل الصحافة لا يتأتى إلا عبر أسلوب الضغط، وعبر إيصال صوت من لايريد بعض المسؤولين إيصال صوتهم، وأعني هنا الناس، يضاف إليها الاستمرار بالمطالبة في كشف الغموض وحل المشاكل وتحديد المخطئين والدعوة لتحقيق العدالة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب. في الغرب الصحافة تهز كيانات لا تهتز، يرتعد المسؤولون الذين لا يلتزمون بأخلاقيات ومسؤوليات مهامهم أمامها، هناك الصحافة لها وزن حقيقي، لا وزن افتراضي، وهذا ما ننشده لصحافتنا وما نتمنى أن تصل إليه.
من دخل الصحافة مؤمنا بقيمها وأهدافها ورسالتها السامية، هو من لا يقبل بأن تكون الصحافة وسيلة «امتطاء» لبعض المسؤولين، هو من لا يقبل بأن تنحرف عن أداء دورها المربوط بالمواطن ومعيار الصح والخطأ، لكن من يطرأ عليها للأسف، ومن يراها «مهنة» لا «حرفة» يمكنه أن يضيع بوصلتها بسهولة ويحولها لدائرة علاقات عامة لا «سلطة رابعة» فاعلة.
* اتجاه معاكس:
رأيتم في مرات لا تعد ولا تحصى كيف هي نظرة جلالة الملك حفظه الله للصحافة الوطنية ورأيه فيها ومحبته لها ولمنتسبيها وكيف يضع لها مكاناً مميزاً كشريكة في بناء الوطن. هل يا ترى جميع المسؤولين لدينا يرون الصحافة بنفس ما يراها جلالة الملك؟! سؤال يوجه لمن يفترض أن يكون ملكنا الغالي قدوتهم.
هنا سأكرر تساؤلاً دائماً أطرحه: هل الصحافة وسيلة تغيير؟! وأجيب بأنه لو قمنا بربط العمل الصحفي بالممارسات المقابلة من قبل القطاعات ومسؤوليها، ولو قسنا نسبة التأثر بما تطرحه، لخلصنا لنتيجة مؤسفة مفادها أن صحافتنا ليست وسيلة تغيير، بل أقرب ما تكون إلى وسيلة ضغط.
دعوني أشرح وفق وجهة نظر شخصية مبنية على واقع عملي يمتد لأكثر من 25 عاماً، إذ لو كانت صحافتنا وسيلة تغيير، لوجدنا ترجمة لذلك بصورة فورية، لوجدنا أن قضايا كتبنا فيها منذ عشرين عاماً وأكثر قد انتهت منذ زمن طويل، لا أن نجدها مازالت حية على صفحات صحفنا وفي كتاباتنا، وهنا لو كانت وسيلة تغيير لحلت هذه المشاكل من فورها ولانقرضت منذ فترة.
التغيير لا تصنعه الصحافة بما تطرحه، بل التغيير الذي تقوم به يتمثل بترقية العقول وتطوير الأفكار وسبر الأمور والبحث عن الحقائق وتوصيل نبض الشارع، وفي هذا الشأن الصحافة تغيرت عن السابق، بات فضاؤها أرحب بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وأثره على الانفتاح الإعلامي وحرية التعبير والنشر. التغيير لا تحققه الصحافة لو استمر بعض المسؤولين في آلية التعامل الخاطئة معها، حينما يرى بعضهم علاقته بالصحافة وما ينشر فيها يجب أن تكون إما ردوداً للتسكيت، أو يرى الصحافة بأنها وسيلة نشر لأخباره وصوره وإنجازاته فقط. وللأسف لأن الممارسة الصحفية في بعض حالاتها تقبل بأن تعامل بهذه الطريقة.
وعليه، أصبح العمل الصحفي يرتكز اليوم -عند من مازال يقاتل من أجل ثوابت الصحافة- على «الضغط» عبر كشف الأمور الخفية على الملأ، وبممارسة النقد وعدم الرضوخ لمحاولات الترويض التي يقوم بها بعض المسؤولين «عيني عينك». أنا مقتنع شخصياً اليوم بأن التغيير الذي يكون من قبل الصحافة لا يتأتى إلا عبر أسلوب الضغط، وعبر إيصال صوت من لايريد بعض المسؤولين إيصال صوتهم، وأعني هنا الناس، يضاف إليها الاستمرار بالمطالبة في كشف الغموض وحل المشاكل وتحديد المخطئين والدعوة لتحقيق العدالة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب. في الغرب الصحافة تهز كيانات لا تهتز، يرتعد المسؤولون الذين لا يلتزمون بأخلاقيات ومسؤوليات مهامهم أمامها، هناك الصحافة لها وزن حقيقي، لا وزن افتراضي، وهذا ما ننشده لصحافتنا وما نتمنى أن تصل إليه.
من دخل الصحافة مؤمنا بقيمها وأهدافها ورسالتها السامية، هو من لا يقبل بأن تكون الصحافة وسيلة «امتطاء» لبعض المسؤولين، هو من لا يقبل بأن تنحرف عن أداء دورها المربوط بالمواطن ومعيار الصح والخطأ، لكن من يطرأ عليها للأسف، ومن يراها «مهنة» لا «حرفة» يمكنه أن يضيع بوصلتها بسهولة ويحولها لدائرة علاقات عامة لا «سلطة رابعة» فاعلة.
* اتجاه معاكس:
رأيتم في مرات لا تعد ولا تحصى كيف هي نظرة جلالة الملك حفظه الله للصحافة الوطنية ورأيه فيها ومحبته لها ولمنتسبيها وكيف يضع لها مكاناً مميزاً كشريكة في بناء الوطن. هل يا ترى جميع المسؤولين لدينا يرون الصحافة بنفس ما يراها جلالة الملك؟! سؤال يوجه لمن يفترض أن يكون ملكنا الغالي قدوتهم.