كان يزور مجالس أصحابه يومياً غير مكترث، وكان يقول لهم باستهتار: «كورونا صايدكم صايدكم فليش وجع الراس»! لكن الله كتب بأن يصاب أبناؤه الصغار فتغير لسان حاله، وذهب الاستهتار وحل محله الخوف والقلق، واضطر بأن يجلس في منزله محجوراً على أمل ألا يُصاب هو، لكن العدوى انتقلت إليه.
هذه قصة حقيقية تقابلها عشرات القصص المعنية بالإصابات التي طالت عديداً من الناس في شأن فيروس كورونا، وكلها حالات تكشف لدينا بأن الاستهتار وعدم الاكتراث واللامبالاة لدى البعض قادهم ليس فقط لإصابتهم فردياً بالوباء، بل لانتشاره بشكل مستشرٍ وبشع بين أفراد أسرهم، والمصيبة لو كان من ضمنهم كبار في السن ولديهم أمراض كامنة، هؤلاء هم من يقع عليهم الخطر.
هل ينكر بعضكم معرفته بحالات توفيت رحمها الله وكان السبب انتقال الفيروس لهم من خلال أبنائهم وأفراد عائلتهم؟! بعضهم كان يجلس في البيت ولا يخرج، وكان يتخذ كافة الإجراءات والاحترازات، لكن الفيروس وصله لداخل منزله بسبب أبنائه أو أقربائه.
حتى في شأن التطعيم، من الذي قال لكم بأن التطعيم هو علاج حتمي للفيروس؟! من قال لكم بأن المتطعم «خلاص» لن يقربه كورونا وسيكون في مأمن منه؟! ما قيل وما فهمناه بأن التطعيم يخفف من وطأة الأعراض حين الإصابة بالمرض، ويصنع في الجسم مواد مضادة مع تطورها يمكن اعتباره نوعاً من الوقاية النسبية عن الإصابة، في حين المصاب المتعافي، من قال له بأن كورونا «خلاص» لن يمر صوبه ولن يصيبه مرة أخرى؟!
أتابع ارتفاع الأعداد بشكل يومي، وفي نفس الوقت أتابع التصريحات الرسمية، وأتابع حملات حث الناس لأخذ اللقاح والتطعيم، وأيضاً أتابع ما يكتبه الناس على منصات التواصل الاجتماعي بالأخص من يهاجم وينتقد الجهود الرسمية التي تقوم بها الدولة، وهي جهود كلفت خزينة البحرين ملايين وملايين، وأستغرب من الفئة الأخيرة التي «لا يعجبها العجب»، إذ ماذا تريدون من الدولة أن تقوم به أكثر؟!
وحينما أوجه هذا السؤال يمر أمامي عبر شريط سريع كل أمر وخطوة وإجراء وجهد بذلته الدولة، وكل تسهيل وكل علاج مجاني ورعاية ولقاح لم يدفع الناس مقابل له بخلاف كثير من الدول في الخارج، وهنا أستغرب من بعض البشر، إذ البحرين لم تفرض حظراً كاملاً مثلما فعلت بعض الدول، بل سهلت للناس حياتهم «مراهنة» على «وعيهم» وأنهم بالفعل «مجتمع واعي»، لكن اتضح بأن البعض «مستهتر» لدرجة مخيفة، وبعدها يأتي ليلوم الدولة وإجراءاتها!
أنا شخصياً كنت مع فرض حظر كامل أو جزئي مع احترامي للآراء الرسمية التي رأت في ذلك تقييداً لحياة الناس أو تأثيراً كبيراً على الاقتصاد، لكن أقول ذلك لأن ما يحصل اليوم أمر غير مقبول، فكثير من البشر لا يكترثون ولا كأن في البلد وباء، ومع ذلك يلومون الدولة، يا أخي أجلس في بيتك والتزم بالإجراءات وانظر كيف ينحسر المرض وتقل الإصابات! وماذا لو لم توفر البحرين لك العلاج المجاني والرعاية واللقاح وسهلت لك في عملك ودراستك وأوقفت القروض وكل التسهيلات، ماذا كنت ستقول؟!
ساعات ويدخل علينا العيد، ورغم أن الأفضلية لمن تلقوا اللقاح في ارتياد المرافق، لكن عينك على «المستهترين» الذين بسببهم وصلت الأعداد لما هي عليه، ومن ثم سيلومون الدولة وإجراءاتها، والله عيب!
{{ article.visit_count }}
هذه قصة حقيقية تقابلها عشرات القصص المعنية بالإصابات التي طالت عديداً من الناس في شأن فيروس كورونا، وكلها حالات تكشف لدينا بأن الاستهتار وعدم الاكتراث واللامبالاة لدى البعض قادهم ليس فقط لإصابتهم فردياً بالوباء، بل لانتشاره بشكل مستشرٍ وبشع بين أفراد أسرهم، والمصيبة لو كان من ضمنهم كبار في السن ولديهم أمراض كامنة، هؤلاء هم من يقع عليهم الخطر.
هل ينكر بعضكم معرفته بحالات توفيت رحمها الله وكان السبب انتقال الفيروس لهم من خلال أبنائهم وأفراد عائلتهم؟! بعضهم كان يجلس في البيت ولا يخرج، وكان يتخذ كافة الإجراءات والاحترازات، لكن الفيروس وصله لداخل منزله بسبب أبنائه أو أقربائه.
حتى في شأن التطعيم، من الذي قال لكم بأن التطعيم هو علاج حتمي للفيروس؟! من قال لكم بأن المتطعم «خلاص» لن يقربه كورونا وسيكون في مأمن منه؟! ما قيل وما فهمناه بأن التطعيم يخفف من وطأة الأعراض حين الإصابة بالمرض، ويصنع في الجسم مواد مضادة مع تطورها يمكن اعتباره نوعاً من الوقاية النسبية عن الإصابة، في حين المصاب المتعافي، من قال له بأن كورونا «خلاص» لن يمر صوبه ولن يصيبه مرة أخرى؟!
أتابع ارتفاع الأعداد بشكل يومي، وفي نفس الوقت أتابع التصريحات الرسمية، وأتابع حملات حث الناس لأخذ اللقاح والتطعيم، وأيضاً أتابع ما يكتبه الناس على منصات التواصل الاجتماعي بالأخص من يهاجم وينتقد الجهود الرسمية التي تقوم بها الدولة، وهي جهود كلفت خزينة البحرين ملايين وملايين، وأستغرب من الفئة الأخيرة التي «لا يعجبها العجب»، إذ ماذا تريدون من الدولة أن تقوم به أكثر؟!
وحينما أوجه هذا السؤال يمر أمامي عبر شريط سريع كل أمر وخطوة وإجراء وجهد بذلته الدولة، وكل تسهيل وكل علاج مجاني ورعاية ولقاح لم يدفع الناس مقابل له بخلاف كثير من الدول في الخارج، وهنا أستغرب من بعض البشر، إذ البحرين لم تفرض حظراً كاملاً مثلما فعلت بعض الدول، بل سهلت للناس حياتهم «مراهنة» على «وعيهم» وأنهم بالفعل «مجتمع واعي»، لكن اتضح بأن البعض «مستهتر» لدرجة مخيفة، وبعدها يأتي ليلوم الدولة وإجراءاتها!
أنا شخصياً كنت مع فرض حظر كامل أو جزئي مع احترامي للآراء الرسمية التي رأت في ذلك تقييداً لحياة الناس أو تأثيراً كبيراً على الاقتصاد، لكن أقول ذلك لأن ما يحصل اليوم أمر غير مقبول، فكثير من البشر لا يكترثون ولا كأن في البلد وباء، ومع ذلك يلومون الدولة، يا أخي أجلس في بيتك والتزم بالإجراءات وانظر كيف ينحسر المرض وتقل الإصابات! وماذا لو لم توفر البحرين لك العلاج المجاني والرعاية واللقاح وسهلت لك في عملك ودراستك وأوقفت القروض وكل التسهيلات، ماذا كنت ستقول؟!
ساعات ويدخل علينا العيد، ورغم أن الأفضلية لمن تلقوا اللقاح في ارتياد المرافق، لكن عينك على «المستهترين» الذين بسببهم وصلت الأعداد لما هي عليه، ومن ثم سيلومون الدولة وإجراءاتها، والله عيب!