إن كان من شخص يسع قلبه لحمل شعب بأكمله بداخله فهو حضرة صاحب الجلالة الملك حمد ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، فهو الوالد الحاني دائماً على أبنائه، وهو القائد الذي نذر نفسه لأجل وطنه وشعبه، وهو الإنسان الذي تهمه راحة البشر وسلامتهم.

بالأمس وفي بادرة إنسانية من والد الجميع أمر جلالته حفظه الله بتوفير التطعيم ضد وباء كورونا لكل مواطن بحريني مقيم في الخارج ممن لم يستطع التحصل على فرصة لأخذ اللقاح.

توجيه أبوي نثمنه ونقدره، وهو أمر ليس بغريب على ملكنا الحبيب الذي عودنا دائماً على إنسانيته ورعايته لأبناءه، خاصة ونحن نتابع منذ شهور طويلة ما يحصل في كثير من الدول بشأن صعوبة توفير اللقاحات لجميع الناس، وبعض الدول تشهد طوابير انتظار، وبعضها ينتظر الشخص لمدد زمنية طويلة حتى يتحصل على فرصته، خاصة وأن هناك دولاً تمنح الأفضلية لمواطنيها على المقيمين فيها، ولربما بعض المقيمين يعانون لأجل أخذ فرصتهم الطبية حالهم كحال رعايا تلك الدول.

هذه النقطة تحديداً سطرت فيها البحرين أروع الأمثلة، إذ إن كان جلالة الملك حفظه الله يوجه اليوم لحماية أبناءه المقيمين في الخارج، فجلالته منذ بدايات هذه الأزمة وجه بشكل مباشر لتوفير العلاج المجاني للجميع مواطنين ومقيمين بلا تفرقة بين أحد، ووجه لتوفير اللقاحات بشكل مجاني للجميع أيضا، جلالته جعل الجميع يدركون بأن لديهم وطناً يحضنهم ويعتني بهم، حتى من لم يكن بحرينياً إذ بفضل الملك حمد بن عيسى باتت البحرين وطناً له برعايته صحياً وحمايته والحرص على سلامته.

حمد بن عيسى رمز للإنسانية والمحبة، والدنا وقائدنا الذي نفتخر به، والذي يذكرنا دائماً بأهمية هذا الوطن وضرورة حبه والولاء له، لأن أرض البحرين منذ القدم أرض معطاءة للخير لأهلها، هي التي لأجلها يضحي كل منا في مجاله لتكون محفوظة آمنة وأرض سلام وأمان، والملك حمد يمضي بها دوماً في اتجاه نشر المحبة والتعايش وحماية حقوق الإنسان، وتكفي شهادات المقيمين في البحرين على الرعاية والمعاملة التي تلقوها في هذه الجائحة، وكيف أن البحرين في حمايتها للإنسان لا تفرق بين مواطن ومقيم، بل حياة الإنسان وصحته وحمايته هي أولوية ملكنا وهي مهمة فريق البحرين وكل الأجهزة التي تعمل لمكافحة هذه الجائحة.

ملكنا الإنسان عندما خاطبنا بشأن الصبر والالتزام والثقة بالإجراءات واتباع التعليمات الاحترازية ذكرنا بمسؤوليتنا تجاه وطن ملكه يحتضن الجميع في قلبه، وحينما أكد ثقته برحمه الله سبحانه وأنه بفضل المولى عز وجل وتوفيقه بإذن الله للجهود التي تبذلها الدولة فإننا سنتخطى هذه المحنة وسنمضي ببلادنا إلى بر الأمان وإلى غد مشرق، فإن جلالته يرينا كيف يكون الإنسان المؤمن الواثق بربه، يقدم لنا دروساً في الأمل والعمل لأجل هذا الوطن، وأن كل شخص منا مسؤول عن صون وحفظ بلاده عبر صون وحفظ نفسه بالالتزام.

نحمد الله على قائدنا الملك الوالد الإنسان، ندعو له بطول العمر والصحة الدائمة، فهو من حملنا ويحملنا دائماً في قلبه وعينه، قائد حكيم ورمز نحبه ونواليه للأبد.