تخيل نفسك طبيباً، أو ممرضاً أو مسعفاً، أو شخصاً عمله يتطلب الاحتكاك مباشرة مع المرضى، تخيل أنك مبتعد عن أبنائك وعائلتك لشهور لأنك موجود في الصفوف الطبية الأمامية للتعامل مع حالات وباء كورونا، تخيل حجم الخطر الذي تواجهه كل يوم، وأنك على بُعد سنتيمترات من المرض، ورغم ذلك تخاطر لأجل إسعاف أو إنقاذ أرواح البشر، تخيل أنك تقوم بكل هذا ثم يأتيك أحد لربما كان جالساً في منزله أو في قهوة أو مطعم أو لا يواجه ربع ما تواجهه، يأتيك ويكتب في وسائل التواصل الاجتماعي ما يقلل من شأن الجهود المبذولة، ألن تصيبك خيبة أمل؟!
دائماً في أي موقف، وقبل إطلاق الأحكام، ضع نفسك في موضع الشخص الآخر، وفكر لو كنت أنت كيف ستتصرف؟! والأهم هل ما ستتصرف به أمر يمكن تحقيقه، وهل أنت بحجم اتخاذ مسؤولية القرار بشأنه؟! وبعدها احكم على الآخرين وقيم عملهم.
نعلم تماماً بأن أعداد الإصابات بكورونا متزايدة، وندرك تماماً بأن هذا الفيروس يطور من نفسه ويتحور، سواء أكان كورونا ذو السلالة الثانية أو المتحور الهندي أو حتى البحريني، فكل فيروس أصلاً حينما يجد مقاومة ومضادات مناعية يحاول النجاة بنفسه عبر تغيير النمط والسلوك الخاص به، فيتحور لا محالة، وهذا لا ذنب لبشري فيه.
لكن القضية هنا ليست الفيروس وما يفعله وكيف يتشكل، القضية أننا أمام وضع يتقلب ويتعقد لأن الظروف المتداخلة والمؤثرة فيه تتغير، وأننا أمام وضع تعمل فيه الدولة بكل الوسائل لاحتواء الموقف وحماية الناس بكل ما تستطيع، ولا يمكنها فعل ذلك إن كانت العملية برمتها من طرف واحد، لذلك كان القول الدائم بأن «المسؤولية مشتركة»، والأعداد التي تعلن وتنشر تكشف أن نسبة كبيرة من الإصابات نتيجة مخالطات ما يعني أن هناك قصوراً في عملية التعامل مع الموضوع بجدية.
فقط لنسأل أنفسنا ونرجع الذاكرة للوراء، إلى سنة كاملة على الأقل، هل اليوم اهتمامنا بتعقيم أيادينا بالمعقمات مثلما كان قبل عام؟! هل مازلنا نحرص على تعقيم الأسطح ومقابض السيارات وكل سطح أو أداة يمكن أن تتجمع عليها الفيروسات؟! هل التزامنا بلبس الكمام هو بنفس المستوى قبل عام؟! وعلى ذكر الكمام هل تذكرون حينما بدأت المسألة كلها كيف تراكض الناس لشراء الكمامات ووصلت الأخيرة لأسعار مرتفعة بل انقطعت عن السوق لدرجة اضطرت الناس لابتكار أنواع مختلفة من الكمامات، بالتالي ما الذي حصل؟!
الحرص والوعي نسبتهما في انخفاض وهذه حقيقة لا تقبل الجدل، ولن نجزم بأن الجميع متهاون أو نزلت مستويات احترازاته وحذره، لكن عدداً كبيراً يبدو أنه تعايش تماماً مع كورونا وبات يعتبره مرضاً كالزكام، بالتالي الزعل من وصف «التجمعات العائلية» مرفوض، إذ كلنا نعلم تماماً بأن التجمعات العائلية موجودة وبكثافة، فكثيرون ينشرون صوراً تثبت ذلك.
عموماً ما أريد قوله هنا بأن ما يحصل اليوم لا يجب أن يُنسي الناس وجود رجال ونساء بالمئات يقفون في الصفوف الأمامية ليحموا البلد وأهلها وساكنيها طبياً، هؤلاء لولا وجودهم تخيلوا كيف كان سيكون الوضع؟! لولا ما تبذله الدولة من أموال وجهود كيف كان سيكون حالنا مع هذا الوباء؟! المتغيرات تحصل وأمور تطرأ، وكثيراً من المسائل في الحياة تظنها تسير بشكل سلس فإذا بأمور تطرأ وتعقدها، وهنا تحتاح تكاتف الجميع لنتخطاها لا عبر توجيه الاتهام أو إلقاء اللوم أو التقليل من الجهود، بل عبر التزام كل شخص بدوره ومسؤوليته.
دائماً في أي موقف، وقبل إطلاق الأحكام، ضع نفسك في موضع الشخص الآخر، وفكر لو كنت أنت كيف ستتصرف؟! والأهم هل ما ستتصرف به أمر يمكن تحقيقه، وهل أنت بحجم اتخاذ مسؤولية القرار بشأنه؟! وبعدها احكم على الآخرين وقيم عملهم.
نعلم تماماً بأن أعداد الإصابات بكورونا متزايدة، وندرك تماماً بأن هذا الفيروس يطور من نفسه ويتحور، سواء أكان كورونا ذو السلالة الثانية أو المتحور الهندي أو حتى البحريني، فكل فيروس أصلاً حينما يجد مقاومة ومضادات مناعية يحاول النجاة بنفسه عبر تغيير النمط والسلوك الخاص به، فيتحور لا محالة، وهذا لا ذنب لبشري فيه.
لكن القضية هنا ليست الفيروس وما يفعله وكيف يتشكل، القضية أننا أمام وضع يتقلب ويتعقد لأن الظروف المتداخلة والمؤثرة فيه تتغير، وأننا أمام وضع تعمل فيه الدولة بكل الوسائل لاحتواء الموقف وحماية الناس بكل ما تستطيع، ولا يمكنها فعل ذلك إن كانت العملية برمتها من طرف واحد، لذلك كان القول الدائم بأن «المسؤولية مشتركة»، والأعداد التي تعلن وتنشر تكشف أن نسبة كبيرة من الإصابات نتيجة مخالطات ما يعني أن هناك قصوراً في عملية التعامل مع الموضوع بجدية.
فقط لنسأل أنفسنا ونرجع الذاكرة للوراء، إلى سنة كاملة على الأقل، هل اليوم اهتمامنا بتعقيم أيادينا بالمعقمات مثلما كان قبل عام؟! هل مازلنا نحرص على تعقيم الأسطح ومقابض السيارات وكل سطح أو أداة يمكن أن تتجمع عليها الفيروسات؟! هل التزامنا بلبس الكمام هو بنفس المستوى قبل عام؟! وعلى ذكر الكمام هل تذكرون حينما بدأت المسألة كلها كيف تراكض الناس لشراء الكمامات ووصلت الأخيرة لأسعار مرتفعة بل انقطعت عن السوق لدرجة اضطرت الناس لابتكار أنواع مختلفة من الكمامات، بالتالي ما الذي حصل؟!
الحرص والوعي نسبتهما في انخفاض وهذه حقيقة لا تقبل الجدل، ولن نجزم بأن الجميع متهاون أو نزلت مستويات احترازاته وحذره، لكن عدداً كبيراً يبدو أنه تعايش تماماً مع كورونا وبات يعتبره مرضاً كالزكام، بالتالي الزعل من وصف «التجمعات العائلية» مرفوض، إذ كلنا نعلم تماماً بأن التجمعات العائلية موجودة وبكثافة، فكثيرون ينشرون صوراً تثبت ذلك.
عموماً ما أريد قوله هنا بأن ما يحصل اليوم لا يجب أن يُنسي الناس وجود رجال ونساء بالمئات يقفون في الصفوف الأمامية ليحموا البلد وأهلها وساكنيها طبياً، هؤلاء لولا وجودهم تخيلوا كيف كان سيكون الوضع؟! لولا ما تبذله الدولة من أموال وجهود كيف كان سيكون حالنا مع هذا الوباء؟! المتغيرات تحصل وأمور تطرأ، وكثيراً من المسائل في الحياة تظنها تسير بشكل سلس فإذا بأمور تطرأ وتعقدها، وهنا تحتاح تكاتف الجميع لنتخطاها لا عبر توجيه الاتهام أو إلقاء اللوم أو التقليل من الجهود، بل عبر التزام كل شخص بدوره ومسؤوليته.