حتى نهاية منتصف ليل الأربعاء (أمس الأول) كانت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة البحرينية تشير إلى وفاة 29 شخصاً خلال 24 ساعة، وهو ما رفع إجمالي الوفيات نتيجة وباء كورونا في البحرين منذ دخل بلادنا هذا المرض إلى 1009 أشخاص رحمهم الله جميعاً وألهم أهلهم الصبر والسلوان ولا أرانا فقيداً آخر بسبب هذا الوباء.هناك بحسب الإحصائيات 326 حالة حرجة، وهي حالات ندعو المولى عز وجل أن يمن على أصحابها بالشفاء العاجل وألا يفجع أهاليهم بهم، وندعوه بأن يزيل عنا هذا البلاء ويحفظ الناس جميعاً.نحن نعيش أوضاعاً صعبة، معها لابد للناس أن تدرك خطورة هذا الوباء وأن التساهل معه أمر يعتبر مخاطرة بالأرواح، إذ يكفي ما عاناه الناس جراءه، وحينما تبحث اليوم ستجد عوائل عديدة تعيش ألماً وحزناً على أحباء فقدتهم بسبب هذا الوباء، بغض النظر عن الأسباب سواء أكانت تساهلاً بالإجراءات أو استمراراً للتجمعات المنزلية وخلافها، لكننا اليوم أمام وضع يفرض علينا جميعاً أن نكون فيه ”تحت العناية“، بمعنى أن نعيش حياتنا ونحن مدركون بأن أي لحظة تغافل أو تساهل قد تتسبب علينا وعلى من نحب بضرر قد يؤدي لفقد الأرواح.الإجراءات التي تمضي فيها الحكومة هدفها حماية الناس، هذا أولاً قبل أي شيء آخر. والدعوات اليومية المتكررة ضمن حملات التوعية للناس هدفها أن يستوعب المجتمع خطورة الوضع وأن الحلول الممكنة لتفادي الإصابة هي بيد المجتمع نفسه، هي بيد كل شخص من خلال سعيه لتحمل مسؤولية نفسه ومسؤوليته تجاه المجتمع.اليوم كل شخص فينا لديه القدرة على المساعدة، لديه إمكانية أن يخدم الجهود الحثيثة المبذولة التي تبذلها الحكومة لحماية المجتمع، أولها عبر أخذ اللقاح لمن مازال متردداً، فهذه العلاجات وجدت لحماية الناس ولتخفيف وطأة الأعراض لو أصيب شخص لا سمح الله، ثانياً لابد من الالتزام التام بالاحترازات، وهنا الحكومة سهلت للناس مسألة الدوامات عبر تقليص الأعداد والاعتماد على العمل من المنزل، وهو ما يعني أن المكان الآمن لكل شخص هو منزله حتى تتحسن الأمور والأوضاع.يدرك كلامي من عايش أوضاعاً صعبة بسبب هذا الوباء، من فقد أعزاء ومن تضرر هو وعائلته، ومن مازال قلقاً على أفراد يقربون له هم في العناية الآن، وعليه فإننا جميعاً ”في عناية الله“ سبحانه وتعالى، ربنا الذي أمرنا بالأخذ بالأسباب والتوكل عليه، ومطلوب علينا الأخذ بها.دخلنا في أطوار أسبوعين من الإجراءات الجديدة التي طبقتها الحكومة على أمل أن تتناقص الأعداد ونحمي أكبر قدر من الناس، وبالالتزام وتوخي الحذر والجلوس في المنزل ومنع الاختلاط والتجمعات نأمل من الله أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح وأن يمن الله على المصابين بالشفاء وأن يبعد الشر عن الجميع.اللهم آمين.
{{ article.visit_count }}