قال البرفسور فيكتور هانسون المؤرخ العسكري الأمريكي في مقاله الأخير في صحيفة «أمريكان جريتنس» والذي جاء بعنوان «كيفية ضمان حرب الشرق الأوسط بخمس خطوات» إن «السياسة الخارجية الأمريكية بعهد الرئيس جو بايدن هي امتداد لسياساته الداخلية والقائمة على فعل عكس ما قام فيه الرئيس السابق دونالد ترامب، وأن الخطوات تتمثل في الأساس بإحياء إيران وتحجيم العرب والعمل ضد اتفاقية السلام».
حيث صدر هذا المقال بعد اتخاذ «حماس» قراراها «الأوامر من طهران» لبدء المسرحية التي شاهدناها وراح ضحيتها أكثر من 230 شهيداً من الأرواح الأبرياء والذين لا يريدون الحرب وأن يعيشوا بسلام وأن يحصلوا على حقوقهم المسلوبة بعيداً عن تصفية الحسابات التي ذكرناها في مقال سابق عن هذه الحرب والتي كان هدفها واضح في التأثير على الاتفاق النووي من مفاوضات فيينا وتحقيق مكاسب مهمة لطهران.
وما يهمنا في مقال البرفسور هانسون هي مسألة إحياء إيران من جديد والذي سينعكس مباشرة على المنطقة، وتوقع في هذا الصدد أن السياسات الأمريكية ستجعل دول المنطقة تفتح مجال مفاوضات مع طهران كحل للتصدي لمخطط الرئيس الأمريكي بايدن والذي يهدف بدوره لإشعال فتيل التوترات والفوضى في الشرق الأوسط.
وبالتالي فإن مخططات بايدن أراها واضحة منذ ترشحه للانتخابات الأمريكية عندما أفصح بضرورة العودة للاتفاق النووي والذي يعارضه من الداخل الكونغرس ومن الخارج دول الخليج العربي وإسرائيل، كون ذلك سيملي مخازن طهران بالأموال وسيجعلها تنتعش لتمويل مشروعها التوسعي، وهذا الحديث قد جرى بين رئيس وزراء إسرائيل مع بايدن، حيث أن الصواريخ التي أطلقتها «حماس» هي إيرانية وفي حال احياء إيران فستكون الذخيرة لدى «حماس» ضخمة ولا يمكن السيطرة عليها، ومن هنا تأتي المقاربة، فأي قرار أمريكي بفك الأموال الإيرانية المجمدة سينعكس على المنطقة بصورة قد ترجعها لفوضى لا يمكن إيقافها.
ومن هنا وضعت استراتيجية الرئيس الحالي جو بايدن عمل عكس ما قام به الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، فمع الاستقرار الذي نعمت فيه المنطقة بسبب سياسة واضحة سيطرت على مفاصل الدولة الإيرانية وعزلها من المنطقة واستهداف قادة الحرس الثوري الإيراني كقاسم سليماني، كانت طهران محاصرة وحركتها قد تم تقييدها بشكل كبير، وهذا يجعلنا نتنبه إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أكثر دعماً للطرف الإيراني من دول الخليج العربي.
إذاً، التساؤل المشروع في هذ الإشكالية، ما العمل؟ وللإجابة على ذلك، هو أن دول الخليج العربي ومصر شكلوا تحالفاً رباعياً وقوة إقليمية جمعت بين القوة العسكرية والنفوذ الدبلوماسي وهي تتحرك بشكل جماعي لا فردي، وهذا الأمر بدأ منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكان هذا التحالف مسماه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب واليوم هذا التحالف قد اكتملت معالمه، فجميع قضايا المنطقة يتحرك هذا التحالف دفاعاً عن مصالحه، فهو يجمع ما بين الخبرات الدولية في التعاطي مع ملفات المنطقة، فالبحرين والسعودية والإمارات ومصر أصبحت مواقفهم موحدة في جميع الملفات، فكل هذه الدول لديها تاريخ عريق في مجال المفاوضات وإدارة الملفات، وأن الرئيس بايدن قد صدم بمتانة هذا التحالف والذي سيكون مناهضاً قوياً للسياسات الأمريكية الجديدة.
خلاصة الموضوع، إن إحياء إيران يحتوي بداخله ملفاً متشعباً، ولكن في ظل وجود التحالف الرباعي، وفي المقابل، سياسة بايدن في إشعال الفوضى في الشرق الأوسط، وهي سياسة سيواجهها التحالف بمرونة عالية لضمان استقرار المنطقة، فإذا كانت تلك السياسة في زيادة التصعيد في المنطقة عبر إحياء إيران فان هذا التحالف لا يمانع بالجلوس مع طهران للوصول لحل يرضي جميع الأطراف في المقابل فان التحالف لن يتردد في التصدي لإيران فهو اعتاد على ذلك منذ زمن الثورة الخمينية إلى يومنا هذا.
{{ article.visit_count }}
حيث صدر هذا المقال بعد اتخاذ «حماس» قراراها «الأوامر من طهران» لبدء المسرحية التي شاهدناها وراح ضحيتها أكثر من 230 شهيداً من الأرواح الأبرياء والذين لا يريدون الحرب وأن يعيشوا بسلام وأن يحصلوا على حقوقهم المسلوبة بعيداً عن تصفية الحسابات التي ذكرناها في مقال سابق عن هذه الحرب والتي كان هدفها واضح في التأثير على الاتفاق النووي من مفاوضات فيينا وتحقيق مكاسب مهمة لطهران.
وما يهمنا في مقال البرفسور هانسون هي مسألة إحياء إيران من جديد والذي سينعكس مباشرة على المنطقة، وتوقع في هذا الصدد أن السياسات الأمريكية ستجعل دول المنطقة تفتح مجال مفاوضات مع طهران كحل للتصدي لمخطط الرئيس الأمريكي بايدن والذي يهدف بدوره لإشعال فتيل التوترات والفوضى في الشرق الأوسط.
وبالتالي فإن مخططات بايدن أراها واضحة منذ ترشحه للانتخابات الأمريكية عندما أفصح بضرورة العودة للاتفاق النووي والذي يعارضه من الداخل الكونغرس ومن الخارج دول الخليج العربي وإسرائيل، كون ذلك سيملي مخازن طهران بالأموال وسيجعلها تنتعش لتمويل مشروعها التوسعي، وهذا الحديث قد جرى بين رئيس وزراء إسرائيل مع بايدن، حيث أن الصواريخ التي أطلقتها «حماس» هي إيرانية وفي حال احياء إيران فستكون الذخيرة لدى «حماس» ضخمة ولا يمكن السيطرة عليها، ومن هنا تأتي المقاربة، فأي قرار أمريكي بفك الأموال الإيرانية المجمدة سينعكس على المنطقة بصورة قد ترجعها لفوضى لا يمكن إيقافها.
ومن هنا وضعت استراتيجية الرئيس الحالي جو بايدن عمل عكس ما قام به الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، فمع الاستقرار الذي نعمت فيه المنطقة بسبب سياسة واضحة سيطرت على مفاصل الدولة الإيرانية وعزلها من المنطقة واستهداف قادة الحرس الثوري الإيراني كقاسم سليماني، كانت طهران محاصرة وحركتها قد تم تقييدها بشكل كبير، وهذا يجعلنا نتنبه إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أكثر دعماً للطرف الإيراني من دول الخليج العربي.
إذاً، التساؤل المشروع في هذ الإشكالية، ما العمل؟ وللإجابة على ذلك، هو أن دول الخليج العربي ومصر شكلوا تحالفاً رباعياً وقوة إقليمية جمعت بين القوة العسكرية والنفوذ الدبلوماسي وهي تتحرك بشكل جماعي لا فردي، وهذا الأمر بدأ منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكان هذا التحالف مسماه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب واليوم هذا التحالف قد اكتملت معالمه، فجميع قضايا المنطقة يتحرك هذا التحالف دفاعاً عن مصالحه، فهو يجمع ما بين الخبرات الدولية في التعاطي مع ملفات المنطقة، فالبحرين والسعودية والإمارات ومصر أصبحت مواقفهم موحدة في جميع الملفات، فكل هذه الدول لديها تاريخ عريق في مجال المفاوضات وإدارة الملفات، وأن الرئيس بايدن قد صدم بمتانة هذا التحالف والذي سيكون مناهضاً قوياً للسياسات الأمريكية الجديدة.
خلاصة الموضوع، إن إحياء إيران يحتوي بداخله ملفاً متشعباً، ولكن في ظل وجود التحالف الرباعي، وفي المقابل، سياسة بايدن في إشعال الفوضى في الشرق الأوسط، وهي سياسة سيواجهها التحالف بمرونة عالية لضمان استقرار المنطقة، فإذا كانت تلك السياسة في زيادة التصعيد في المنطقة عبر إحياء إيران فان هذا التحالف لا يمانع بالجلوس مع طهران للوصول لحل يرضي جميع الأطراف في المقابل فان التحالف لن يتردد في التصدي لإيران فهو اعتاد على ذلك منذ زمن الثورة الخمينية إلى يومنا هذا.