استغلال أزمة وطنية تؤثر على جميع أفراد المجتمع البحريني بلا استثناء مثل أزمة تفشي وباء كورونا لا يمكن وصفها إلا بـ«جريمة» متعمدة بحق هذا الوطن الذي يبذل كل شيء لحماية أبنائه والمقيمين فيه من خطر هذا الوباء.

الوضع مقلق بالنسبة لهذا الوباء، والإحصائيات اليومية للإصابات والوفيات ليست مجرد أرقام نمر عليها مرور الكرام أو نقرأها بلا اكتراث، بل هي أرقام تتحدث عن بشر توفوا ورحلوا عن دنيانا مخلفين وراءهم أحزاناً وآلاماً ودموعاً لدى أقاربهم ومحبيهم، الأرقام تتحدث عن بشر يصابون وبعضهم قد يدخل مراحل خطرة تقربه من حافة الموت، ومع ذلك هناك من يحاول استغلال كل شيء، كل أمر، فقط ليهاجم وطننا ويستغل كل أمر يخدم أجندته.

ما حصل مؤخراً بشأن وفاة أحد الأشخاص المحكومين نتيجة إصابته بالمرض أمر واضح مقصد من سعى لحرف الموضوع وتحويله لمادة يهاجم بها البحرين، ويدعو من خلاله الناس للخروج والتجمع والتجمهر وبعضهم للتخريب والحرق، إذ هم أنفسهم من يحاولون مراراً وتكراراً استغلال البشر كوقود محرقة، لا يهمهم الناس ومصيرهم ولا أي خطر صحي قد يصيبهم نتيجة التجمهر، بل المهم الإساءة للبحرين بأي طريقة كانت.

بلادنا وعبر جهودها الكبيرة منذ بدء الجائحة سعت ومازالت لتوفير كافة العلاجات للناس جميعاً بلا استثناء، مواطنين كانوا أم مقيمين، مدنيين أم محكومين، أي إنسان يحتاج لمساعدة الدولة لحمايته من هذا الفيروس وتبعاته تلقى المعالجة والاهتمام الطبي وتوفير اللقاحات له. فبالتالي من يحاول انتقاص جهود البحرين في حماية الناس من كورونا فهدفه بالتالي ليس صحياً إطلاقاً، ولا رغبة منه في حماية الناس، بل هدفه استهداف البحرين الدائم، وهذا ديدنهم طوال عقود وسنوات وعبر محاولات عديدة لزعزعة الأمن الوطني والانقلابات والتخريب. نحن في وضع اليوم روح كل إنسان غالية في هذا الوطن، سلامة كل مواطن ومقيم غاية وهدف غالٍ لدى جلالة الملك حفظه الله قائدنا الإنسان، وجهود البلد كلها منصبة وعلى مدار الساعة لحماية ورعاية كل مريض محتاج للعون حتى يحفظ حياته ويصد خطر الفيروس، وكل الإجراءات والاحترازات والخطوات التي اتخذت هدفها الناس الذين بدورهم عليهم اليوم التركيز على محاربة هذا الفيروس، فهذه هي القضية الرئيسة اليوم، سلامة الوطن وأهله، إذ لا يريد أي شخص أن يفقد عزيزاً، وكم لنا من قصص تحصل يومياً عبرة ومثال، كيف توفى أفراد من عوائل خلال فترة زمنية قصيرة؟! كم شخصاً فقد أعزاء بسبب هذا المرض في لحظات لم يتوقعها؟!

اليوم بلادنا تواجه أزمة سُخرت لها كافة الجهود لتخطيها بهدف حماية الناس ومنع الضرر عنهم، بالتالي من يسعى لاستغلال هذا الوضع الوطني الطارئ هو من لا يهمه الوطن ولا تهمه سلامة أهلها ولا يكترث أصلاً بمن قد يتضرر وبمن قد يتوفى، هو يريد أرقاماً للمتاجرة السياسية فيها، هو يريد الضرر ويريد الشر ليخدم أجندته وأطماعه.